وتتواصل النجاحات لذوي القدرات الخارقة بمونديال الدوحة
تاريخ النشر: 05/11/15 | 6:44إحتضنت الدوحة في الفترة الممتدة بين 22 و 31 أكتوبر 2015 المنقضي بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة والتي كانت متميزة لما شمله التنظيم القطري من نجاح.وقد شهدت هذه الدورة تألقا لافتا للمنتخب التونسي بحصيلة أقل ما يقال عنها أنها لافتة للانتباه, حيث حصل الأبطال المشاركين من تونس على ميداليات توزعت كالأتي ذهبية وفضية وبرونزية بتميز ملفت للبطل وليد كتبلة ، الذي توج بأربع ميداليات ذهبية .ولعل اللافت للانتباه في هذه المشاركة المتميزة هو تكون البعثة التونسية من 9 رياضيين فقط تحصلوا على ما عجز عنه منتخبات شاركت بأرمدة من اللاعبين.
وفي هذا السياق، يعلم المتابعون لهذه الدورات أن المنتخب التونسي لذوي الاحتياجات الخاصة كان دائما من الرواد العرب في هذه الرياضة، لكن من شأن النتيجة الأخيرة التي حققت في الدوحة أن تفتح الباب للتساؤل عن أسرار النجاح و التألق , و لما لا أخذ التجربة التونسية كمثال يحتذى به في باقي الدول العربية لتحقيق النتائج التي عجز عنها الرياضيون العرب ” الأسوياء” ولو نتأمل قليلا في الشأن الرياضي التونسي سنجد أن هذه الرياضة بالرغم من المكانة التي تحتلها كمرفق حيوي و متنفس لجميع شرائح المجتمع، إلا أنها لا تحضى بالدعم المادي الكافي للتميز مع وجود بعض الاستثناءات والتي كانت أغلبها تنطلق بجهود شخصية مثل ما هو الحال مع أسامة ألملولي البطل العالمي والأولمبي في السباحة وكذلك حبيبة ألغريبي البطلة العالمية في العدو.
إلا أن رياضة المعوقين في تونس و منذ بداياتها على الصعيد العالمي أكدت و بشكل لا يدع مجالا للشك أن الإمكانيات المادية ليست العامل الأبرز للتألق.فهؤلاء الرياضيون قدموا لبلدهم ميداليات عديدة وأرقاما قياسية مبهرة وتتويجا في كل المشاركات بالرغم من نقص الموارد المالية.ويمكن تفسير هذه الظاهرة، بحسب ما جاء على لسان بعض الرياضيين، الذين أكدوا أن العمل و التشجيع المعنوي و خاصة الرغبة في تحدي الإعاقة مهد لهم الطريق للتفوق.
وعندما تجتمع هذه العوامل في إطار هيكلي و إرادة سياسية واضحة للرقي بهذه الفئة المبدعة حتى لغير الرياضيين منهم بإدماجهم في الوظيفة و الحركة الاقتصادية جعل منهم فاعلين و منتجين كل في مجاله.
اليوم، نتطلع أن تجد هذه التجربة المتفردة والرائدة الطريق لباقي الدول العربية في جميع الرياضات نظرا لما تقدمه الرياضة للشعوب والحكومات كذلك, والجميل في ذلك هو أنها نابعة من دولة عربية أي من بيئة متشابهة وإمكانيات متقاربة مما يجعل نجاح التجربة مؤكدا أكثر من أي تجربة غربية أخرى.