أميركا اليد الخفية للحرب بالصومال
تاريخ النشر: 25/11/15 | 2:01قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إنه وبعد قرابة عشرين عاما من الهزيمة الدموية التي تجرعتها الولايات المتحدة بالصومال وفقدت فيها 18 جنديا ومروحيتين، عادت واشنطن مرة أخرى لتشارك بقوة في الحرب في هذه الدولة التي نمت بها الفوضى.
وكتب مراسل الصحيفة ديفد كلاود تقريرا بشأن الدور الأميركي في حرب الصومال قال فيه إن مشاركة واشنطن هذه المرة تشمل كل شيء تقريبا ما عدا القتال والموت.
ظلت الولايات المتحدة تزود بهدوء آلاف الجنود الأفارقة بالمعدات لشن حرب بالوكالة ضد حركة الشباب المجاهدينالمرتبطة بـتنظيم القاعدةوفرضت “شكلا متشددا من القوانين الإسلامية في جنوب الصومال” وأثارت غضب واشنطن بانضمام مقاتلين أجانب لها.
من الناحية الرسمية، يعمل الجنود الأفارقة في الصومال تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، لكن في الواقع ووفقا للمقابلات مع المسؤولين الأميركيين والأفارقة وكبار الضباط ووثائق الميزانيات، فإن القوة المكونة من 15 ألف جندي قادمين من خمس دول أفريقية؛ هي من إنشاء الولايات المتحدة التي تقوم بتدريبها وتزويدها بالإمدادات المطلوبة.
أقل المخاطر الممكنة
يُعتبر دعم الولايات المتحدة للقوات الأفريقية في الصومال -وهي مثل ضربات الطائرات دون طيار في باكستان والصومال، والإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي- نموذجا لتوجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبعد عقد من الحرب البرية في العراق وأفغانستان، نحو تحقيق الأهداف العسكرية لأميركا بأقل المخاطر الممكنة على أرواح الأميركيين وبأقل جدل عام.
تستطيع الولايات المتحدة تمويل حرب في الصومال زهيدة الكلفة نسبيا -بلغت التكلفة خلال أربع سنوات أقل من سبعمائة مليون دولار، أي عشر النفقات العسكرية في أفغانستان لشهر واحد- لكن هذه التكلفة تتزايد باستمرار، فقد تم إنفاق أكثر من ثلث المساعدة الأميركية منذ مطلع 2011.
لم تكشف الإدارة الأميركية الكثير عن دورها الجزئي في الصومال لأن مسؤولي الاتحاد الأفريقي لا يرغبون في أن يُنظر إلى قواتهم وكأنها دمية لواشنطن.
ومع ذلك وصف نائب رئيس البعثة الأفريقية وأفولا وامونيني أميركا بأنها “أكثر شركائنا أهمية”، مشيرا إلى أن مساعدتها “كريمة للغاية”.
كل شيء تقريبا
أظهرت الوثائق أن واشنطن تزود القوات الأفريقية بالطائرات دون طيار للاستطلاع، والذخيرة، والأسلحة الصغيرة، وناقلات الجنود المدرعة، ومناظير الرؤية الليلية، وأجهزة الاتصال، والمعدات الطبية ومعدات مساعدة أخرى متطورة بالإضافة إلى التدريب.
تقول لوس أنجلوس تايمز إن الجنود -قبل انتشارهم- يتسلمون أحذية عسكرية، وأحزمة واقية ويحصلون على تدريب لمدة 13 يوما على مهارات القتال والتحقق من المتفجرات المخبأة. هناك أيضا المزيد من التوجيهات المتخصصة للعاملين في الحقل الطبي، وضباط الاستخبارات والمهندسين العسكريين.
وربما لا يكون ذلك كافيا وفقا لبعض الضباط الأفارقة الذين يقولون إن على الولايات المتحدة عمل المزيد إذا كانت تأمل في انتصار الجنود، الذين تدرب معظمهم على القتال في الغابات وليس على محاربة التمردات.
حرب حقيقية
يقول رئيس العمليات والتخطيط بالقوات السيراليونية العميد كومبا مونديه في مقابلة معه “لقد فعلت واشنطن جيدا بتزويدنا بالإمدادات ونحن شاكرون لها على ذلك، لكنها تستطيع عمل المزيد. هذه حرب حقيقية، ونحن نتوقع وقوع الكثير من القتلى بين قواتنا”.
وذكر التقرير أنه لا يوجد جنود أميركيون في الصومال، بل تقوم الخارجية الأميركية بالدفع لشركة خاصة تستأجر ضباطا أجانب متقاعدين لتقديم الاستشارات حول التكتيك والعمليات لجنود القوات الأفريقية. وقد بلغ عدد هؤلاء الآن 75 مستشارا بالصومال وهو ضعف عدد العام الماضي.