كيف يمكنك ضمان سعادة طفلك؟
تاريخ النشر: 27/06/13 | 23:17تضع معظم الأمهات سعادة أطفالهن في مقدمة أولوياتهن. وكما يظهر الاستطلاع الذي أجرته بيبيلاك جونيور بمناسبة عيد الأم على موقع فيسبوك،
فقد تمثلت أبرز أمنيات الأمهات لأطفالهن في السعادة ورؤيتهم يبتسمون أو يضحكون في كل يوم. ومع ذلك، تتساءل العديد من الأمهات: كيف يمكنني ضمان سعادة طفلي؟.
تقول الدكتورة مها: "الطفل السعيد هو حلم كل أم. ومعظم الأطفال سعداء بطبيعة الحال، لكن يجب تلبية احتياجاتٍ محدّدة لهم ليبقوا على هذه الحال. وللحفاظ على راحة الطفل، يجب الحرص على ما يلي: أن يكون الحفاض نظيفاً وجافاً، الطعام الجيد وتجنب الجوع، والتأكد من أن حرارة الطفل ليست مرتفعة أو باردة كثيراً".
وإلى جانب الاستشارة المباشرة المتعلقة بتلبية احتياجات الطفل الأساسية، تضيف الدكتورة مها بأن سعادة الطفل مرتبطةٌ أيضاً باحتياجاتٍ عاطفية وعقلية أكثر تعقيداً. وتقول: "ينبغي على الأم التحدث والغناء لطفلها، كما يجب أن تكون مدركةً لمزاجها الخاص والإشارات التي ترسلها لطفلها. ويتميز الأطفال الرضّع بحساسيتهم العالية تجاه مزاج من يقدم لهم الرعاية. فإذا ما كان الاب والام سعداء وهادئين بشكلٍ عام، فإن الطفل سيتعلم محاكاة تلك المواقف. وإذا ما كانا يعانيان من الإحباط والضغط بسهولة، فمن المرجّح أن يبدي الطفل ردّات فعل مبالغ فيها عند المرور بمواقف صعبة".
وبحسب الدكتورة مها، فإن التواصل غير اللفظي أمرٌ هام للغاية للأطفال الصغار. كما أن التواصل الجسدي كالعناق وملامسة أنفك بأنف طفلك بلطافة كفيلٌ بتعزيز الارتباط العاطفي بين الأم أو الأب والطفل. ويمكنك أيضاً أن تجربي التربيت، والحمل، والتقبيل، والتدليك، وبالطبع معانقة طفلك. وتقول الدكتورة مها: "يمكن للأمهات قول صباح الخير مع العناق، بالإضافة إلى قول ليلة سعيدة مع عناق وقبلة، أو حتى قول شكراً مع العناق".
وكما هو الحال مع الراشدين، يتجاوب الأطفال مع نغمة الصوت التي يستخدمها المرء. ويستطيع الطفل حديث الولادة تمييز الفارق بين صوت الإنسان والأصوات الأخرى. وتبدأ عملية التواصل مباشرةً بعد الولادة. ولا يهم في تلك المرحلة ما تقوله الأم، بل كيفية نطقها لذلك الامر. وتبعث النغمة المبهجة واللمسة المريحة على الاطمئنان بشكلٍ كبير بأن أحد من يحبونهم مهتم بهم.
ويعتبر أطفالنا أكثر الأشخاص الذين يقومون بتقليدنا. لذلك، يتوجب على الأب والأم أن يكونا حذرين فيما يفعلونه ويقولونه أمام أطفالهم. ويبدأ أطفالنا بتكرار أفعالنا، وهم في حقيقة الأمر يقومون بمحاكاتنا. وبحسب علماء نفس الطفل، فإن الأطفال الذين يتعرضون للأعمال العدوانية في منازلهم يرجح ممارستهم لنفس السلوك العنيف في سنٍ مبكرة. لذلك، من المهم للغاية أن نبعد أطفالنا عن الممارسات التي يمكن أن تؤثر على مستقبلهم.
وتقول الدكتورة مها: "باستخدام لغة أجسادنا في التواصل مع أطفالنا فإننا نستطيع المساعدة على تشجيعهم وإثارة حماسهم نحو الحياة. كما ينطوي التواصل مع أطفالنا على ما هو أكثر من مجرد الكلمات التي نستخدمها".
وقبل فترةٍ طويلة من قدرتهم على التحدث بشكلٍ واضح، يستوعب الأطفال المعنى العام لما نقوله. كما أنهم يلتقطون نغمة الصوت العاطفية. وينبغي على الأب والأم تشجيع محاولات طفلهما المبكرة للتواصل معهم: إذ يتوجب عليهما الابتسام في أغلب الأوقات في وجه طفلهما، خاصّة عندما يقوم الطفل بالمناغاة، والغرغرة، أو أن يقوما بالغناء عندما يتكلم الطفل. وننصح الأمهات والآباء بالنظر إلى طفلهم عندما يقوم بالغمغمة أو الضحك، عوضاً عن النظر إلى مكانٍ آخر، أو مقاطعتهم، أو التحدث مع شخصٍ آخر.
يقوم الأطفال بتطوير مهارات التواصل خلال العام الأول من حياتهم وبعده. ويستطيع الأب والأم المساعدة على تسهيل هذا التطور من خلال استيعاب الطرق الملائمة للتواصل مع أطفالهم. ويستطيع معظم الأطفال التجاوب مع الابتسامات والضحك بعمر ثلاثة أشهر. وما بين عمر الأربعة والستة أشهر، يتعلم الأطفال الغمغمة. وفي الوقت الذي يبلغون فيه عامهم الأول، يستطيع معظم الأطفال قول العديد من الكلمات. ويلعب الأب والأم دوراً رئيسياً في تطوير هذا التواصل.