حرائق المطبخ: مصادرها وسبل تجنبها
تاريخ النشر: 06/11/15 | 0:11يُعد المطبخ نطاقاً محفوفاً بالمخاطر؛ فهو يمثل المصدر الرئيسي للحرائق المنزلية التي غالباً ما تنشأ بسبب الإهمال البشري. وبإتباع بعض الإجراءات الاحترازية المتعلقة بعملية الطهي واستعمال الأجهزة الكهربائية يُمكن تجنب نشوب حرائق تهدد حياة سكان المنزل.
وأوضح الخبير الألماني هانز هيرمان دريفز أنه غالباً ما ترجع الحرائق التي تنشب في المنزل إلى الإهمال البشري، لافتاً إلى أنه غالباً ما يبدأ الأمر باحتراق الأشياء القابلة للاحتراق أو الموجودة على الموقد أو بالقرب منه.
لذا أوصى مدير المعهد الألماني للوقاية من الأضرار وأبحاثها التابع للهيئات العامة للتأمين بمدينة كييل قائلاً :”ينبغي ألا يتم استخدام سطح الموقد – أياً كان نوعه – أو الأماكن المحيطة به مباشرةً كرف لوضع أي شيء عليه”.
حرائق الدهون
وتلتقط سوزانا فوليك طرف الحديث موضحةً أن أغلب حرائق المنزل تنتج عن عملية القلي بالزيت أو غيره من الدهون داخل المطبخ. لذا شددت مديرة الجمعية (البيت الآمن) الألمانية بمدينة هامبورغ قائلة :”ينبغي ألا يتم وضع المقلاة المحتوية على زيوت ساخنة على الموقد الساخن مطلقاً دون أن يتم مراقبتها”.
وتابعت الخبيرة الألمانية :”يجب الالتزام أيضاً بإغلاق الموقد ورفع الإناء من فوقه عند الاضطرار للخروج من المطبخ أثناء الطهي، إذا ما دق جرس الباب أو الهاتف مثلاً في هذا الوقت”.
أما إذا نشب حريق بالفعل أثناء عملية القلي بالزيوت، تُحذر فوليك حينئذٍ من استخدام الماء لإطفاء هذا الحريق؛ حيث سرعان ما تتبخر المياه في ثوان بسبب ارتفاع درجة حرارة الزيت؛ ومن ثمّ يتطاير الماء مع الزيوت الساخنة للغاية خارج المقلاة، محذرةً من أن هذه الانفجارات الناتجة عن حرائق الدهون يُمكن أن تتسبب في الإصابة بحروق شديدة ومميتة، مع العلم بأن مثل هذه الحرائق يسهل انتشارها في أنحاء المطبخ ومنه إلى المنزل بأكمله.
وأشار أورليش بيرنت، نائب رئيس الرابطة الألمانية لخبراء إطفاء الحرائق بالعاصمة برلين، إلى أنه يُمكن إطفاء الحرائق الصغيرة الناتجة عن الزيوت في الإناء أو المقلاة من خلال تغطيتها وسحب الإناء بالكامل من فوق الموقد في نفس الوقت.
وأكد بيرنت على ضرورة التحلي بقدر من الشجاعة في هذا الوقت وسرعة التصرف؛ لأنه عندما يحترق الزيت داخل المقلاة تتطاير ألسنة اللهب لأعلى، لدرجة أنها قد تصل إلى شفاط مدخنة المطبخ الذي يعلو الموقد، لاسيما إذا كان فلتر الدهون ممتلئ عن آخره”. لذا شددّ بيرنت على ضرورة تنظيف هذا الفلتر مرة شهرياً.
أعطال الأجهزة
ونظراً لأن بعض حروق المطبخ تنتج عن وجود عطل كهربائي أيضاً، لذا أوصى الخبير الألماني بيرنت :”بضرورة الانتباه عند تشغيل جميع الأجهزة الكهربائية الموجودة في المطبخ كجهاز تحميص الخبز الكهربائي وغلاية المياه وآلة تحضير القهوة وغيرها، على ألا يتم تركها دون مراقبة أثناء التشغيل، مع العلم بأنه لابد من تفريغ درج الفتات الموجود في آلة تحميص الخبز بصورة دورية”.
وإذا لم يتم استخدام هذه الأجهزة، أوصى الخبير الألماني دريفز بأنه من الأفضل أن يتم فصلها عن التيار الكهربائي على الدوام، لاسيما من خلال سحب القابس من موضعه، مشدداً على أن هذا الأمر يجب أن يسري على جميع الأجهزة الكهربائية؛ “لأنه ليس بالضرورة أن تكون الأجهزة الرخيصة فقط هي المعرضة للاحتراق، إذ لا يُمكن أن تعمل ماركة الجهاز وحدها على الحماية من اندلاع حريق، إذا لم يتم الالتزام بهذه الإجراءات الاحترازية”.
ويستكمل خبير إطفاء الحرائق بيرنت تحذيراته قائلاً :”تُعد الأجهزة الكهربائية الكبيرة مصدر خطر أيضاً، لاسيما إذا ما تم تشغيلها ليلاً دون مراقبة، كما يحدث مثلاً مع جهاز المجفف، الذي يتخطى مدة تشغيله، إذا ما كان الجميع نيام.
كاشف الدخان
وأردف بيرنت أن هناك بعض الأجهزة الكهربائية كالثلاجات والمجمدات، يتم تشغيلها طوال اليوم –وبالطبع لا يُمكن إغلاقها- لذا أوصى خبير إطفاء الحرائق بضرورة تركيب جهاز كاشف للدخان، كي لا يُفاجئ سكان المنزل بنشوب حريق أثناء النوم ليلاً.
وتلتقط كلوديا غروتشل من منتدى الحماية من الحرائق بالعاصمة الألمانية برلين، طرف الحديث موضحةً :”غالباً لا تتناسب أجهزة كشف الدخان العادية مع الاستخدام في المطبخ؛ لأنه عادةً ما ينشأ الكثير من البخار داخل المطبخ بفعل الطهي ويتحوّل إلى دخان، وقد يتسبب هذا الدخان في التشويش على عمل الجهاز”.
لذا أوصت غروتشل بتركيب هذه الأجهزة في الممر المؤدي إلى المطبخ، لافتةً إلى أن هناك نوعيات خاصة من أجهزة كشف الحرائق لا تستجيب إلى وجود دخان، وإنما تستجيب للسخونة، أو غيرها التي سرعان ما تحول جرس الإنذار إلى وضعية صامتة عند الاستجابة إلى تحذير خاطئ.
وللتعامل مع حالات الطوارئ التي تتصاعد خلالها ألسنة اللهب من الحريق، أوصت الخبيرة الألمانية فوليك بضرورة أن يكون هناك بطانية إطفاء حريق في المطبخ على الدوام، مؤكدةً أن مطفأة الحريق تتناسب أيضاً مع إطفاء حرائق المطبخ، حتى الناتجة عن الدهون.
وأردفت فوليك :”أما إذا باءت كل المحاولات الفردية لإطفاء الحريق بالفشل وازدادت خطورة الموقف، فمن الأفضل حينئذٍ أن يتم مغادرة المكان وإغلاق الباب واستدعاء المطافئ”.