11 عاما على رحيل القائد ياسر عرفات
تاريخ النشر: 11/11/15 | 11:02قبل 11 عامًا بالتمام والكمال، ترجل الفارس من صهوة جواده مغادرًا، القائد والرمز ياسر عرفات، غادر قبل أن يحقق حلمه بالحرية والاستقلال، صباح الخميس في الحادي عشر من تشرين ثاني استيقظ الشعب الفلسطيني خصوصا والعالم عموما على خبر رحيل القائد ياسر عرفات، ذلك الفلسطيني الذي نسخ في الحلم طريق الوصول الي فلسطين، عشيقته الاولى التي لم يخدعها الى ان احتضنت جسده الطاهرة بين اضلعها ليتحقق ما اراده حينما قال” اللهم يا رب الكون اطعمني ان اكون شهيدا من شهداء فلسطين والقدس”.
ولد ياسر عرفات بالقدس في الرابع من اب عام 1929 واسمه بالكامل ‘محمد ياسر’ عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، تولى ابو عمار رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1996، وقد ترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969 كثالث شخص يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة بعد يحيى حمودة واحمد الشقيري، شارك عرفات مع مجموعة من رفاقه في تأسيس حركة “فتح” في الخمسينات واصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968.
القى ابو عمار عام 1974 في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيورك كلمة باسم الشعب الفلسطيني قال فيها جملته الشهيرة ‘جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى.
قاد ياسر عرفات عام 1982 المعركة ضد العدوان الاسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود التي استمرات 88 يوما خلال الحصار الذي ضربته القوات الاسرائيلية على بيروت والذي انتهى باتفاق يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة لتحل منظمة التحرير الفلسطينية بعدها ضيفا على تونس لتستكمل من هناك خطواتها الحثيثة نحو فلسطين”.
اعلن ياسر عرفات من الجزائر استقلال فلسطين في الخامس عشر من تشرين ثاني عام 1988، ولا زالت هذه الكلمات محور وثيقة اعلان الاستقلال التى خطها شاعر فلسطين الراحل محمود درويش وصدح بها صوت القائد ياسر عرفات في قاعة قصر النصور في العاصمة الجزائرية وقد بقيت كلماتها حاضرة في اذهان ابناء شعبنا الى اليوم والتي قال فيها “فإن المجلس الوطني يعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق ارضنا الفلسطنية وعاصمتها القدس الشريق”، ليعلن بعدها مسارا سياسيا جديدا لحل القضية الفلسطينية.
أطلق ياسر عرفات في ديسمبر/كانون أول عام 1988 في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة سلام فلسطينية، إيذانا ببدء المسار السياسي لحل القضية الفلسطينية، ووقع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحاق رابين لاحقا في عام 1993 اتفاق إعلان المبادئ “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في البيت الأبيض، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين، واضعا بذلك الخطوة الأولى في مسيرة تحقيق الحلم الفلسطيني في العودة والاستقلال.
في كانون الاول من عام 2001 ضربت اسرائيل حصارا مشدادا على ياسر عرفات في مقر المقاطعة برام الله لرفضه التنازل عن الثوابت الفلسطينية ودفع ثمن اصراره على موقفه السياسي حصارا دام ثلاثة اعوام مرض على اثره وتم نقله الى مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا ليستقيظ العالم صباح يوم الخميس 11-11-2004 على خبر وفاة الزعيم ياسر عرفات والتي قيل في سبابها الكثير، وعلى الرغم مما كشفه تقرير لخبراء سويسريين صدر عام 2012 اكدوا فيه بان وفاة عرفات لم تكن طبيعية وانما نتيجة تسممه بمادة البولونيوم -210، مشيرا التقرير الى ان مستويات هذه المادة المشعة في عينات رفات عرفات تجاوزت المستويات الطبيعية 18 مرة، الى انا امر وفاته ما زال سرا من الاسرار التي لم تكشف بعد ليبقى حتى يوما هذا امرا غامضا ما زالت التحقيقات جارية بخصوصه لكشفه.
رحل ابو عمار جسدا وبقي روحا وفكرا ورمزا وطنيا شامخا علم الاجيال ان طريق تحرير القدس وفلسطين ترسمه تضحيات الشهداء والجرحى وبقي حتى بعد رحيله البوصلة الحقيقية التي تزيد الشعب قوة وصلابة في الدفاع عن حقهم المسلوب بالحياة واقامة دولتهم المستقله.
المصدر: راية