القتيل القادم قد يكون أنت
تاريخ النشر: 20/11/15 | 0:27لا تَهرُب منَ الحقيقة، فالقتيلُ القادمُ قد
يكونُ أنت، فلا يحميكَ شيء ولا يدفع عنك
البلى إلا قدر الله، ولعلّ نِهايتك تكون مؤجَّلةً
للجريمة القادمه…
لا تستغرب إذا كان الرصاص سيصيب
ولداً يخصّك أو يصيب ابنتك، أو لعلها نار
ستشتعل في مصلحةلك أو في سيارتك….
فالطعن عندنا بِدائِيٌّ ولَيسَ مِن شِيَمِنا،
والسلاح موجود بِكَثرَه والمتاجرة به والبيع
والشراء بات أهون من التعامل بالمخدّرات والمُحرّمات…
لا نعتمد في بلدي على القانون والعُرفِ
والدين، فالمشوارُ هناك طويل واحتمالات الخسارة وارِدَه، والحق يؤخذ من فُوّهات المَدافع والرّشاشات….
وللأمانة فللسلاح علينا فَضلٌ كبير، فقد
علّمَنا السّلاح أشاء كثيرة في بلدي، وإلا
فكيف كنّا سنخاف بعضنا ونهاب الآخرين
وألّا نلعب مع أحد لعبة أكبر من عمرنا، لعلنا نُغضب أحداّ ونحن لا ندري…؟؟
لا تهرب من الحقيقة، فالسّلاح في بلدي
كثير، والرصاص كثير، ومَخافةُ اللّهِ مَعدومَةٌ لأنّهم أقوياء لا يعرفون الخَوف، أبطالً
لأنهم هنا وحدهم…
القتيل القادم قد يكون أنت، فليس الأمر
يَسري وِفقَ نِظامٍ مكتوبٍ أو دستورٍ أو
اتفاقيّات مع مؤسسات دولية لحماية
الإنسان، فالعَتَبُ مرفوع والكلامُ ممنوع.
انتظر، لعلها رصاصةٌ غادرةٌ أو بريئة ستَختَرِقُ
صَدرَ شخصٍ فحماويٌ عزيز علينا أو قياديّ
أو زعيم، فليس أحد أكبر من عدالة السلاح
وعدالة الجنود في بلدي، لا تقل أنك لا تعلم،
إفحص جيداً، ستجد أن الوضع بالحقيقة
يفتقد إلى رصاص أكثر وسلاح أكثر ليستطيعوا السيطرة على النظام أكثر…
لا تَلومَنّ إلا نفسَك، لأنني أُنَبّهك وأكرّر تنبيهي
لك، لن تَدخل الشُرطة بين الإخوه ولن تكون
مصدرا للفتنة في البيت الفحماويّ، ولن نسمح
نحن بذلك، فانتبه قبل أن تندم فتصيبك رصاصة تكون تذكرة ذهابٍ لك أو لأخيك بلا رَجعَه…
هكذا النظام في بلدي، مخلوط بالخوف
والرّعب والتمرّد والفسوق والعصيان،
ولا تسألني لِمَ أنت تتذمّر مِن ذلك، فأنا لا
أتذمّر ولا أعارض، أنا مع القيادات في بلدي
والزعامة ومع الأحزاب، وأنا مع وجهاء البلد
والشرفاء لا أتحرك، لأنهم ما زالوا
يعطونهم مساحةٌ للتوبه وأياماٌ طويلة
لتسليم السلاح.
لا يغُرّنك الصمت في بلدي، فهو الصمت
الذي يسبق العاصفه، وعواصفنا إذا ثارت
ستملأ المنابر والصّحف والجرائد وتحرق
الأخضر واليابس وتضربهم قصائد شِعرٍ لا
تُغادِرُ منهم أحدا ولو كان في قِلاعٍ مُحصّنه.
قياداتنا لا تنام، وهي تراقب المعركة بحذر،
وتخطط لوحدة لا تخطر على بال بشر،
وبرنامجها القادم عملية اختطاف لكل المسلحين
وتهجيرهم إلى تِكساس ثم سحب أرصدتهم
بالبنوك لمشروع كفالة يتيم….
وحتى ذلك الوعد الموعود، ستكون معكم فرصه لا تُعَوّض لكي تستمروا بِالعَربَدَه….
عبدالله جبارين
أبو كرم