حسن الظن بالله
تاريخ النشر: 18/11/15 | 3:50أيها الأخوة الكرام: حسن الظن بالله ثمن الجنة, الإنسان ينبغي أن يؤمن بالله, لكن الذي ينبغي أن يفعله أيضاً أن يحسن الظن بالله, فكم من مؤمن بالله, مؤمن بوجوده، لا يحسن الظن به، مؤمن بوجوده، ليس مؤمناً بأسمائه الحسنى، وصفاته الفضلى.
من الجهل أن نقول أن الله خلق الناس ليعذبهم
أحياناً الإنسان يجد شخصاً أمامه، يسأل عن اسمه, لا يكتفي بأن يأخذ اسمه، لا بد من أن يعرف حرفته، ثقافته, اختصاصه, أخلاقه.
من لوازم معرفة الرجل أن تعرف أخلاقه، وأن تعرف اختصاصه، وأن تعرف ثقافته، فلذلك الإنسان مطالب أن يعرف الله عز وجل بأسمائه الحسنى, وصفاته الفضلى.
فهناك كلمات يطلقها العامة، هذه الكلمات تدل على جهلهم بالله عز وجل, يقول لك أحدهم: إن الله خلق الناس ليعذبهم, يقول لك: سبحان الله! لا يوجد أحد مرتاحاً؛ الله عز وجل خلق الناس ليرحمهم, خلق الناس ليسعدهم، خلقهم لجنة عرضها السموات والأرض، فالإنسان إذا فهم بعض المعاني التي لا تليق بالله عز وجل يكون قد أساء الظن به، وحسن الظن بالله ثمن الجنة، ثمن دخولك الجنة أن تحسن الظن بالله عز وجل:
﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾
الذي يظن أن الله أجبره على المعصية, ثم قدر عليه النار إلى أبد الآبدين, هذا الإنسان يسيء الظن بالله عز وجل, إذا تكلم هذا الكلام أبعد الخلق عن ربهم, نفرهم منه, أعطى صورة لا تليق بالله عز وجل, أنه خلقهم وقدّر عليه المعصية والكفر, ثم أدخله النار إلى أبد الآبدين: ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
هؤلاء الجبريون وما أكثرهم قد تستمع إلى آلاف الكلمات من قبل المسلمين بمعنى الجبر أن الله عز وجل أجبر الناس على أفعالهم, مع أن الله عز وجل يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
[سورة الأعراف الآية:28]
ويقول : ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾
[سورة الأنعام الآية:148]
الإنسان إذا آمن أن لهذا الكون خالقاً, ليس هذا هو الإيمان المنجي, لا بد من أن تؤمن بوجود الله, ولا بد من أن تؤمن بكمال الله, ولا بد من أن تؤمن بوحدانية الله, أي الأسماء الحسنى يمكن أن تضغط إلى ثلاث كلمات؛ موجود, واحد, كامل.