تعديلات بمادة المدنيات تعزز التوجهات اليهودية
تاريخ النشر: 18/11/15 | 16:15تنوي وزارة المعارف في هذه الإيام تعيين لجنة مهنية جديدة لموضوع المدنيات وذلك بهدف تبني برنامج تعليمي موحد للمدارس الرسمية اليهودية والرسمية الدينية اليهودية والمدارس العربية. كما وتقوم الوزارة بالتعاون مع اكاديميين من “مركز الاستراتيجية الصهيونية” بالعمل على صياغة جديدة لمادة تدريس المدنيات تشمل تعديلات واسعة على كتاب التدريس الرئيسي “ان نكون مواطنين في دولة إسرائيل” حيث ستشمل المواد الجديدة بحسب المعلومات تشويهات جدية في عرض المواضيع وأخطاء نظرية في طرح بعض المحاور المركزية، كما وتركز التعديلات الجديدة على تعزيز “التوجه الجمهوري” ومفاهيم الدولة القومية اليهودية وذلك على حساب مواد تتعلق بحقوق الانسان وحقوق مجموعات الأقلية. وتجري هذه التغييرات المخطط لها في ظل غياب ممثلين عرب في اللجنة الأكاديمية وغياب أيضًا ممثلين من الأوساط الأكاديمية الليبرالية.
وبادر النائب د. يوسف جبارين بتقديم استجواب الى وزير المعارف، نفتالي بينت، حول هذه التعديلات المزمعة واقصاء الأكاديميين العرب من المشاركة في القرار، كما تساءل جبارين عن غياب معايير واضحة وشفافة في عملية اختيار الاكاديميين في موضوع المدنيات، وهو موضوع مركزي في مجتمع تسوده التوترات القومية والثقافية. وجاء في الاستجواب الذي تقدم به النائب جبارين: “تشهد هذه الايام تسميات لعضوية اللجنة المهنية لتدريس المدنيات دون توفر معايير واضحة لمن يستحق أن يكون عضوًا في اللجنة، بالإضافة إلى أن العلمية تخلو من الشفافية خصوصًا في أعقاب الغاء ترشيحات مختصين ذوي اراء سياسية مختلفة، مما يثير الانطباع بأن الأسماء التي يتم الموافقة عليها تتماهي فكريًا وسياسيًا مع تيار الصهيونية المتدينة والتي يمثلها وزير المعارف وأعضاء حزبه”. وأضاف جبارين ان اللجنة المهنية ستقوم بتطوير مناهج ومضامين تعليمية تهدف إلى تعزيز توجهات الدولة اليهودية من حيث الطابع والجوهر، وعما إذا كانت هنالك مكانة خاصة وصلاحيات محددة لهذه اللجنة المهنية الجديدة، ولماذا لا توجد معايير واضحة وشفافة لتحديد وتعيين أعضاء اللجنة، كما واستجوب جبارين الوزير عن عدم وجود شفافية في نقاشات اللجنة وفي أعمالها.
وقال النائب جبارين في تعقيبه على التطورات هذه في موضوع المدنيات: “إن مادة المدنيات هي من أهم المواد التعليمية التي على جهاز التربية في البلاد أن يهتم بها من أجل التفاعل بالحساسية المطلوبة مع الشرخ القائم بين المجموعتين القوميتين في البلاد، ولكن مع الأسف فإن حكومة نتنياهو تستخدم هذا الموضوع الآن لتمرير سياساتها القومية المتطرفة نحو تعزيز الطابع اليهودي والجوهر الاثني الصهيوني للدولة، وذالك استجابةً لتوصيات معهد الاستراتيجية الصهيونية وخضوعًا لضغوطات فئات يمينية، بهدف “التطبيع” مع حالة التمييز وسياسات الاضطهاد الممنهجة ضد الأقلية العربية في البلاد، وعرضها كسياسات عادية في قالب نظري يتيح ذلك.
وأضاف جبارين: “وزير المعارف يقوم بتعيين المقربين السياسيين منه في كافة المواقع الهامة في الوزارة، ويسعى الى صياغة مواد تعليمية جديدة على هواه ووفقًا للايدلوجيا السياسية والاجتماعية التي تمثل حزبه المتطرف وحركته اليمينية، سياسيًا واجتماعيًا. كما ويستثني الوزير الاكاديميين العرب في قضايا مركزية، وعندما يتم التوجه للعرب فهو من باب المشاركة الشكلية دون ان يكون لهم تأثير جدي على المضامين”.
وقال جبارين انه يتابع مع اعضاء كنيست من كتل برلمانية أخرى هذه التطورات الخطيرة وانه ينسق مع رئيس لجنة المعارف البرلمانية لإجراء بحث فيها بالموضوع بمشاركة منتدى الأكاديميين في البلاد لموضوع المدنيات.