كم يهمك أمره ؟
تاريخ النشر: 12/05/11 | 22:37
بقلم بنان أبو عبيد مشكلتي كانت مع الابجديات .. مع الثمانية وعشرين حرفا الذين عجزوا عن وصف بوصة من مساحات معاناته .. كان يشحذ الابتسامة من ابواب افواهكم ينتظر واحدا, لم يطمح بالكثير في سلم الارقام بل تمنى واحدا .. ليكون لديه بضع نقود من السعادة ليشتري فيها كعكة ثقة محشوة بأمل ليستطيع ان يمتطي الايام راكضا نحو الغد ولكن أين كنتم ؟ كان بحاجة لحضن مخملي يضمه بقوة لينتشله من غبار حزنه فالحياة قست عليه مرة وانتم تكررون القسوة مرات . الاطفال العاجزون في هذه الدنيا يتكاثرون كما يتكاثرون بني البشر ولكنهم يعيشون بعُش بارد ومجتمع ظالم فتنقلب حياتهم لممات وهم على قيد الحياة فتلك النظرات تكون سكينا تحدها شفقتكم التي تلاحقهم في كل مكان فتبتُرون أوردة السعادة في داخله لتستبدلوها بنقص فاجع .. مع انه يتوق للحياة ,كم يشتاق ليوم يتوهم فيه الكمال ولكن مصيبة الاقدار ليست خطيئة الفرد بل انها اختبار جدير بدراسة الصبر جيدا لتجتاز مرحلة العبور فيه. فلماذا لا نعاونه الصبر ؟؟ ولماذا لا نكون مدارس له؟
ان اطفال كهؤلاء لا يحتاجون فقط لاوكسجين كي لا يختنقوا وليستمروا بمواجهة الايام. فالتجاهل وخيبة الامل والاستهزاء والتجبر عليهم, غازات أكثر سماً من تلك المنتشرة بين ذرات الهواء وتبني كُتلا كثيفة في شرايينهم حتى يختنقون حدَ الموت فتكونون قاتلين بشكل غير مرئي وبجريمة لم يكن فيها بصمات وفي كل مرة يعيشون اولئك بالضعف والانكسار ذاته, تهدمون انتم سلما كنا سنرتقي عبره نحو القمة فنتخذ بعدهم من الوديان مسكنا. كيف يستطيع البشر ان يكسروا زجاج البراءة وان يمحوا طيف الاحلام وان يغلقوا مطارات الخيال بمجرد كلمات حادة قادرة على اقتصاص كل عناصر الحياة من جدول أوقاتهم, فتصبح الشهور مدفنا للنهوض والانجاز فشريط الالم اليومي يتابعونه بشغف لانه يدوس على نفس الجرح ولانه يحفر فيهم ذات المعاناة فلا يجدون بعد نفيهم من اوطان وجودهم بلدا يرتكزون على جدرانها ولا حتى هوية يستندون عليها ليثبتوا حقيقة وجودهم وحقهم بالعيش كأي مواطن في دولة الحياة. ديكتاتوريون انتم بقراراتكم !! وذلك التجاهُل المُستمد من نظراتكم سيبقى يلتف حول اعناقهم حتى تشنقوهم بلا حبل وبدون خشبة اعدام والأدهى من ذلك انه بلا خطيئة فكم ستستمر تلك السياسية العنصرية البشرية ؟ سنينا , اشهرا, قرون؟ والى متى سيبقى المُعاق مشردا في اروقة الحياة؟ لا اخاطبكم, بل اخاطب الانسانية فيكم لتقتلعوا جذور ألخِذلان . لا يزالون في مخيمات اللجوء يبحثون عن دفء فهل فيكم يا بني البشر من يستطيع ان يقود جيش مشاعره نحو طفل معاق؟ وهل فيكم من يستطيع ان يكون زيراً في ميدان كثُر فيه المقاتلين ؟ لربما, تعني مرارة من التمني فهل سأجد في ثغوركم سكاكر إجابة تغير مذاقها ؟
أشبعتموني خيبة ..!!
رائعة.. بمعنى الكلمة.. اذهلتني كلماتك..
لربما كل اطفالنا بحاجة الى جيوش مشاعرنا ..
فكم من طفل شاخت براءته ثم ماتت بسبب المجتمع والاهل.. كم هي صعبة تلك اللحظة التي ارى فيها طفلا صغيرا مكتوما كاتما.. يكذب بلا نهاية.. والادهى من ذلك والامر.. لا ارى البراءة في عينيه.. كلّي يقين بأن ذلك.. ليس سوى نتاج افعال من حوله.. فكيف بالمعاق…
احييكِ ثانية 🙂 .. استمرّي بابداعك وافكارك المميزة واتحفينا بالمزيد 🙂 ..
جميل .. مشاعر رائعه قدما والى الامام