أردتموها سًنةَ وشيعة!!!
تاريخ النشر: 24/06/13 | 2:10لقد ثبت بالقطع أننا أمةً قد عمّها الجَهل، وصارت مطية الأمم .. وشعوباً كانت في زمن ما!! ليسوا بالبعيد، أقرب إلى الوحشية والبربرية، من سفكٍ للدماء وإزهاقٍ للأرواح، غير مكترثةٍ، إن كان ذلك حلالا أو حراما.
فغرقت هذه الشعوب وهذه الأمم المئات من السنين في هذا الظلام الدامس، فكانت شبه قبائل تعيش وتحيا على أشلاء الآخرين وجماجمهم حتى استيقظت هذه الشعوب والأمم من جهلها وجرائمها، وخاصةً في أوروبا وأمريكا، وبدأت تتجه إلى التوسع والسيطرة على شعوب الشرق الأوسط تحت شعار الصليب فجمعت جيوشاً جرارة وأساطيل ضخمة ونزلت بها على شواطئ بلاد هذه الشعوب، فوجدتها تعيش في بلاد مليئة بالخيرات، وأن الله سبحانه وتعالى رزقهم وحباهم بكل ما يحتاج الإنسان من مقومات الحياة والقوة، فأوجد في بلادهم ما يجعلهم أسياد الكون والشعوب والأمم.
إذا أحسنوا التصرف، ولكن مع الأسف !!! كانوا يعيشون في جهلٍ رهيب، وفاقدين لكل مبادرة وتطور وتحوّل فجاء المغول من الشرق وصفعهم واحتل أرضهم، وأذل زعمائهم وقتل أطفالهم ورجالهم وسبا نسائهم.
فجاءت اليقظة أن قيض الله لهم قائداً مملوكاً واسمه بيبرس ودحر المغول وانتصر عليهم في عين جالوت، وجاء دور الصليبيين من الغرب فجاسوا خلال الديار فاحتلوا بيت المقدس وعاثوا فيه فساداً حتى وصل الأمر عندهم أن قتلوا حجاج بيت الله الحرام وهم في طريقهم إلى الحج.
فاستقروا أكثر من سبعين عاماً في هذه البلاد، فقيض الله سبحانه لهذه الأمة قائداً فذاً ومؤمناً واسمه صلاح الدين الأيوبي، الذي انتصر على الفرنجة وطردهم من بلاد الشام وطهّر القدس الشريف منهم وأعاده إلى أهله من مسلمين ومسيحيين وبعدها ليموت الرجل ويرحل!!! ويأتي من بعده أبناؤه وإخوانه فيقسمون هذا الوطن إلى دويلات وإمارات، كان كل أمير منهم يستنجد بالأجنبي على أخيه من أجل أن ينتصر عليه، حتى وصل الأمر عند أحدهم أن أهدى القدس لملك فرنسا فريدرك ليؤازره على أخيه.
وجاء بعدها العثمانيون فاستبشر العرب خيراً أنهم سيعيشون في ظل خلافةٍ إسلامية أحراراً في أوطانهم، فما كان من هؤلاء السلاجقة إلا أن فعلوا كل ما استطاعوا من أجل تجهيل الشعوب العربية، ونصب المشانق لكل من يرفع صوته مطالباً بالحرية والعدل، فعانى العرب من ويلات هذا الحكم الذي استمر أكثر من 400 عام فكان العرب أشبه ما يكونوا بالخدم والعبيد لا يُحسَب لهم أي حساب لقد تغطّى العثمانيون بعباءة الإسلام، فنهبوا خيرات الشعوب العربية على مدار هذه الحقبة من الحكم، حتى أصبحوا شبه أميين إلا ما نَدُر!!! قلَّ ما تجد عالماً أو دارساً أو متعلماً في هذه الشعوب باستثناء الأزهر الشريف الذي كان ايضا يخضع لهم.
وجاء دور التحرر والاستقلال وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية، الذي شارك العرب فيها وكان لهم دورٌ في هذه الهزيمة بقيادة الشريف حسين بن علي اعتقاداً منهم أنهم سينالون استقلالهم وحرية شعوبهم، وذلك بالاتفاق مع بريطانيا الاستعمارية، فضحكوا عليهم وغدروا بهم وانتهت الحرب فقسموا بلاد العرب بعد هذه الحرب إلى دولٍ وإماراتٍ تابعة إما لبريطانيا أو فرنسا وذلك بعد اتفاقية التقسيم بين فرنسا وبريطانيا التي سميت بِـ (سايكس بيكو) لتعود الشعوب العربية إلى حضن استعمار جديد، ليصبح قادتهم مطايا وخدما لدى هذه الدول الاستعمارية، فصنعت بريطانيا وشركاؤها من العرب والأجانب إسرائيل بعد أن صدر وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين في عام 1917م، ليبدأ الصراع من جديد في حروبٍ لم تنته حتى اليوم بين الاستعمار البريطاني والفرنسي المُجرَمين وربيبتهم إسرائيل من جانب، وبين هذه الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني من جانب آخر.
وتعود مرةَ أخرى الصحوة العربية من جديد، بعد قيام الدولة العبرية عام 1948م فكانت البداية، حربٌ هُزمت كل الجيوش العربية فيها التي دخلت هذه الحرب وتطل علينا ثورة الضباط الأحرار في مصر في 1952م بقيادة جمال عبد الناصر التي غيرت وجه التاريخ، وتتوالى الثورات بعد هذه الثورة في اليمن والجزائر وليبيا والعراق، من أجل التحرر والتحرير فنجحت!!!! ولكن المستعمر الذي اندحر من هذه المنطقة، لم ينم، وبدأ يمدّ إسرائيل الدولة الحديثة بكل أنواع السلاح والمقومات للحياة والصمود، من الإبرة إلى الصاروخ، حتى أصبحت أقوى دولة في المنطقة عسكرياً واقتصادياً، فتفوقت على كل الدول العربية كاملةً عسكرياً واقتصادياً، وبدأت تصول وتجول في المنطقة، تعربد كيف ما تشاء وحينما تشاء!!! فاستطاعت سياسياً أن تبني لها علاقات مع بعض القادة من العرب والمسلمين ليكونوا لها خدماً وحراس!!!! ومن بينهم تركيا التي كانت أول دولة إسلامية تقيم علاقات دبلامسية مع إسرائيل، لتتسع هذه العلاقة إلى تنسيقٍ أمني، وتجارة اقتصادية قوية.
وتتوالى الحروب بعد حرب 1948م حرباً شنها الثالوث فرنسا وبريطانيا والوليد الجديد إسرائيل على مصر في عام 1956 لإسقاط نظام جمال عبد الناصر، وتنتهي هذه الحرب بصمود الشعب المصري وقائده جمال عبد الناصر، بانتصار كبير ورحيل الغزاة!!!! وتأتي بعدها الحرب التي غيرت وجه التاريخ في الخامس من حزيران عام 1967م التي ما زالت آثارها قائمتاً حتى يومنا هذا ولم يزل ولم ينته، ثم تتبع هذه الحرب حرباً في السادس من أكتوبر عام 1973م، التي كانت بداية النصر على إسرائيل والتي كان بالإمكان تحرير الأرض التي احتلت في عام 1967م كاملة، ولكن تآمُر السادات وارتباطه بأمريكا سرياً كشف حجم المؤامرة التي قادها السادات عندما أمر جيشه بالتوقف عند المعابر في سيناء، الذي كان باستطاعته الوصول إلى العريش بعد أن انهارت قوة الجيش الإسرائيلي وكادت جولدا مئير أن تُعلن الاستسلام والرحيل بعد أن اخترق الجيش المصري أكبر وأعظم خط دفاعي في العالم وهو خط (برليف).
وتكشفت المؤامرة بعد ذلك أن أوقف السادات الحرب والقتال دون أن يخبر شريكه الرئيس الراحل حافظ الأسد في هذه الحرب، ليترك الجيش السوري يقاتل وحده في الميدان، فانقلب النصر إلى هزيمة، وخاصة بعد أن دخل شارون بجيشه العمق المصري في منطقة الدفرسوار ووصل إلى الكيلو 101 فكانت خيبة الأمل الكبيرة للشعوب العربية التي كانت تنتظر رد الاعتبار ويُوَقّع السادات على اتفاقية كامب ديفيد المهينة والمخزية، التي حرمت المصريين من أكثر من ثلث سيناء أن يكون لهم فيها جيش بعدته وعتاده!!! اللهم مجرد حرس حدود وبعض الآليات، وهذا ما تعاني منه مصر اليوم في سيناء مستباحةً أمام عصابات الإرهاب ودولة داخل دولة، وأكبر دليل على ذلك مقتل ستة عشر جندياً مصرياً في رمضان الماضي وهم كانوا على طاولة الإفطار بعد يومٍ من الصيام الشاق قتلتهم قوى الإرهاب والغدر وهذا دليل على ضعف القوة التي كانت تحرس الحدود لأنها مكبلة باتفاقيات كامب ديفيد المهينة والمخزية!!
ويأتي الربيع العربي في بداية 2011م ليبدأ في تونس وينتقل إلى مصر، ومن ثم ليبيا، ثم إلى اليمن، لتتدحرج الأمور إلى أن تصل إلى سوريا الحبيبة فتتضح المؤامرة، وتمتد الأيدي الخارجية في هذا الربيع، لتنحرف كل مقاصد هذه الثورات عن أهدافها الحقيقية ولتصبح في أيدٍ أجنبية وعربية تابعة للأجنبي وتسفك الدماء وتًخْرَب المساجد والكنائس ويُقْتل العلماء سواء كانوا علماء دين أو علماء في الاختراعات بكل أنواعها عسكرية وغير ذلك وتُحْرق وتُهدم البنية التحتية، ويُكْشف اللثام عن الخونة والعملاء الذين تقودهم أمريكا ومن لف لفيفهم من أنظمة عربية خائنة التي لم تعرف الديمقراطية بتاتاً، في ائتلافاتٍ مشبوهةً وتمويلٍ مالي واضح وتصطدم هذه المؤامرة فتتحطم على صخرة من الصمود للشعب السوري وجيشه البطل ليمر أكثر من عامين على هذه المؤامرة الخسيسة ولتبدأ ملامح النصر تلوح في الأفق بعد أن استعاد الجيش السوري زمام الأمور وبدأ بإستراتيجية الهجوم بعد أن كان في حالة الدفاع ويدخل على الخط المقاومة الإسلامية في لبنان والمتطوعون من كل الوطن العربي حتى بلغ عددهم ما يزيد عن مئة ألف مقاتل، هؤلاء نظروا أنفسهم وأرواحهم فداءً لهذه الأمة.
وأول بشائر النصر كانت في القُصَير وريفها، وعودة الأمان لتلك المناطق وسيلحق بهذه الجولة الناجحة أربع جولات، الجولة القادمة حلب وريفها ومن ثم حمص وريفها، ثم درعاً وريفها وفي النهارية الرقة والحدود !!!!
وأن النصر للشعب والجيش السوري وحلفائهم آتٍ آتٍ لا محالة وسيكون مدوياً صاعقاً بإذن الله ليكتب التاريخ ويروي للأجيال القادمة هذه البطولات التي سطرت بدماء الشرفاء والوطنيين الأحرار وسيكتب التاريخ من جديد شرق أوسطي جديد وسيكون مداده دماء الأبطال من الشعب السوري وحلفاءه وهذا ما جاء في الحديث الشريف "سيأتونكم تحت ثمانين غاية أي "راية" وينزلون في الغوطة الشرقية لدمشق وسيكون النصر بعون الله لكم" والحديث الثاني" أخاف عليكم من يهود أمتي أكثر من اليهود" سلامٌ عليك أيها الشعب السوري برجالك ونسائك وأطفالك يا من رفعتم رؤوس الأمة وأبقيتم على هذا الأمل والحلم الذي لا يغيب (كنتم خير أمة أُخْرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، "أردتموها سُنةَ وشيعة ولكن الله أرادها نصراً للمظلومين والشرفاء والوطنيين"، وخزياً للعملاء والمأجورين.