المكتبة العامة ليست حانوتا ولا مقهى لسماع الحكايات
تاريخ النشر: 18/05/10 | 10:56بقلم: كرام ابو عطا – مديرة المكتبة العامة -كفر قرع
اعود بمخيلتي الى الوراء…يوم انهيت تعليمي ، وكان حلمي ان أصبح مدرسة للغة العربية، التي عشقتها منذ نعومة اظافري، وكانت نفسي تواقة لهذا اليوم الذي اعددت فيه كل قوتي وحماسي ، لتنشئة جيلا اغرس فيه حب اللغة العربية وتذوقها ..وما اجملها من لغة. ولكن للاسف خاب ظني ، اذ ان كل مساعي ذهبت ادراج الرياح، ولا اعلم ما هو السر الذي يكمن وراء اهمال الكادر الجيد الذي ينتظر هذه الفرصة، ويضع اناسا غير قادرين على القيام بهذه المهمة كما يجب. لا ادري على من اثور او من اتهم؟ ولكني ايقنت ان “الواسطات” تلعب دورها.
شاءت الأقدار ان اعمل “امينة مكتبة” في المدرسة الثانوية، فصرت ارى نظرات استغراب من جميع الذين يحيطون بي، وكأن هذه المهنة لا تليق بي، او انها مجرد بائعة في مخزن للكتب. كيف اغسل افكار الناس كلهم؟ انت تستطيع ان تشرح لفئة معينة من الناس ، ولكن عامة الناس يظنون ان أمين المكتبة هو مجرد موظف ليس الا…وهناك الكثير من يجهل ان “علم المكتبات” هو علم قائم بحد ذاته واني قد كرست ثلاث سنوات في تعلم هذه المهنة.
ويستمر الألم بي عندما يتوجه لي احد الأشخاص سائلا: ما ثمن هذا الكتاب؟ عندها اثور …اشرح له ان المكتبة العامة ليست حانوتا ، والاغرب عندما يجادلني رافعا الكتاب: ولكن ما هذا الرقم الخيالي المكتوب على جانب الكتاب؟ فأرد عليه قائلة: هذا هو رقم التصنيف، وادخل معه في شرح طويل…طويل عن التصنيف العشري لديوي وكأني اتحدث معه بلغة اخرى…يضيع معها كل تعبي.
لو تعلمون يا حضرات، ان العمل في المكتبة يتطلب مهارات معينة، بالاضافة للمهارة المهنية هناك تذوق الأدب، حب المطالعة، حب المساعدة، حب الهدوء.
لو تعلمون كم هو ممتع ان تقضي ساعات وساعات ، وانت بين اكوام الكتب التي تحوي بين طياتها ارقى واجمل ما توصل اليه خيرة العالم من كتاب وادباء وشعراء ، انه الفخر بعينه، كيف لا وانت تصبح دون قصد منك عالما صغيرا مطلع على كل المعلومات ، فأنت في عملك هذا تجد نفسك تقرأ كل كتاب يقع بين يديك حتى تستطيع تصنيفه بالرقم المناسب. ان اي عمل كان، يحتاج الى اتقان واخلاص، هنا نستطيع ان نقيم الشخص .
ان العمل في المكتبة العامة من ارقى واسمى المهن، وليس مجرد بائع في مخزن الكتب، وليست المكتبة العامة هي للدواوين وسماع الحكايات.
الى السيده كرام
نحن نقدر جهودك التي تبذلينها في عملك, نقدر معاملتك الجيده وحب مساعدتك لطلابنا.
نتمنى لك كل الخير والنجاح في مشوار حياتك .
هنالك الكثيرون من يقدرون عملكِ.. فلكِ مني كل الأحترام.. إستمري في طريقك فلربما يستيقظ شعبنا من الجهالة التي يعيشها ويدرك قيمة الكتب ومن يحافظ عليها.. فالكتاب هو خير صديق.. ” الي بعرفش يرقص بقول الأرض عوجة” .. والذي لم ينجح بان يصل الى منصبك يقلل من قيمته..
أوافق على ما كتبته أمينة المكتبة المخلصة لعملها، كرام أبو عطا، عن أهمية المكتبات العامة ودور أمين/ة المكتبة الهام والحيويّ!
لا شك، أن عمل أمين/ة المكتبة لا يقل أهمية عن عمل المعلم ورسالته، وكم نحن بحاجة ماسة إلى كلّ مختص يتقن عمله وفي شتى المجالات!
وكشخص يرتاد باستمرار المكتبة العامة في البلدة، أقول كلمة حق:
إن أمينة المكتبة كرام أبو عطا وزميلتها غادة تقومان بعملهما على أحسن وجه، وأحييهما على جهودهما المباركة في تقديم العون لكل من يعشق الكتاب!!
ولنتذكر: الشعب القارئ تصعب هزيمته!!
د. محمود أبو فنه
كل الاحترام الك خالتي كرام على المجهود الذي تقومين به دائما من اجل المساعده والارشاد وحتى التوعيه التي قمت بتوضيحها من خلال المقال.
ان شاء الله بتدومي سند للجميع ,وان شاء الله الجيل القادم يكون افضل من الحاضر مع تمنياتي للجميع بالارتقاء دائماً.
كل الاحترام والتقدير للاستاذه كرام ابوعطا
دوركم هام في اضاءة ظلمة الجهل التي نعيش بها
نرجو من المجلس والمعلمين تعزيز مكانه المكتبه
جزاكم الله
بـــــارك الله بك – كرام ابو عطا – نحن نقدر جهودك , دمت ذخرا وسندا لاهل بلدك .
يعطيك ألف عافية يا أم احمد . في الحقيقة ليس جديدا عليّ كونك أمينة مكتبة مسؤولة ومعطاءة ومتفانية منذ أول يوم زاولت فيه هذه المهنة التي لا تقلّ أهمية عن مهنة التدريس . ايمانك بالله وضميرك الحي هما اللذان يسيرانك في عملك وهذا ملاحظ . وتذكري دائما أنّ أجمل شيء في الحياة هو أن تبني جسرا من الأمل فوق بحر من اليأس . وبارك الله بك وبأمثالك .
آه… ماذا عساي أن أقول … صدق الشاعر بقوله:
” العلم يبني بيوتاً لا عماد لها …. والجهل يهدم بيت العز والكرم”
نعم، إن جهلنا لقيمة الكتاب وما تحتضن صفحاته بين طياتها، كان سبباً كافياً لتجميد حضارتنا، وابقائها سجينة الماضي. فالعالم اليوم يتحدث عن انجازاته الجديدة، ويخطط ويرسم درب مستقبله. أما نحن “العرب” ما زلنا نتحدث عن إنجازات أجدادنا في العصور السابقة، والظاهر أننا سنبقى. أتعلمون لماذا؟ نعم صدقتم، لأننا أصبحنا شعب يفضل أخذ الأشياء على طبق من الذهب، على أن نقدح زناد عقولنا، دون التفكير بخطورة هذا النهج من الحياة. الشعب القارئ هو الشعب المفكر، المنجز، الطموح، المتقدم، المتحضر … .
ألم يحن الوقت بعد على أن نحمل هذه المزايا والصفات؟!
أما أنت يا أخت كرام، فلك مني كل التقدير والاحترام، لأنك وبكل صدق تزاولين مهنتك على أكمل وجه.
سلمت يداكِ !! ألأمين على الشيء أمين بكل شيء !
إلى الأمام .. وبأمثالك نعلو !
من قلل من هذه المهنة فهو يقلل من قيمة أدبه وحضارته وتراثه .. لأن الأمين يحافظ على كنوز اللغة من الأدب والكتب !!
حماك الله .. الى الامام !!