الاسم محفوظ في ملفات التحرير… لماذا؟!
تاريخ النشر: 30/06/13 | 3:02جملة كهذه نجدها في أغلبية صحفنا العربية المحلية عند نشرها أخبار المُتهمين أو المُدانين أمنياً أم بالجُنح والجنايات، ومنهم من سُمح بنشر أسمائهم قانونياً، ويشمل هذا التعتيم الإعلامي الكثير من المُدانين أحياناً ولا أعرف لذلك سبباً ونترك تفسير ذلك وتأويله لصحفنا ذات الشأن، وحول هذا الموضوع لي رأي ووجهة نظر تختلف عما ذهبت وتذهب إليه صفحنا ففي رأيي المتواضع فأن في نشر اسم وعنوان المتهم أو المُدان بالكامل ما من شأنه أن يكون في صالحه أحياناً وقد يؤدي النشر الصحيح والكامل إلى تخليصه من مأزقه خاصة عندما يكون المتهم أو المُدان بريئاً لا ناقة له ولا بعير، لا من بعيد ولا من قريب في التُهم التي وُجّهت إليه وأنه كان ضحيّة افتراء وشك، والأمثلة على ذلك كثيرة وفي المجتمعين العربي واليهودي وقصة العربي من النقب «سليمان العبيد» ليست بغريبة ولا بعيدة عنا، فهي لا زالت حية في ذاكرتنا وذلك عندما أتُهم باغتصاب، ومن ثم قتل الفتاة اليهودية «حانيت قيقوس חנית קיקוס» وأبتز منه اعتراف مفاده أنه اغتصبها ثم دفنها في مزبلة ما نُبِشت نبشاً ولم يظهر أي أثر للضحية وبعد التحريات المكثفة وجدت الجثة في بئر بعيدة عدة كيلومترات عن المزبلة التي أرغِمَ على الاعتراف أنه دفنها فيها. ومع بداية السنة الحالية أفْرِجَ عن شاب من الرملة اسمه لؤي بعد أن قضى سنةً في الحبس المنزلي وثلاثة أشهر في الحبس الفعلي بعد أن ثبتت براءتُه من التُهمة التي وُجِهّت إليه بعد اعتراف الجاني الفعلي بالجُرم الذي أدينَ به لؤي ظُلماً، وإنصافاً للحقيقة نذكر كذلك قضية الشاب اليهودي المرحوم «عاموس برانس» الذي أتهم بمقتل الفتاة اليهودية راحيل هيلر تبينت فيما بعد براءته بعد أن قضى ردحاً من الزمن في السجن .
وخلاصة القول: إن نشر الاسم يصب في صالح المحكوم عليه أو المتهم، خاصة إذا كان الحُكم جائراً وظالماً والمتهم بريئاً والتهمة مُلفقة، فمِنَ الجائز أن يساعد نشر الاسم والعنوان كاملين ويساهم في تبرئة هذا الذي هو بريء في الأصل، وبالتالي تخليصه من الحكم الجائر الذي فُرِضَ عليه أو التهمة التي وُجِهت له، وللرأي العام دور ايجابي في الدعم والتضامن وملاحقة الموضوع وإثارته إعلامياً وملاحقته باستمرار وحتى يُعاد الحق إلى نِصابه ومن ثم إلى صاحبه، ومن تجارب الماضي تعلما أنه «لا يضيع حق ووراءه مطالب» ومن أنقذ مظلوماً ، فكأنما أنقذ الكثير من الناس، والناس هنا : أسرته عائلته، بلده، وأحياناً مجتمعه ألأتني أو الطائفي …..
وفي هذا السياق لا بُدّ من ذكر حالتين كان من الأولى والأجدر أن يذكر فيهما أسماء أشخاص الروايتين كاملة مع التفاصيل الوافية منعاً للالتباس والظن، وفيهما أي الحالتين عبرة لمن يعتبر، وأنا العبد الفقير لله مررت بتجربة من هذا القبيل فعندما أعلن عن وفاة شخص يحمل نفس اسمي «الشخصي والعائلي»، عندها وصل الخبر أهل زوجتي، وهو يقيمون في القرية المجاورة ، ظن الكثيرون وبالذات أصهاري وأهل زوجتي أنني أنا المقصود، مما دفع بصهري الاتصال بزوجتي مذعوراً مرتجفاً ليتأكد من صحة الخبر الذي سمعه، طمأنته زوجتي الحاجة بأنني ما زلتُ حياً والحمد لله، وأجلس بالقرب منها، ولم تُصدق أذناه ما سمعه من زوجتي حتى كلمته أنا بنفسي مهدئاً من روعِه ومطمئنناً.. أما زميلي المرحوم والذي عملت وإياه في سلك التربية والتعليم خارج بلدتنا وداخلها، فقد تعرض هو كذلك لإشاعة قاتلة كادت أن تنهي عمله التربوي وحياته الأسرية والعائلية معاً فعندما نشر اسم شخص يحمل نفس اسمه أي الشخصي والعائلي فقط ، وفي جريدة يومية قطرية آنذاك بتهمة الاعتداء الجنسي على فتاة ، ومن ثم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة، قامت الدنيا ولم تقعد، وانتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم، داخل البلدة وخارجها، ولولا تصحيح الخبر ونفي صلة زميلنا به، وفي نفس الصحيفة التي نشر فيها الخبر لحصل لهذا الإنسان ما لا تحمد عقباه وفقد بذلك سمعته الحميدة والطيبة وكما عهدتها … وليكن في هذا عبرة لأولي الألباب.
(باقة الغربية)