يوم دراسي لمناهضة العنف ضد النساء بالقاسمي
تاريخ النشر: 26/11/15 | 20:26تزامنًا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء وبمبادرة دائرة العلاقات العامة ومستشارة رئيس الأكاديمية للنهوض بمكانة المرأة، هالة حبايب، عقدت أكاديمية القاسمي وجمعيّة السّوار-الحركة النسويّة العربيّة لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسيّة، يوما دراسيا بعنوان “ثقافة العنف ضد النساء”. وذلك يوم الأربعاء الموافق 25.11.205 في قاعة المؤتمرات في الأكاديمية.
افتتح اليوم الدراسي فادي قعدان مدير دائرة العلاقات العامة في الأكاديمية، منوها إلى تأريخ هذا اليوم وأهمية إحيائه مستذكرا بعض الأمثلة من الإحصائيات حيال العنف ضد النساء. وذكر في حديثه بأن هنالك أكثر من مليون شخص في الدولة يتواجدون ضمن دارة العنف عامة، وبأنه حتى اليوم من عام 2015، قُتلت 11 امراة عربية على خلفيّات مختلفة. هاله حبايب، مستشارة رئيس الأكاديمية للنهوض بمكانة المرأة، رحّبت بالحضور وتطرقت في كلمتها الى اهمية العمل على رفض ومقاومة ظاهرة العنف بشكل عام والعنف ضد النساء بشكل خاص وأكدت على خطورة هذه الظاهرة التي ليس هنالك ما يبررها مهما كانت دوافعها أو تسمياتها. كما وتوجهت لطالبات وطلاب القاسمي، معلمات ومعلمي المستقبل، وتحدثت عن المسؤولية التي تقع على عاتقهم في غرس القيم لدى أبنائنا، وبناء وانشاء جيل أنفسه سوية وعقوله نيّرة ينبذ العنف بكل أشكاله.
ومن ثم تحدثت لميا نعامنه، مُركّزة المشروع التربوي في جمعيّة السّوار عن كون اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء في ظل مقتل 27 امرأة فلسطينية من جميع انحاء البلاد منذ بداية العام 2015 اللواتي قتلن فقط لكونهن نساء، وفي ظل حرمان المرأة في اغلب الاحيان من ميراثها الشرعي والقانوني، وفي ظل إحصائيات عالمية تؤكد ان ثلث النساء في العالم تتعرض للاعتداء الجنسي على الاقل مرة واحدة في حياتها وخُمس النساء تتعرض للاغتصاب الكامل وواحدة من بين 6 نساء تتعرض للاعتداء داخل العائلة، في داخل حيزها الآمن. وتابعت السيّدة نعامنة بطرح أسئلة مثل، “هو اين هو الحيز الامن للمرأة ؟ هل هو البيت ؟ في ظل احصائيات السوار لكل سنة ان المعتدي يكون احد افراد العائلة في حوالي نصف التوجهات، هل المدرسة والجامعات حيز آمن ؟ الشارع ؟ القرية ؟ المدينة ؟ الدولة ؟ العالم ؟ مسؤولية من ؟” وختمت حديثها متطرقه الى رؤيا جمعيّة السّوار وبأنه منذ اقامتها، تربط الجمعيّة بين النضال النّسوي والنضال الوطني والطبقي، وتؤمن بأن تحرير المجتمع يستوجب مكافحة كافة اشكال الاستغلال والعنف الجسدي، الجنسي، النفسي والاقتصادي.
تلت كلمات الترحيب والافتتاحية مداخلتان، المداخلة الأولى كانت للسيدة كاترين نصرة، باحثة وناشطة اجتماعية ونسويّة ومُركّزة خط الطوارئ في جمعيّة السوار. وكان عنوان المداخلة “لماذا النساء أكثر عرضة للعنف؟” وتمحورت حول عرض لأهم نتائج توصلت لها من خلال رسالة الماجيستير في علم النفس العيادي والتي كانت بعنوان البنى المعرفية اللاتكيّفية وعلاقتها بنمط التعلق لدى النساء المعنّفات. وقد بيّن البحث ان البُنى المعرفيّة اللاتكيّفية تعمل كأساليب تكيّف ثقافية اجتماعية من جهة لكنها تؤذي التفاعل النفسي السليم للمرأة حين تواجه العنف من جهة اخرى، وتساهم بدورها في تقبل المرأة للعنف والاستمرار مع الشريك. وكأننا نقول ان المخزون المعرفي الذي يُعتبر مزيج من النتاج المجتمعي والشخصي يساعدنا على التكيّف الاجتماعي من جهة هو في نفس الوقت يساعد في عدم تكيّفنا النفسي ويساهم في تدهور صحتنا النفسية من جهة أخرى.
تلتها مداخلة للسيّد لؤي وتد، طالب ماجستير في ادب الأطفال ومتطوّع في جمعيّة السّوار، وكان عنوان مداخلته “صوت المرأة في ثقافة الأطفال”، وتطرّق إلى مظاهر العنف ضد النساء في أدب الأطفال الشعبي وأفلام ووالت ديزني. في تعريف الأدب الشعبي نجد أن روايته كانت حصرية للنساء وبهذا قد أسقطت النساء قصصها الشخصية إلى القصص التي روتها للأطفال، كليلى الحمراء، بيضاء الثلج والمعفرة (سندريلا). في هذا القصص يشهد الأطفال أحداث متعددة قد تفيد وتصقل شخصيتهم أو تضرهم، ولذلك فالأطفال بحاجة لتجسير القصص التي يسمعوها أو الأفلام التي يشاهدوها من قبل شخصية أحد الوالدين.
عملية التجسير هذه تحمل أهداف متعددة أهمها تطوير النظرة النقدية عند الطفل تجاه المادة المعروضة أمامه، لكي يتمكن من تطوير تفكير نقدي تجاه العالم الذي حوله. أحد الأمثلة المركزية في المداخلة كان فيلم “حورية البحر الصغيرة” التي أجبرت على الاستغناء عن صوتها لكي تتمكن من الحياة على الأرض، بينما تحت سطح البحر تمكنت من الكلام. في هذا المثال يمكن التطرّق لنقديّة الفيلم تجاه المجتمع الظالم للنساء على الأرض، ومجبرها على السكوت في الحيز العام بشكل متطرف.
تلت المداخلتين أسئلة ونقاش من الجمهور. وقد احتوى هذا النقاش على عدة نقاط أساسية أهمها: الحاجة للبحث والتطرق أكثر لقضايا العنف النفسي الذي تمر به النساء, العنف المُوجّه ضد النساء – مسؤولية من وكيفية معالجة السّوار لقضايا العنف التي تصلها. وأدار اليوم الدراسي فادي قعدان، مدير دائرة العلاقات العامة في أكاديمية القاسمي.