واقع الطالب المقدسي في ظل حصار أحياء القدس

تاريخ النشر: 02/11/15 | 14:53

مع تصاعد وتيرة الأحداث في الآونة الأخيرة وارتقاء الشهداء في فلسطين ومدينة القدس تحديدًا، بات من الصعب ممارسة الحياة الطبيعية أمام فوهات بنادق جنود الاحتلال التي تصوّب نحو أي مقدسي بذرائع واهية، وأصبح الحذر يحيط بكل من يسير في الطرقات نحو العمل أو الدراسة.
وتحت مسمى ما أطلق عليه الاحتلال سياسة “العقوبات الجماعية”، نصبت قوات الاحتلال في الفترة الأخيرة الحواجز العسكرية على مداخل القرى والبلدات المحيطة بالقدس، الأمر الذي جعل صباح طلاب المدارس والعاملين مكتظا بالطوابير على الحواجز وساعات طويلة من الانتظار.

غياب وتأخر عن الدوام المدرسي
تسكن الطالبة أفنان أحمد (16 عام) في مخيم شعفاط وتتجه يوميًا إلى مدرستها في شعفاط، حيث تضطر للمرور عبر حاجز المخيم العسكري الذي يعج في الفترة الأخيرة بالناس على غير عادة. “يأتي الناس من مختلف المناطق لعبور حاجز المخيم ما يجعله مكتظًا بالعشرات، عدا عن التفتيش الذي يستغرق ساعات طويلة واضطرارنا للنزول من الحافلة في كل مرة من أجل اجتياز غرف التفتيش والمرور عبر أجهزة الفحص وتفتيش حقائبنا، وكل هذه الإجراءات تجعلني أتأخر على الدوام الدراسي. ففي إحدى المرات قضيت على الحاجز ما يقارب 3 ساعات من أجل الوصول إلى المدرسة” تقول الطالبة أفنان.
واضطرت الطالبة ريم شماسنة (17 عام) التي تسكن أيضا في مخيم شعفاط إلى التغيّب عن مدرستها بسبب الأحداث في المنطقة، قائلة إنها لم تستطع في كثير من الأحيان العودة إلى منزلها بعد انتهاء دوامها المدرسي، كما أنها تغيّبت عن المدرسة عدة أيام لتفادي التعرض للخطر في ظل استمرار المواجهات مع قوات الاحتلال. “أنا في عامي الدراسي الأخير ومن المهم أن أحضر جميع الحصص الدراسية خاصة في فترة الامتحانات، وأدى انقطاعي عن الحضور عدة أيام إلى تراكم الامتحانات والواجبات المدرسية، كما أن الأحداث والمواجهات التي تحدث في محيط بيتنا تشتت التفكير ولا أستطيع التركيز في الدراسة، فنحن في قلق دائم ونتابع جميع الأخبار بشكل مستمر، وكل ذلك سبب لي تراجعًا في المستوى الدراسي بشكل ملحوظ”.
وتبيّن ريم أن مسافة الطريق إلى مدرستها لا تتجاوز ربع الساعة في الأيام العادية، إلا أنها باتت تستهلك مؤخرًا ما يقارب الساعة دون احتساب مدة التفتيش على الحاجز، وفي بعض الأحيان تستهلك أكثر من ساعتين عبر الطرق الالتفافية.
فجوة بين الواقع والمنهاج
ومن الصعب عزل الطالب المقدسي عما يحيط به خلال تواجده داخل المدرسة، فهو معرّض للخطر على الصعيد الجسدي أو النفسي خارج أسوارها أو حتى داخلها في بعض المناطق في القدس.
فمنذ بداية الأحداث، لاحظت المعلمة أسيل إسماعيل التي تعمل في إحدى مدارس القدس، أن طلابها لا يتفاعلون مع المواد والحصص الدراسية كالمعتاد. “أعتقد أن هناك فجوة بين ما يتلقاه الطلاب في المنهاج الدراسي وبين ما يدور حولهم من أحداث، فالجدول اليومي يتضمن موادًا مختلفة ومتنوعة، ويُقدم للطلاب بشكل مكثف، كما أن عدم اتصال تلك المواد بالواقع بشكل مباشر أحدث نوعًا من التشتت الذهني واللامبالاة، وأثارت الأحداث الأخيرة الكثير من التساؤلات وعلامات الإستفهام لدى الطلاب”.
وأوضحت أن بعض الطلاب يتأخرون عن الدوام المدرسي رغمًا عنهم بسبب الحواجز وصعوبة التنقل، ما يؤثر على سير يومهم بالكامل. كما أن إحدى الطالبات اضطرت للإنتقال إلى مدرسة أخرى بحكم إقامتها في بلدة جبل المكبر التي تعرضت للإغلاق في الفترة الأخيرة. “لا يمكن إنكار الأثر النفسي على الطالبة كونها متفوقة تنتقل من بيئة اعتادت عليها وتعتبرها منطقة الأمان خاصتها، واستبدالها بمكان جديد ومختلف تمامًا في ظروف خارجة عن إرادتها”.
وتضيف المعلمة أسيل اسماعيل أنه كون المدارس محور العملية التربوية والتعليمية، فعليها أن تقدم التوعية للطلاب بما يجري حولهم في كافة الجوانب، ويجب العمل على هذا ذلك بالتعاون مع إدارة المدرسة والهيئة التدريسية لإيجاد الآليات المناسبة للتعامل مع الطلاب، في ظل هذه الظروف. كما أشارت إلى ضرورة تخصيص أوقات خلال الدوام المدرسي من أجل الإستماع إلى تساؤلات الطلاب والإجابة عليها بطريقة تناسبهم وتقدم لهم الراحة وتخفف من حدة القلق والتوتر لديهم.

كيوبرس – آية شويكي

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة