الأدعية والأعمال المستحبة عند نزول المطر

تاريخ النشر: 17/11/15 | 10:39

1- من السنة الدعاء عند نزول المطر بـ: (اللهم صيِّبًا نافعًا)؛ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: ((اللهم صيِّبًا نافعًا))؛ (رواه البخاري)، وفي رواية عند النسائي: ((اللهم اجعله صيبًا نافعًا))، وفي رواية عند ابن ماجه: ((اللهم سيبًا نافعًا))، وفي رواية عند أحمد وأبي داود: ((اللهم صيبًا هنيئًا))، وفي رواية عند أحمد وابن ماجه: ((اللهم اجعله طيبًا هنيئًا)).
قوله: (صيبًا): بتشديد الياء، والصيب هو المطر، كما فسره ابن عباس، وقيل: المطر الشديد الذي يصوب؛ أي: ينزل ويقع، وقيل: الصيب: السحاب، وقال ابن الأثير: معنى (صيبًا): أي منهمرًا متدفقًا، ووصف في الحديث بالنفع احترازًا عن النوع الآخر من الصيب، وهو الضار، وقوله: (سيبًا) بالسين: بمعنى العطاء؛ لأن العطاء يعم المطر وغيره من أنواع الخير والرحمة.
وندعو بأن يكون الصيب (نافعًا)؛ لأن المطر قد يكون كثيرًا لكنه لا نفع فيه؛ روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((ليست السَّنة بألا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا، وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئًا)).
2 – يسن قول: (رحمة) عند نزول المطر؛ روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عطاء بن أبي رباح، أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عُرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا مطَرت سُرَّ به، وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته، فقال: ((إني خشيت أن يكون عذابًا سُلِّط على أمتي، ويقول إذا رأى المطر: رحمةٌ)).
3 – يسن أن يقال عند نزول المطر وبعده: (مطرنا بفضل الله ورحمته)، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: ((هل تدرون ماذا قال ربكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافر، فأما من قال: مُطِرْنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي وكافرٌ بالكوكب، وأما من قال: بنَوْءِ كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي ومؤمنٌ بالكوكب))؛ (رواه البخاري ومسلم).
4 – يسنُّ أن يكشف الإنسان شيئًا من بدنه ليصيبه المطر، ففيه البركة؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ [ق: 9].
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أنس قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسَر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لمَ صنعت هذا؟ قال: ((لأنه حديثُ عَهْدٍ بربِّه تعالى)).
قال الإمام النووي شارحًا هذا الحديث في شرح صحيح مسلم: (معنى (حسر) كشف؛ أي: كشف بعض بدنه، ومعنى (حديث عهد بربه)؛ أي: بتكوين ربِّه إياه، معناه: أن المطر رحمة، وهي قريبة العهد بخَلْق الله تعالى لها، فيتبرك بها، وفي هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غيرَ عورتِه لينالَه المطر).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه الشرح الممتع: (قوله: (ويسن أن يقف في أول المطر)، السنة في اصطلاح الفقهاء: هي ما يثاب فاعله امتثالًا، ولا يعاقب تاركه، قوله: (أن يقف)؛ أي: أن يقف قائمًا أول ما ينزل المطر، قوله: (وإخراج رَحْله وثيابه ليصيبهما المطر)؛ أي: متاعه الذي في بيته، أو في خيمته إن كان في البَر، وكذلك ثيابه يخرجها؛ لأن هذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أخرجه الشافعي في الأم، والثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه إذا نزل المطر حسر ثوبه)؛ أي: رفعه حتى يصيب المطر بدنه، ويقول: ((لأنه حديث عهد بربه))، وهذه السنة ثابتة في الصحيح، وعليه فيقوم الإنسان ويخرج شيئًا من بدنه، إما من ساقه، أو من ذراعه، أو من رأسه، حتى يصيبه المطر اتِّباعًا لسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم).
5 – يستحب الدعاء عند المطر؛ فإنه مظنة الإجابة، فيدعو الإنسان بما يشاء؛ عن مكحول، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث))؛ (أخرجه الشافعي في الأم، وصححه الألباني).
قال الشافعي في الأم: (حفظت عن غير واحد طلب الإجابة عند نزول الغيث، وإقامة الصلاة)، قال البيهقي: وقد روينا في حديث موصول عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء لا يُرد عند النداء، وعند البأس، وتحت المطر))، وروينا عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب السماء، ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة)).
وعن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثنتانِ ما تُرَدَّان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر))؛ (رواه الحاكم، وحسنه السيوطي والألباني)، وفي رواية لأبي داود في سننه: (ووقت المطر) بدلًا من: (وتحت المطر).
وقال الإمام المناوي رحمه الله في كتابه فيض القدير: (“ثنتان ما” في رواية لا (تردان، الدعاء عند النداء) يعني الأذان للصلاة، (وتحت المطر)؛ أي: دعاء من هو تحت المطر لا يرد، أو قلما يرد، فإنه وقت نزول الرحمة، لا سيما أول قطر السنة، والكلام في دعاء متوفر الشروط والأركان والآداب).

بقلم: محمد رفيق الشوبكي

mtr

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة