الاستعداد للمبادرة.. قبل المبادرة
تاريخ النشر: 26/11/15 | 16:16يظن المبادر أنه لكي يبدأ مشروعه الخاص، فإنه يحتاج لرأس مال كبير، وأموال ضخمة، ليؤسس المشروع، ويعلن عنه، ويوظف الموظفين ويشتري المعدات… الخ. فيظل يعدد إلى أن يصل به الأمر إلى الإحباط وترك فكرة تأسيس المشروع، لأنه لا قِبَل له بذلك، وحتى لو أنه امتلك رأس المال فهو يخشى من المخاطرة، وكما أنه لن يجد من يقرضه، أو يشاركه.
وكل ذلك ليس بصحيح، خصوصا إذا كان المبادر في بداية طريقه، فلا يُنصح أن يبدأ مشروعه برأس مال كبير، لأنه بذلك سيعرض نفسه للخسارة، وسيصاب بالإحباط مدى حياته، و لن يعود ليفكر بإنشاء مشروع طيلة حياته.
إنما يجب أن يبدأ مشروعه باستغلال الموارد المتاحة لديه، فأعظم رأس مال يستخدمه الشخص ليقيم مشروعا ناجحا هو قدراته وإمكانياته ومهاراته وخبراته، خصوصا إذا سعى لتطوير والارتقاء بهذه القدرات، وزيادة الخبرات والتجارب وتنمية المهارات، مع كل ذلك الهمة والعزيمة والإصرار والطموح، ومعرفة الأسس والقواعد والخطوات المتتالية التي من خلالها يتم تأسيس المشروع خطوة خطوة، دون قفزات محطمة، أو قفزات قد تعود على صاحبها باليأس والإحباط مستقبلا.
فـأعظم رأس مال لإنجاح المشروع هو المبادر نفسه، وما يمتلك من خبرات ومهارات وقدرات، لذلك لا بد وأن يمتلك المبادر بعضا من الصفات والمهارات التي تؤهله ليكون صاحب مشروع ناجح. لا نتحدث عن مهارات وقدرات خارقة. أبدا. إنما بعض المهارات والقدرات، والتي ربما تكون داخل الإنسان بالفطرة، أو يمكن اكتسابها بالتدريب والتجربة والتعليم والممارسة.
من يمتلك القدرات يستطيع أن ينشئ مشروعه بالرغم من قلة الموارد والأموال. أما إذا لم يكن يمتلك الاستعداد فلن ينجح المشروع على الرغم من كل الموارد والأموال والأفكار الخلاقة وغيرها.
إذا لا بد من التحلي بالعزم والإصرار والطموح، ولنعلم أنه في كل عصر وعند حصول التغيرات والتحولات الكبرى، فإن الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: أشخاص يصنعون الحدث، وأشخاص يشاهدون الحدث، وأشخاص يسألون ما الذي حدث.
بل تجد أن هناك أناسا لا يسألون أبدا ماذا يحدث، بل يجهلون أن هناك أحداثا تحدث.
فلا بد أن نكون من الذين يصنعون الأحداث، ويحدثون التغيرات والتحولات الكبرى على كل الأصعدة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، فلن يكون لنا نهضة، ولن تقوم لهذه الأمة قائمة إذا ظلت ترزح تحت ظل التخلف والفقر والأمية العلمية.
فهل من مشمر ليساهم في صناعة الحضارة القادمة؟!
قيصر إغبارية – محرر مجلة إعمار