من تركيا إلى كأس العالم
تاريخ النشر: 02/11/15 | 11:26مِن تُركيّا إلى كأس العالَم، مروراً بلجنة
المتابعة وهبوطاً في مدينتنا العزيزة الغاليه…
أحبّ تركيا وأتابع أخبارها أوّلاً بأوّل، وأستبشر فيها صحوة إسلامية تُعيدُ للدين مكانته وعِزّهُ وقوّته،
ولكنّني في أوج هذه المشاعر الملتهبه، والشوق لرؤية كيانٍٍ إسلامي قوي وصاحب هيبة وعَظَمه، تستوقفني لعبة كأس العالم، وأن انتصار ألمانيا لن يصنع للفلسطينيين هزيمةً لإسرائيل، حتى عشقُنا نحن هنا لليابان وثقافتِها وأخلاقياتها وتميّزها لن يغير فينا ظلماً قائما مترسّخاً في حياتنا بفعل فاعلٍ وظُلمنا لأنفسَنا وتمزّقنا بما كسبت أيدي القيادات ِ
نحن أصلاً متمزّقون هنا فلا تركيا ستجمعنا ولا الإتحاد الأوروبيّ، متمزقون حتى في معتقداتنا وأخلاقياتنا وإيمانياتنا ولا يجمعنا بالحقيقة غير مبدإ استغفال القيادة للجماهير العربية، واستخدامها لمصالح حزبيّة وشخصيه،
واستثمار الكفاح الشعبي لخاصّة الخاصّه…
وإلا فلماذا نحن ضعفاء ومتمزّقون؟؟
حتّى انتصار الإسلاميين في تركيا أو الحديث عن الحكومة التركية أصبح قنبلةً مؤقتةً بيننا هنا، قد تنفجر بين الإخوه ويُرفع السلاح بيننا في البلد الواحد..
ولذلك فقد حان للضمير العربي الفحماوي الوطني المسلم أن يقوم من السّبات، حان الوقت أن تصبح هذه القلعة أنموذجا ليس أقلّ من أن تستنسخه اليابان وتركيا ويخافه العدوّ، من ملامح الوحدة والعمل مثل خلايا النحل، والتميز بالعلم والعلماء وحفظة القرآن ومجلس الشيوخ الذي يقوم على رعاية شؤونها وترسيخ برامج بعيدة المدى من الإكتفاء الذاتي والأخلاق الحميدة وبناء الإنسان….
مبروك لتركيا، ليس لأنها ستتولّى أمرنا وليس لأننا نشعلها حربا بين الأخوه وأهل البلد الواحد، ولكننا نبارك لتركيا لأننا نتمى الخير لديننا ونتمنى استرداد العزة والكرامة والشموخ للإسلام ودين الله والحق وأهل الحق ولا نُُزكّي على الله أحدا.
عبدالله جبارين
أبوكَرَم