مقابلة مع الشاعرة نادرة شحادة
تاريخ النشر: 13/11/15 | 8:55أجرى الكاتب الكبير حاتم جوعية مقابلة مع الشاعرة نادرة إلياس شحادة. وإليكم رواد موقع بقجة نص المقابلة، بدءً بتعريف مختصر لحياة الشاعرة شحادة. والشاعرة نادرة الياس شحادة ،متزوجة وأم لثلاثة أولاد تسكن في قرية كفرياسيف / الجليل.درست موضوع الهندسة المعمارية في حيفا .وموضوع الجرافيكا المحوسبة + سكرتارية في المعهد العالي حيفا .عملت سابقاً في مجال الهندسة لمدة قصيرة حيث مجالات العمل في هذا الموضوع بالذات في ذلك الوقت كانت محدودة . فتوجهت بعدها للعمل في مجال الغرافيكا المحوسبة لمدة 16 عام .
والآن تعمل سكرتيرة في جمعية ” إبداع ” – رابطة الفنانين التشكيليين العرب وهي جمعية لرعاية وتطوير الفن في الوسط العربي منذ عام 2008 ومقرها في كفرياسيف .
– حدثينا بتوسّع عن مسيرتك الشعرية والأدبية منذ البداية الى الآن حتى أصبحت شاعرة معروفة ومشهورة على نطاق واسع .
لقد بدأت بكتابة الشعر منذ أن كنت في المرحلة الإبتدائية . فبدأت بكتابة الخواطر والمقالات القصيرة ولكن بشكل متقطع وحين كانت تسمح لي الظروف بالكتابة . وكنت أحتفظ بكتاباتي لنفسي بعيدة كل البعد عن المواقع والصحف والمجلات .
استمررت في الكتابة الى أن أنهيت دراستي الثانوية . كنت أحب موضوع اللغة العربية بشكل ملفت , حتى أني كنت أنتظر حصة اللغة العربية بفارغ الصبر وخاصة حصة الأدب كوني أعشق الشعر وكتابته ِ . ثم توقفت عن الكتابة بسبب انشغالي بدراستي العليا وفيما بعد بعملي . لكني عدت لمزاولة كتابة الشعر مجدداً منذ سبع سنوات تقريباً لأني شعرت بأن الشعر هو جزء لا يتجزأ مني حيث لا غنى لي عنه . فَرُحتُ أكتب وأنشر في المواقع والصحف والمجلات والحمدلله نال شعري صدى كبيراً وواسعاً لدى القرّاء .
– لماذا أنت تكتبين الشعر ولمن تكتبين وما هو هدفك من الكتابة ؟ وما هي المواضيع والأمور والقضايا التي تعالجينها في كتاباتك ؟
الشعر هو رسالة انسانية من الدرجة الأولى يجب أن تصل الى كل إنسان وإنسان . أعني بالإنسان المرهف الحس الذي يتأثر بمحيطه والعوامل الخارجية المحيطة به , يعيش الحالة ويفسرها بمفهومها الحقيقي وبحساسية مفرطة تجعله يدخل فيها ويحياها ويتأثر بها . الإنسان الذي يتذوق الشعر أسلوباً شكلاً ومضموناً ويسترسل فيه حتى النشوة , فيدخل في هالة عاطفية رومانسيىة مفعمة بالمشاعر والأحاسيس .
أتطرق في كتاباتي الى مواضيع وقضايا انسانية واجتماعية بحتة كالحُب والغزل ,الجمال والتأمل . كذلك قضايا أخرى كالقهر والظلم بأشكالهِ وألوانه , المعاناة والألم الذي يحياه الإنسان يومياً في هذا الزمن المتمرد وغيرها من المواضيع الآخرى التي تعالج واقعنا المرير
– أين تنشرين إنتاجك الكتابي ( الشعري والنثري ) في اية وسائلل إعلام ؟
أنشر إنتاجي الشعري والنثري في عدة صحف ومجلات ومواقع منها : صحيفة الإتحاد , صحيفة الحقيقة , صحيفة كل الناس ,صحيفة البيان وغيرهم . كذلك أنشر في مجلة الإصلاح , مجلة كفرياسيف للثقافة والسياحة , مجلة مواقف , وسابقاً في مجلة ميس للثقافة العقلانية .
بالنسبة للمواقع فأنا أنشر في موقع المدار , موقع الحقيقة , موقع أهلاً , موقع بقجة , موقع كفرياسيف , موقع مرمر , موقع غنطوس وموقع الوسط اليوم الخ ..
– أنت غزيرة الإنتاج الكتابي كما نعلم ولديكِ إنتاج كبير من القصائد الشعرية . لماذا لم تطبعي حتى الآن ديوان شعر واحد على الأقل ؟ ما هو السبب ؟
نعم لدي إنتاج كبير من القصائد الشعرية متنوعة المواضيع ولكن حتى الآن لم يصدر لي ديوان شعر . السبب بسيط وهو ظروف عملي وضيق الوقت . فأنا أعمل في ساعات الصباح وأعود لأعمل أيضاً في ساعات ما بعد الظهر.فعملي يأخذ من وقتي الكثير , بالإضافة الى التزاماتي وواجباتي البيتية تجاه زوجي وأولادي , فكَوني أُم وربة منزل أحرض دائماً على توفير راحتهم على أكمل وجه . فهذا السبب الأساسي والمباشر في تأجيل إصدار ديواني الشعري حتى الآن . ولكن بإذن الله سأحاول هذه الفترة أن أكرّس بعض الوقت والعمل على تحضيره بشكل فعلي أكثر .
– رأيكِ في مستوى الأدب المحلي ( شعراً ونثراً ) – الى اين وصل هذا الأدب ؟
برأيي أن الأدب والشعر المحلي بمفهومه ومضمونه بات متدنياً , بعيداً عن الجودة الراقية المنشودة التي نطمح اليها فحتى الآن لم تصل الى المستوى المطلوب باستثناء بعض الشعراء المحليين المبدعين الذين يستحقون التقدير .
– رأيكِ في مستوى النقد المحلي ومقارنة مع النقد خارج البلاد ؟
كذلك الأمر بالنسبة للنقد المحلي فهو يفتقر لوجود نقّاد حقيقيين متمكنين من معالجة النصوص الأدبية بشكل حرَفي ومهني وموضوعي مقارنة بالنقاد المتميزين خارج البلاد . ربما يعود السبب الى افتقارهم للمعرفة الكافية فيأتي النقد هزيلاً وربما سطحياً بعيداً عن التحليل الوافي المعتمد بشكل تقني صحيح . متجهاً نحو إرضاء صاحب النص من منطلق الحفاظ على مشاعره ِ .
– الشعر عدة أنماط وألوان . هنالك الشعر الكلاسيكي التقليدي وشعر التفعيلة والشعر الحديث الحُرّ . على أي لونٍ ونمطٍ أنت تكتبين ؟
لقد طرقت في كتابة الشعر اللونين الكلاسيكي التقليدي المقفى الموزون وكذلك الشعر الحديث الحُرّ .
أنا شخصياً أميل ُالى كتابة الشعر المقفى الموزون فوقْعُهُ وموسيقاه تُناغم الاُذُن , ولكني طرقت الشعر الحديث الحُر أكثر لأني أردتً الخروج من دائرة الإلتزام بمقومات القصيدة الكلاسيكية من حيث الوزن والقافية والرويّ وما الى غير ذلك .
أما الشعر الحُر فهو ذو تفعيلة واحدة ,لا يتقيد بعدد ثابت من التفعيلات ولا يلتزم بحرف الروي ّ فيحلّق الشاعر في فضاء القصيدة بكل حرية من حيث الشكل , فتتمايل القصيدة بين الوضوح والغموض وتترك القارئ يغور في تحليلها .
– مفهوم الحداثة والتجديد في الشعر قد يختلف من شاعرٍ لشاعر ومن ناقدٍ لناقد وكلٌّ يرى الحداثة بمفهومه ومنظاره ِ الخاص . ما هو مفهوم الحداثة والتجديد في الشعر حسب رايك ؟
مفهوم الحداثة والتجديد في الشعر برأيي هو خلق وابتكار شيء جديد خارج عن المألوف , أي فيه يلجأ الشاعر الى تجديد كل ما هو قديم بصيغة وشكل وأسلوب خاص .
– هنالك ظاهرة بدأت تنتشر مؤخراً بشكل كبير محلياً وهي : أن بعض المتسلقين على الدوحة الأدبية وهم ليسوا شعراء إطلاقاً وما يكتبونه هو هراء ولكنهم ينشرون هراءهم وتخبيصاتهم هذه بشكل مكثّف في وسئل الإعلام المحلية التي أصبحت منبراً لمثل هؤلاء . وكما أنهم كل فترة قصيرة أي كل بضعة اشهر يطبعون ديواناً شعرياُ هزيلاً وسخيفاً وتافهاً .
ما رأيكِ في هذه الظاهرة التي يسميها البعض ( الإسهال الشعري) ؟
برأيي من يدخل الساحة الشعرية بسرعة يخرج منها بسرعة , حتى لو حظي البعض منهم بآذاناً صاغية أو رواجاً ما . فهؤلاء الدخلاء على الشعر لا يجدون لهراؤهم مكاناً لوقت طويل , إنما يتبخر هراءهم مع أول إشراقة شمس فهم سحابة صيف عابرة لا أكثر .
– هنالك وسائل إعلام محلية تنشر المواد الأدبية والشهرية السخيفة والتافهة ودون المستوى وتتجاهل بل تعتّم على المواد الإبداعية والراقية وعلى أصحابها . ما هو تعقيبك على هذا ؟ ولماذا يحدث هذا الشيء عندنا حيث ينشرون قصائد ركيكة سخيفة ومليئة بالأخطاء اللغوية والإملائية ومكسورة الوزن ويرفضون نشر قصائد عظماء وفي القمة من ناحية اللغة والأسلوب والمعاني العميقة والوزن الخ؟
ربما يعود السبب في استبعاد أو تجاهل نشر لأصحاب المواد الإبداعية الراقية ونشر مواد أدبية سخيفة وركيكة ودون المستوى , فقط لتعبئة فراغ معين في الصحيفة أو من منطلق إرضاء نفوس أصحاب هذه المواد ربما يكون لهم مصلحة شخصية في ذلك . وحسب رأيي هذا خطأ فادح يجب مراعاته وتفاديه تماماً . حيث نجد الأخطاء الإملائية واللغوية تطغى على القصيدة أو على المقال أو أية مادة أدبية أخرى, وهذا شيء مخجل ومؤسف للغاية . فبرأيي يجب أن يكون هناك رقابة تامة على المواد قبل نشرها من حيث ركاكة النص وهزالهِ لغوياً ,أسلوباً , مضموناً وإملائياً أيضاً , لأن هذا الأمر بلا شك يقلل من مستوى الصحيفة .
– شعراؤك ِ وأدباؤكِ المفضلون محلياً , عربياً وعالمياً ؟
على صعيد أدباء وشعراء العالم العربي فأنا أحب أن أقرأ للشاعر محمود درويش , نزار قباني , أبو نواس , أبو الطيب المتنبي , أبو العلاء المعري وغيرهم .
ومن الشعراء والأدباء العالميين : نجيب محفوظ , طه حسين , توفيق الحكيم وأرنست همنغواي .
– هنالك عدة تجمعات وإتحادات كتاب محليّة . هل أنتِ منتسبة لأحدٍ منها ؟
كنت منتسبة ولكن الآن لا أنتسب لأي تجمّع أو إتحاد كتّاب .
– ما رأيك في إتحادات وروابط الكتاب المحلية ؟ ( يوجد إتحادات وعدة تجمّعات ومنتديات أدبية ) ؟
شاركت في العديد من المنتديات والمهرجانات الأدبية في البلاد . أتمنى كل الخير والتوفيق لجميع هذه إلإتحادات وروابط الكتاب المحلية
– هل لديكِ فيسبوك وهل تتعاملين معه ؟ ما رأيك في الفيسبوك من جميع النواحي . والجدير بالذكر أن بعض الكتاب والشعراء لا يتعاملون مع الفيسبوك إطلاقاً .
لا يوجد لدي فيسبوك , ولا أحب التعامل معه .
– ماذا تفضلين الصحافة الورقية والكتاب أم الصحافة الألكترونية ( الأنترنت ) ولماذا ؟
أفضل الصحافة الورقية على اعتبار أن الصحافة الألكترونية هي امتدادٌ لها أو خُلقت من الصحافة الورقية بالأساس وانتشرت بشكل واسع وكبير نتيجة التطورات التكنولوجية الحديثة .
– متى بدأتِ تعملين كسكرتيرة لجمعية ” إبداع ” للفن التشكيلي ؟ وما هو مجال عملك بالضبط في هذه الجمعية ؟
أعمل في جمعية ” إبداع ” كسكرتيرة منذ عام 2008 . حيث أقوم طبعاً بترتيب جميع الأمور المكتبية المطلوبة في العمل , وجميع الإحتياجات الخاصة بالجمعية , بالإضافة الى ترتيب المعارض وكل ما يلزمها , تنسيق الدورات واللقاءات المختلفة , المهرجانات الفنية المختلفة ( النحت , الرسم , الفسيفساء و الكراميكا وغيرها ) الأمسيات الشعرية , التكريمات , الإجتماعات , الزيارات , تنسيق ورشات العمل الفنية
وكل ذلك طبعاً بالتعاون مع الهيئة الإدارية برئاسة الأستاذ جورج توما واللجنة الفنية ومديرها الفنان ايليا بعيني .
تقوم الجمعية بالعديد من النشاطات والفعاليات الثقافية الفنية فمثلاً :
– معارض فنية مختلفة فردية وجماعية محلية وعالمية لفناني ابداع.
– معارض فردية ومشتركة لفنانين من خارج ابداع .
– دورات فنية مختلفة ( رسم , كراميكا , فسيفساء , رسم على الزجاج , حفر على النحاس والخشب الخ .. )
– مهرجانات نحت ورسم مشتركة لفنانين عرب ويهود.
– دورات استكمال بالفنون للفنانين .
– معارض لطلاب الرسم والكراميكا المشاركين في الدورات .
– معارض فردية ومشتركة لفنانين عرب ويهود وأجانب من خارج ابداع .
– أمسيات شعرية
– ورشات رسم في الطبيعة لفناني ابداع أو مع فنانين من خارج ابداع في جميع انحاء البلاد وخارجها .
– محاضرات في مجال الفنون التشكيلية .
– إقامة معارض تعالج مواضيع تربوية مختلفة : كالعنف , الظلم , المخدرات والإحتراس على الطرق وغيرها في ابداع وخارجها .
– ورشات عمل فنية لطلاب المدارس وطلاب المخيمات الصيفية .
– إقامة معارض جماعية مشتركة لفناني ابداع في الخارج ( باريس , ألمانيا وغيرها ).
– لقاءات فنية بين فنانين يهود وعرب .
– تكريمات
– زيارات مؤسسات ومجموعات للتعرف على معارض الجمعية ونشاطاتها .
– كلمة أخيرة تحبين أن تقوليها في نهاية ِ اللقاء ؟
كلمة أخيرة أوجهها لجميع الشعراء والأدباء مع تمنياتي لهم بالمزيد من العطاء والإبداع . ولأصحاب الأقلام الواعدة أتمنى المزيد من النجاح والتقدم والمثابرة على كتابة الشعر والمطالعة.