أمران إن فعلتها زحزحت عن النار وفزت بالجنة
تاريخ النشر: 12/11/15 | 10:18من منا لا يسعى للفوز برضا الله في الدنيا والآخرة؟! .. من منا لا يدعو الله أن يدخله جنة الفردوس وينجيه من النار؟! .. النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا في أحاديث كثيرة عن أمور إذا فعلناها فوزنا بخيري الدنيا والآخرة، ومن تلك الأحاديث رواه الإمام البيهقي في كتاب “الآداب” عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “من أحب أن يُزحزح عن النار ويُدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس بما يحب أن يؤتى إليه”.
في هذا الحديث الشريف أرشدنا النبي عن أمرين إذا فعلهما المؤمن نجاه الله من النار وأدخله جنات الفردوس، وهي أن يثبت الإنسان على إيمانه بالله سبحانه وتعالى وباليوم الآخرة حتى توافيه منيته، فيموت على الإيمان، وذلك يستوجب ن يظل الإنسان طوال عمره ثابتًا على إيمانه بالله وباليوم الآخره لأنه لا يدري متى يأتيه الموت، وهو ما سيجعل الإنسان يسير على الصراط المستقيم طوال عمره.
والإيمان بالله واليوم الآخر يكون بالقيام بالعبودية لله وتوحيده .. وأصول الإيمان ستة كما جاءت في الحديث الشريف، وهي: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .. الإيمان لا يكون فقط بمجرد التصديق بالقلب، ولكن يلزم العمل بمقتضيات هذا الإيمان .. فهو تصديق بالقلب يصحبه عمل بكل ما أمر الله به، والانتهاء عما نهى الله عنه.
أما الأمر الثاني الذي أرشدنا إليه الحبيب صلوات الله وسلام عليه وعلى آله وهو معاملة الناس كما تحب أن يعاملوك بالحسني، ومعاملة الناس لبعضهم البعض تكون إما بالعدل، وإما بالظلم، وإما بالفضل .. فإن أديت حقوق الناس عليك وعاملتهم كما عاملوك تكون قد عدلت إليهم، وإن بخستهم حقوقهم وأسأت إليهم بأي صورة من الصور دون سبب يوجب ذلك فقد ظلمتهم، أما إذا أديت ما عليك من حقوقهم وسامحتهم فيما لك عندهم من حقوق أو إساءة اساءوها إليك فأنت بذلك تكون قد تفضلت عليهم.
والإنسان بطبيعته يحب يعامله الناس بالصدق لا بالكذب وبالأمانة لا بالخيانة والغش ويحب أن يعاملوه بالعفو إذا أساء ..كذلك ينبغي على أحدنا أن يعامل الناس بمثل ذلك، نصدقهم في حديثنا معهم ونعاملهم بالأمانة لا بالغش والخيانة ونعاملهم بالعفو والصفح إذا أساءوا إلينا .. أن نعاملهم بالمعروف وبمكارم الأخلاق مثلما نحب أن يعاملنا الناس بها .. بل حتى من أساء إلينا علينا أن نعامله بالإحسان لكي نكسر هوى أنفسنا وشهوة الانتقام فيها .. لأن نفس الإنسان تحب أن تكون هي العالية على الغير. وقد قال سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم: “وإن امرؤ عيرك بما لا يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه”.
فالفائز بالأخرة هو الذي يتبع هذه الوصايا التي أوصانا بها الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ويعمل بها، لتكون سببًا في مغفرة الله له ونجاته من النار.. فالذي يريد الفوز في الآخرة لا يطع هواه.