لا تغرنك
تاريخ النشر: 12/11/15 | 11:41أنا كغيري من البسطاء يؤثر في المحسوس والملموس أكثر من شيء آخر، لذلك يراودنا العجب حين نرى (متدينًا) يطيل سجوده ثم يأكل لحم الناس بالغيبة والنميمة، ويستحل كرامتهم بالذكر السيئ..!
لا يخدعنا كثيرًا صاحب المسبحة الذي لا تنفك شفتاه عن التسبيح وشكر الله سبحانه وتعالى، ونحن نرى أولاده وعائلته يتجرعون منه الذل والهوان، ونسمع جيرانه يشكون من سوء خلقه وانفلات لسانه معهم.
أن تنجح العملية الدينية أو التدينية في حياة الإنسان وهو موغل في تجاوز الخطوط الحمر خارج المسجد، وبعد لحظات التهجد والتنسك، فهذه معادلة غير واضحة، أصبح يعرفها العقلاء في هذا الزمان، لأن عقولهم تدفعهم إلى معرفة جوهر الإنسان بعيدًا عن (ألبروزه).
فبالله عليكم، كم من إنسانًا نحسبه (متدينًا يخاف الله) وقلبه مظلم كظلمة الليل بل أشد؟!وكم من إنسانًا نحسبه عاصيًا بعيدًا عن الله وقلبه أبيض مثل الثلج ؟! فلا يمكن دائمًا التصفيق لعمليات ناجحة يموت فيها المريض، ويكرم فيها الأطباء فوق جثث قتلاهم. فقد قال عمر الفاروق رضي الله عنه : ” لا تغرني صلاة امرئ ولا صومه، من شاء صام ومن شاء صلى، لا دين لمن لا أمانة له “.
إن هذا المعيار رسمه لنا عمر الفاروق، رضي الله عنه، معيارًا مهمًا وخاصة أنه ركز على الجانب الخلقي مثل الأمانة، وعلمنا أن لا نحكم على الأشخاص من أشكالهم، وإن كانوا مصلين وصائمين. فيا عجبا لقلب عند ذكر خالقه غير خاشع قد نشبت فيه مخالب المطامع يا من شيبه قد أتى.. هل ترى ما مضى من العمر براجع ؟ فالهول عظيم والحساب شديد والطريق شاسع ” أن عذاب ربك لواقع وما له من دافع “..!
محمود عبد السلام ياسين