العالم يصنع ويبتكر ونحن نختلف ونقتتل
تاريخ النشر: 07/07/13 | 23:18يا لها من قسوة ويا لها من دهشة ويا لها من غفلة ويا لها من شدة وبطش ودمار…نعم هذا هو حال الأمة العربية والاسلامية من محيطها إلى محيطها هذه الايام ،وفي كل يوم وفي كل ساعة وفي كل مكان…قتل واقتتال وذبح وهدم ودمار ..تارة باسم الديمقراطية وحقوق الانسان ،وتارة باسم العروبة والقومية ،وتارة أخرى باسم الدين والإسلام، وتارة بأسماء ومسميات أخرى ليس بالضرورة نفهمها ..بل لا نريد أن نفهمها عمدا…! ما الذي اصاب هذه الأمة..! عربية كانت أم إسلامية.. كل العالم يتقدم ويصنع ويتطور ويبتكر ونحن دوما نختلف ونقتتل..الدم العربي ودم المسلم أصبح ارخص من أي شيء هذه الأيام ، يُسفك ويُهدر دمنا بسهولة وكأنه دم ذباب أو حشرات وليس انسان…!
لقد رزقنا الله نحن العرب والمسلمون كل كنوز الدنيا ولا زلنا فقراء نلهث وراء القمح الأمريكي والسلاح الأمريكي في آن واحد ..!..مفارقات عجيبة..
لقد رزقنا الله انهار وبحار ومساحات شاسعة ومحيطات نفط وغاز ومعادن وجبال من ذهب ولا زلنا شحاذين من صندوق النقد الدولي وننتظر المساعدات الانسانية من الصليب الاحمر لشعوبنا النازحة واللاجئة وال ..! والله عيب ..
لقد رزقنا الله دين حنيف طاهر ورسول عظيم وقرآن كريم ولا زلنا في غيابات الجب ..الله أكبر ..اليست حالتنا مستعصية …! لو كان حالنا هذا وليد اليوم أو وليد سنة أو عقد أو قرن لقلنا معلش ..لكنه وعلى مدار التاريخ … وبحجج واهية ..قبلية منها وعائلية..شرف وعروبة.. جاهلي..قريشي..هاشمي..خليفة..خلافة..آل البيت..أموي..عباسي..فاطمي..أيوبي..مملوكي..عثماني..عربي..عجمي..سني..شيعي..قومي..ناصري..إخوان..سلفي..حركي..شمالي..جنوبي..اشتراكي..بعثي..طائفي..كافر..مسلم..خائن..عميل..مدسوس..متآمر..مؤامرة..مشبوه..شهيد..قتيل..شبيح..بلطجي..الفئة الباغية..حزب الله..حزب اللات..فتنة..ومصطلحات كثيرة سئمناها وكرهناها وزهقناها ولا نريد أن نصدق احد ولا نريد أن نسمع لأحد..نريد أن نعيش ..نريد أن نأكل ونشرب بكرامة..نريد أن نتقدم وأن نتعلم وأن نرتقي ..نريد أن نلحق بالأمم …نحن الآن في قعر التاريخ ..يكفينا تشدق وكذب..يكفينا مزايدة..كل واحد عامل حاله خليفة الله والناطق باسم رب العالمين ولا يقبل أن يبادله أو يحاوره أحد..قد يقول قائل ومن لا يرى أكثر من أنفه أو من فحجة واحدة ..يقصد من هذا الكاتب.!.أقول له انت هو الذي اقصده أخي ! نعم ..قد توافقني الرأي وقد لا توافقني .. لكن ومع كل أسف هذا هو التاريخ الأغبر أمامك صفحاته وهذا هو الواقع المتردي تحت أقدامك تسيل دماؤه وها هو المستقبل آت لا ندري ماذا يخبأ لنا..ولا أظنه اجمل من ماضينا ولا أظنه أجمل من حاضرنا إن بقينا على ما نحن فيه من تخلف .!.
وأكثر ما يغيظني هذه الايام هو غباء البعض عندما يسألني هل أنت مع الثورة في سورية أم مع النظام ..! فأقول له: أنا مع الشعب السوري ومع مصلحة الشعب ومع خيار الشعب..فيندفع بغبائه المعهود إذن انت شبيح ..ههههه .. قمة الغباء..اليس كذلك !، فيسألني مسكين آخر هل انت مع الاخوان في مصر ام مع المعارضة ..فأقول له انا مع الشعب المصري ومع قرار وخيار الشعب المصري ..فيقول إذن انت ضد الاسلام ..هههه..فأقول له انت غبي ..غبي انت ومعتوه ،وآخر يسألني أنت مع حماس أم مع فتح !..فأقول له أنا مع الشعب الفلسطيني ومع قضيته العادلة ..فيقول لي إذن انت مع فتح …هههههه….متى سنرتقي بالمفاهيم..! وأكيد ما نحن فيه من دمار وتيه وضلال وتخلف ليس صدفة طالما هكذا نفكر وهكذا نقرر وهكذا نتعامل مع القضايا والأمور ..
ولكل معاتيه الدنيا أقول لهم : انا لم يخلقني ربي كي أكون عبد لشخص ولا لمصلحة حزب ولا لمنفعة حركة ..أنا خلقت كي أعيش حرا كريما ومن دون منة من أحد ولست عبدا لأحد غير الواحد الأحد ولست عبدا لحزب ولا لحركة ولا لوثن أو فكر متحجر….!
أنا استغرب واستهجن ممن هم يختارون العبودية لأنفسهم من دون أن يجبرهم عليها أحد..! اي ضلال هذا ..اي تخلف هذا..اي جهل وتعصب هذا..تريدني أن أؤيد القتل والدمار في سورية ! وبغض النظر من القاتل ومن المقتول أو الظالم والمظلوم..! فليعلم ولتعلم كل الدنيا انني لا أؤيد القتال والاقتتال في سورية .! ..تريدني حضرة المعتوه أن أؤيد الخلاف والاقتتال في مصر والسودان والصومال والعراق وليبيا واليمن وفلسطين..لا وألف لا ..أنا لا أؤيد القتال والاقتتال ..وبالمقابل وفي نفس الوقت انا لا ألوم أحد ولا اتهم أحد .. لكن لا أكون طرفا أو مساندا لأحد على أحد ..بالنسبة لي الكل مخطئ حتى يهدأ الحال ويعود الأمن والأمان ..نريد أمنا للجميع..نريد سلاما للجميع..نعم قد تكون هناك أخطاء وتجاوزات …. لكن ليس بالقتل والذبح وبالسلاح الابيض والدمار.. ولنا برسول الله اسوة حسنة في سيرته النبوية المباركة كيف تعامل مع الكفار والطغاة والمغتصبين والظالمين وكيف تعامل مع الامور والقضايا والخلافات وهو مؤيد من السماء..ليس بكل ثمن تستعاد الحقوق…فتارة هاجر إلى الطائف وتارة اصحابه هاجروا إلى الحبشة وتارة الى المدينة وتارة صلح الحديبية مع انه غير منصف من وجهة نظر بعض الصحابة ،وتارة فتح مكة من دون سلاح ومن دون قصاص ..هذا هو حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذه هي سيرته المباركة وهذا هو ديننا الحنيف الطاهر …بعد هذا كله قد يقول قائل انت إذن مع الانقلاب على الشرعية في مصر..! نقول له نحن مع الشرعية ومع خيار الشعب المصري وليتهم انتظروا حتى نهاية المرحلة ليقرر الشعب المصري من جديد ويحتكم الى صناديق الاقتراع بعد نهاية ولاية مرسي والتي تنتهي بعد ثلاث سنوات وعندها نكون قد وفرنا على الشعب المصري هذه الدماء الزكية وهذه الصراعات المضنية ،وكذلك بالنسبة للملف السوري نحن مع الحرية ومع الديمقراطية.. لكن لا اعتقد اننا نريدها بهذا الشكل وليس بهذا الثمن، وهذا الموقف يتبناه الإخوان في مصر اليوم.. وهي تُحسب لهم حتى الآن حينما أعلنوها سلمية ..سلمية..سلمية..ومن دون تدخل خارجي كما المشهد السوري ..وننهي ونقول :اهل مصر أدرى بأهرامها وفرعونها كما ان أهل مكة أدرى بشعابها …اللهم نسألك السلام والأمان لكل الشعوب والأقوام يا رب العالمين …رمضان كريم.