من مداخل الشيطان للإنسان .. الحزن

تاريخ النشر: 14/11/15 | 2:55

يسعى الشيطان الرجيم عليه لعائن الله بكل ما أوتي من حيلة للتدخل في حياة بني آدم ليفسد عليهم دنياهم وآخرتهم، ويتخذ لذلك كل سبيل وطريق، ولا يترك مدخلًا يدخله به إلى الإنسان إلا ودخل منه.
ومن تلك المداخل التي يستغلها الشيطان: “الحزن” .. فالشيطان يسعى دائمًا لإدخال ابن آدم في حالة من الحزن يتبعها اليأس والقنوت من رحمة الله والاعتراض على قضاءه وقدره، يقول تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
فإذا دخل ابن آدم في حال الحزن واليأس في الأمور الدنيوية وسوس إليه الشيطان بوساوس كثيرة تدخله في حالة من القنوط والغضب –والعياذ بالله- من قضاء الله عز وجل، فيكدر صفوه ويزعجه ويذكره بكل ما يزيد من حزنه من مصائب ومشكلات وذكريات فيحيا في شقاء، ولذلك كان حضرة النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله دائمًا ما يدعو فيقول: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن”.
بل أرشدنا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم بتجنب كل ما قد يحزن إخواننا من المسلمين ومن حولنا من البشر، فقال: “إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه”.
ليس هذا فحسب، بل اخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله أن “أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم”، وقال كذلك: “إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك”، وقال أيضًا: “من أدخل على أهل بيت من المسلمين سروراً لم يرض الله له ثواباً دون الجنة”، وذلك ليقطع على الشيطان الرجيم سبيله في إحزان أبناء آدم.
وعلاج ذلك كله يكون بالتسليم لله سبحانه وتعالى، والرضا بقضائه وقدره وما قسمه الله للإنسان، فالرضا والتسليم يذيبا كل ما في القلب والروح من آلام وأحزان، يقول تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
وكذلك أعطانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم دواءًا للحزن وأرشدانا إليه، فقال: “ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي”. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا”. فقيل: يا رسول الله، أفلا نتعلمها؟ قال: “بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها”.

فالحرص على الذكر وقراءة القرآن مع الدعاء لها سحر عجيب في إزاله الهموم والأحزان، شريطة الإخلاص لله عز وجل مع التسليم والرضا والقناعة.

4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة