التدخل الروسي بسوريا يؤدي لإرتفاع سعر الدولار
تاريخ النشر: 11/11/15 | 16:37لم يقتصر التدخل الروسي في سوريا على مساندة النظام في عملياته العسكرية الأخيرة بريفي حماة وحمص بطائراته الحربية وقواته البريّة، بل كان له أثرا سلبيّا على الصعيدين الاقتصادي والمعيشي لأهالي المدينتين.
يرى “ياسين”، ماجستير في الاقتصاد والأسواق المالية، بأن التدخل الروسي أثّر بشكل سلبي مباشر على معيشة الأهالي في مناطق سيطرة النظام كمدينتي حماة وحمص من خلال تدخله في مواجهة الثوار إلى جانب النظام، وكان من أبرز آثار التدخل هو ارتفاع سعر الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية بشكل مفاجئ خلال أقل من خمسة عشر يوماً في ظاهرة لم تحدث من قبل في سوريا، فقد كان سعر الدولار الأميركي يتراوح بين 320-325 ليرة سورية، فيما بلغ اليوم 373 ليرة سورية في السوق السوداء في حماة في مستوى يعتبر الأعلى منذ بداية الثورة السورية.
وأشار إلى أن ذلك انعكس بشكل مباشر على حياة الأهالي من الناحية المعيشية من غلاء أسعار جميع المواد التموينية والخضروات والطعام بكافة أنواعه من اللحوم والفواكة، التي باتت أمراً ثانوياً لدى آلاف العائلات والنازحين في مدينتي حمص وحماة، وكذلك شكل ضررا للمناطق الواقعة تحت سيطرة النظام حتى من خلال الغلاء الفاحش الذي تواجهه أسواق حمص وحماة.
وقد قام النظام منذ أيام بمراقبة السوق السوداء من أجل خفض سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية، وكان ذلك، حيث انخفض بشكل مباشر إلى 355 ليرة سورية ولكنه عاود في اليوم التالي للارتفاع إلى 365 ليرة من ثم سجّل ارتفاعه اليوم ليصل إلى 373 ليرة سورية، وسط أنباء عن ازدياد سعر الصرف أكثر في الأيام القادمة.
ويقول أحد التاجر في حماة، بأن المدينة ستواجه أزمة غلاء كبيرة خلال الأيام القليلة القادمة، فستشهد الأسواق في حماة ارتفاعا في الأسعار ما يعادل ضعفها وأكثر من السعر السابق لجميع المواد، والتي كانت في أصلها باهظة الثمن على الكثير من الأهالي والفقراء من ساكني مدينة حماة.
وأضاف بأن بعض التجار في مدينة حماة بدأوا في عملية احتكار المواد وتخزينها والتوقف عن بيعها إلى حين استقرار سعر الدولار لجني أرباح أكبر، فالبضاعة المخزّنة في مستودعات التجار والتي تم شراؤها بسعر صرف 325 ليرة سورية، ستباع بحد أدنى بـ 370 ليرة سورية، فيما يتابع الدولار ارتفاع سعره يوماً بعد يوم بحدود خمس إلى عشرة ليرات، وهذا ما لم تعهده مدينة حماة من قبل.
وأشار إلى توقف الكثير من المعامل والمحال التجارية في حماة عن البيع وتصنيع المواد أو استيراد وتصدير أيّ منها بسبب هذا الغلاء والارتفاعات الكبيرة التي يسجلها الدولار، فحسب رأي التجار بأنه إذا قام ببيع بضاعته بسعر الصرف القديم للدولار سيكون خاسراً إذا أراد بشراء بضاعة جديدة، لذلك قام الكثير منهم بالتوقف عن عملهم التجاري إلى استقرار سعر الصرف، حيث بات معظم تعامل التجار في سوريا بشكل عام بالدولار حتى باتت الليرة السورية منسية بشكل كامل على صعيد أيّ تجارة.
من جهته، قال “سامر” تاجر يعمل في صرافة الدولار في حماة، بأن الدولار لن يتوقف على هذا الارتفاع الكبير وحسب، بل ستشهد الأيام القادمة ومع تواصل التدخل الروسي وارتفاع حدّة المعارك بريف حماة ارتفاعا أكبر، ومن المتوقع جداً إلى يصل سعر الصرف إلى أربعمائة ليرة سورية وأكثر، في نهاية الشهر الجاري.
وأشار في حديثه بأن غالبية التجار باتت تعمل على شراء الدولار وسحبه من الأسواق والتوقف عن عمليات بيعه، فيما يبقى المواطن السوري هو المتضرر الوحيد والأكبر من هذه العملية التي كان سببها النظام السوري.
ويفيد “زين” الناشط الميداني في حماة بأن قوات المخابرات السورية تقوم بحملات قوية وعنيفة على مكاتب الصرافة في حماة لإيقاف ارتفاع سعره في مدينتي حماة وحمص، على حدّ زعمهم، فيما أن معظم الدولارات التي تدخل وتخرج من وإلى مدينة حماة هي من كبار ضبّاط النظام العاملين على صرف مبالغ بملايين الليرات السورية بالدولارات الأميركية وإيصالها من وإلى لبنان.
وتحدّث عن معاناة كبيرة بات أهالي حماة يشتكون منها بسبب هذا الغلاء الذي تشهده الأسواق، فوصل سعر كيلو الأرز إلى ما يزيد عن مائتي وخمسين ليرة سورية، وسعر ليتر المازوت خاصة مع قدوم الشتاء إلى مائة وثلاثين ليرة سورية بشكل رسمي من النظام وإلى أكثر من مائتي وخمسين ليرة سورية إن تم شراؤه من تجار المازوت التابعين للنظام.
فيما وصلت أسعار إيجارات المنازل صباح اليوم إلى أكثر من عشرين ألف ليرة سورية(65$) في الشهر، ومنها ما وصل إلى خمسة وأربعين ألف(125$) في بعض المناطق كالشريعة والصابونية وغيرها، مما يشكّل عبئاً كبيراً جداً على النازحين إلى المدينة خاصة مع استمرار المعارك في أرياف حماة وحمص ونزوح آلاف العائلات إلى مدينة حماة.
عن الآن