لذكرى المناضل أبو عمر ابراهيم بيادسة
تاريخ النشر: 29/06/13 | 0:398 سنوات مرت على رحيل المناضل الشيوعي ابن باقة الغربية ابراهيم بيادسة (أبو عمر) ، ومن الاهمية احياء ذكرى هذا الانسان الذي اعطى الكثير لحزبه ومجتمعه وشعبه اكثر مما اخذ.
تعرفت على المرحوم ابو عمر في ثمانينات القرن الماضي والتقيت به مراراً ببلدته في مقهى ابو اسحاق ، الذي شكل ملتقى لاصحاب الفكر والادب والثقافة والنضال ، وفي بلدي مصمص وخلال النشاطات والفعاليات النضالية والثقافية فتوسمت فيه صفات الانسان المبدئي العقائدي الطيب الدمثوالخلوق الصادق والمثقف الواعي، والسياسي البارع ، والمناضل المتفاني في خدمة شعبه ووطنه .
تميز أبو عمر بسرعة الخاطر ووضوح الرؤية ،وبالحس الوطني والوعي الطبقي والسياسي . انتى الى تيار الوعي والتغيير وانضم الى صفوف عصبة التحرر الوطني فالحزب الشيوعي.
كان مناضلاً عنيداً ومقاتلاً صلباً من اجل السلام والحرية ، وعمل على نشر القيم الوطنية والاخلاق الثورية والثقافة الطبقية التقدمية الديمقراطية ، ونتيجة نشاطه السياسي والنضالي ومواقفه الجذرية ودفاعه عن قضايا الجماهير وكفاحه ضد سياسة السلطة الاضطهادية تعرض للاعتقال أكثر من مرة وتم نفيه في زمن الحكم العسكري البغيض الى قرية بيت جن الرابضة على صدر الجليل الأعلى .
كان ابو عمر قائداً سياسياً وحزبياً بارزاً ، تحدى القهر والظلم، وواصل الليل بالنهار في العمل والنشاط السياسي ،انتخب في العديد من الهيئات الحزبية والشعبية ، وكان دائماً نصيراً للحق وابناً وصديقاً وفياً بارّاً للفقراء والمعدمين والكادحين والناس البسطاء ، وحمل همومهم وجراحهم وعذاباته في قلبه وعلى أكفه في ساحات وميادين النضال .
عاش أبو عمر حياة متواضعة وكريمة وبسيطة في مدلولها المادي ، ومات واقفاً كالأشجار ، فلم يحن الهامة ولم ينكس الراية ولم يتراجع عن الطريق بعد السقوط المدوي للانظمة الاشتراكية .
كم نشتاق الى ابي عمر الذي ارتبط بذلك الزمن الجميل ، زمن التضحيات والقيم الحقيقية والمبادئ الصادقة ، وسيظل خالداً حياً في ذاكرتنا ووجداننا ، وفي كل منعطفات مسيرة شعبنا الوطنية والكفاحية .