المشروعات ودورها في تنمية الأفراد والمجتمعات

تاريخ النشر: 18/11/15 | 21:44

المشروعات هي أعظم أداة لتطوير المهارات والقدرات، واستغلال المواهب، واكتساب المال، وإفادة المجتمع وإضافة قيمة للآخرين.
ومعلوم أن المشروعات والشركات تقوم بدور مهم في إنشاء اقتصاد متين خاصة وأن هذه المشروعات والشركات تقدم الكثير من المساهمات في إتاحة وتوفير فرص العمل، فلا شك أن تشغيل الأيدي العاملة يمثل هدفاً مهماً من أهداف التنمية.
كما أنها تزيد من القدرة على توليد الدخل، ففي ظل الظروف الاقتصادية السائدة، وتفشي الفقر في مجتمعاتنا، يعد إنشاء المشروعات والشركات وسيلة ناجحة لتوليد الدخل لمؤسسيها ومالكيها والعاملين فيها. هذا بالإضافة إلى مساهمة المشروعات في تقديم منتجات وخدمات جديدة حيث يمثل الإبداع والابتكار جانباً هاماً فيها، والتي تنبع من معرفة الشركة لاحتياجات عملائها.
الخوف من عالم الأعمال والمشروعات
المشكلة أن معظم الناس يتهيبون عالم الأعمال والمشروعات لكثرة ما يشاهدون من حالات فشل وتراجع في المشروعات وأن من ينجحون في إقامة مشروع ناجح، ويمتد نجاحه لفترة طويلة، ويحقق عائدا مجزيا لصاحبه هم قلة قليلة.
وحتى أن معظم المشروعات التي تستمر تتحول إلى سجن ومعتقل لصاحبه، تقيد حركته وتلزمه أن يظل مشغولا بها متابعا لشؤونها، ويواصل الليل بالنهار في العمل، مقابل دخل ضئيل يدره المشروع.
هذا واقع لا شك فيه، وتدعمه الإحصائيات، التي تقول وتؤكد أن قرابة 98% من المشروعات تغلق أبوابها وتفلس في غضون عشر سنوات، والذي يبقى ويستمر فقط 2%.
كما أن للنجاح أسبابا وللفشل أيضا أسباب
ولكن إذا نظرنا إلى حالات الفشل في المشروعات، نرى أن هناك أسبابا للفشل، إما أن تكون هذه الأسباب في شخصية المبادر، حيث أنه لم يمتلك المؤهلات المطلوبة لنجاح المشروع، أو أن تكون في فكرة المشروع، حيث لم يتم اختيار الفكرة المناسبة، أو أنه لم يتم اتباع الخطوات اللازمة لنجاح المشروع، من دراسة السوق، ومعرفة المنافسين، أو أن هناك خللا في طرق التسويق للمشروع، أو إدارة المشروع، وغير ذلك…
يستحيل أن يفشل مشروع دون أن يكون خلل في حلقة من حلقات المشروع.
إذن الحل ليس في أن نحارب فكرة المشروعات نهائيا، إنما أن نعرف الخطوات اللازمة لإنجاح المشروع، ومعرفة الصفات اللازم توفرها في المبادر، وفي فكرة المشروع، وكذلك طرق ووسائل تأسيس وإدارة المشروع. وأن ننطلق في على بينة وعلى خطوات ثابتة.
إذا نظرنا إلى كل المجتمعات المتحضرة، نرى أن ثقافة الأعمال، وإنشاء المشروعات، هي الثقافة الطاغية على الوظيفة، لذلك ترى أن هذه المجتمعات تنهض وتزدهر وتنمو.
لا بد لنا من نشر وبعث ثقافة جديدة محبة للعمل والمبادرة وإضافة قيمة للآخرين من خلال إقامة مشاريع تسهم في إفادة الآخرين وتحسين حياتهم، وتحقيق فائدة على كافة الأصعدة والمستويات.

بقلم: قيصر إغبارية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة