يوم دراسي حول نبذ العنصرية بكلية بيت بيرل
تاريخ النشر: 26/11/15 | 17:07عقدت الكليّة الأكاديميّة في بيت بيرل بالتعاون مع المعهد الأكاديمي العربي للتربية وجمعيّة حقوق المواطن، يوماً دراسيّاً تحت عنوان “التربية من أجل التسامح- التعامل مع الإقصاء والعنصريّة”، والذي تضمّن محاضرات وورشات عمليّة. وتأتي أهميّة طرح ونقاش هذا الموضوع على ضوء المستجدات والأحداث الأخيرة التي عمّقت أكثر الشرخ القائم بين المجموعات السكانيّة المختلفة في البلاد.
وقال د.علي وتد، مدير المعهد الأكاديمي العربي للتربية، إنّ الشعور الذي يتركه فعل الإقصاء لدى الضحيّة في نهاية المطاف ينفجر ضد الآخرين بأشكال مختلفة. وأكد على الدور الهام والمركزي لجهاز التربية والتعليم في الحد من الظاهرة والتربية على أساس احترام الإنسان كقيمة عليا والتنشئة على الحوار بين الثقافات. واستشهد د.علي وتد بأفعال الرسول التي يجب الاقتداء بها والتي تعزّز قيم الرحمة والتآخي، فأوّل ما قام به الرسول عند هجرته من مكة إلى المدينة أنّه آخى بين قبيلتيّ الأوس والخزرج اللتان تناحرتا سنوات طويلة، ودعا أفراد القبيلتين إلى الحوار الحضاري، وبناءً عليه على المربين أن يقتدوا بأفعال الرسول والعمل على خلق الأخوة والحوار.
ومن جانبها قالت د. إيلانا درور، رئيسة المسار فوق الإبتدائي في قسم التربية في كليّة بيت بيرل، إنّ عقد هذا اليوم الدراسيّ والتعاون الوطيد ما بين الكليّة الأكاديميّة والمعهد الأكاديمي العربي للتربية يعكس خاصيّة وميزة غير متوفرة في كليّات أخرى. د. إيلانا درور شدّدت على أنّ الكليّة تولي أهميّة قصوى لتأهيل المعلمين كقادة يأخذون على عاتقهم المسؤوليّات الإجتماعيّة ويخوضون بالمواضيع المختلف عليها، إذ في حال عدم الخوض بذلك ومعالجة هذه الأمور من قبل المعلمين والمربين، فإنّ جهات أخرى كالسياسيّين ومواقع التواصل الإجتماعي وغيرها ستتدخل وتحدّد ما هو الجدير وما هو غير الجدير، وممنوع السماح بذلك، فالمربين هم من يجب أن يقوموا بهذا الدور.
وأشارت من ناحيتها د. عدي بينس، رئيسة قسم العلوم الإجتماعيّة والمواطنة في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل، إلى أنّ الهدف من اليوم الدراسيّ هو الربط ما بين النظريّة والتطبيق. وقالت إنّها كباحثة تحاول دائما في أبحاثها الوصل ما بين الجانبين النظري والعملي في مسعى إلى إحداث التغيير المنشود، كما أنّ الكليّة عامةً تشجع على البحث التطبيقي الإجتماعي، وبناءً عليه أقامت المركز للحياة المشتركة الذي يعمل على تعزيز المواطنة الفعالة والمشتركة لدى كافة المواطنين، عرباً ويهوداً وعلمانيين ومتدينين.
وبدوره أوضح مرسلو فكسلر، رئيس قسم التربية في كليّة سمينار هكيبوتسيم، إنّ فكرة الصف كعالم مصغر تشير إلى حقيقة واضحة بأنّ ما يجري داخل الصف هو انعكاس لما يجري في الواقع الخارجي، فالطلاب يتأثرون من المجتمع المحيط ومن وسائل الإعلام، واذا كان المجتمع مليء بالعنصريّة والإقصاء، هذا ينتقل أيضاً إلى داخل غرفة الصف بصورة أكثر حدّة. الإعتقاد بأنّ الطلاب لديهم القدرة على الحوار، وأنّ بإمكانهم التعبير عن أنفسهم والإصغاء إلى الآخرين في نفس الوقت، هو اعتقاد خاطئ، إذ يجب تعليمهم وارشادهم على اكتساب هذا السلوك. ويجب البدء أولاً في ارشادهم لتقبل الآخرين المختلفين داخل الصف، قبل الحديث عن الآخر المختلف في الخارج.
ومن جهته أشار د. ابراهيم محاجنة، المحاضر في المعهد الأكاديمي العربي للتربية في بيت بيرل، إلى أنّ من يمارس فعل الإقصاء يحاول دائماً تبرير ذلك من خلال لوم الضحيّة وتحميلها المسؤوليّة لإضفاء الشرعيّة على تصرفاته. وذكر أنّ الإقصاء والعنصريّة يمكن أن تمارس على خلفيّة الجنس والجيل ولون البشرة والقوميّة والدين والشكل الخارجي والشخصيّة والوزن والموقف السياسي وغيره، وفي كافة الحالات فإنّ الإقصاء والعنصريّة تعكس انعدام الثقة لدى من يمارسها. وأكد د. محاجنة على ضرورة رفع الوعي بشأن هذه الظاهرة أولاً لدى المعلمين لكونهم قدوة، إذ يتوجب على المعلم أن يسأل نفسه هل يقوم بممارسة الإقصاء وضد من وهل هو يدرك أبعاد وتبعات ذلك.