مهرجان حاشد لتكريم الكاتب الكبير محمد علي طه
تاريخ النشر: 08/07/13 | 11:11برعاية مجلس عرابة المحليّ ومركز محمود درويش الثقافي والمكتبة العامة جرى تكريم الكاتب الكبير محمد علي طه بمهرجان ثقافي حضره المئات من مدن وقرى عديدة برز بينهم شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية ودينية.
افتتح الاحتفال الكاتب أحمد الصّح مرحبًا بالحاضرين وبالكاتب المحتفى به باسم أهالي عرابة البطوف وأهالي ميعار واللجنة التي أشرفت على التكريم ثم تولى عرافة الاحتفال المربي القدير فريد نصار الذي تحدّث بإسهاب عن محطات بارزة في حياة الكاتب ومسيرته الأدبية وقرأ نماذج عديدة من قصصه ومقالاته وحواراته.
وأشاد الأستاذ عمر نصّار رئيس المجلس المحليّ في كلمته الأدبية الدافئة بمسيرة محمد علي طه الأدبية والنضالية وبعطائه الأدبيّ وأثر هذا الأدب على القراء مؤكدًا أن قصص الكاتب ومقالاته التي تمتاز بجمالها الفنيّ وأفكارها التقدميّة أصبحت غذاءً عند عدد كبير من القراء ينتظرونها على صفحات "الاتحاد"، ثم قرأت الطالبة ريمة عبدو خوري بأسلوبها الجميل قصة "العنبرة" للكاتب من مجموعته الأخيرة.
وتحدث البروفيسور الشاعر فاروق مواسي عن علاقته الوثيقة بالكاتب التي بدأت قبل خمسة عقود وقرأ قصيدة جميلة بعنوان "ملامح من محمد علي طه".
وقدّم الفنان الموهوب حسن طه مقطعًا تمثيليًا من رواية الكاتب "سيرة بني بلوط" وأما الناقد د.نبيه القاسم فقدّم مداخلة أدبية هامّة عن نتاج الكاتب القصصي والروائي ومقالاته الساخرة مؤكدًا أن محمد علي طه قاص من أهم كتّاب القصة القصيرة في العالم العربيّ وتوقف في مداخلاته عند عدد من قصصه المعروفة.
وقرأت لنا نصار تحية الكاتب الروائي يحيى يخلف التي أرسلها من المغرب وجاء فيها "أن محمد علي طه خرج كالوردة من شقوق الصخر، وحفر الطريق بالأظافر، وبنى مداميك التفاؤل في زمن اليأس، وأوقد جمرة التنوير في سنوات القحط والجفاف.
كتب فأبدع نصوصًا ستبقى خالدة مثل ألواح الكنعانيين في راس شمرا والمصريين في حجر رشيد والبابليين في مسلّة حمورابي، انه ينقش كلماته بفنية ومهارة."
الشاعر الكبير سميح القاسم أرسل تحية إلى صديقه ورفيقه وزميله محمد علي طه جاء فيها "نحن نشبه شعبنا لأننا نحبه وقد هيّأنا كلماتنا وأيام أعمارنا مشاريع شهادة. صحيح يا أخي محمد أننا أنجزنا شيئًا، شيئًا ما، قد ينفع الناس ويمكث في الأرض".
وأما القاص والروائي المقدسيّ محمود شقير فقدّم مداخلة جميلة تحدّث فيها عن لقائه الأول بالكاتب في مدينة براغ وعن الصداقة التي تربطهما وتحدّث عن قصص محمد علي طه ورواياته ومقالاته وقصص الأطفال وعن أسلوبه الساخر الذي يشد القارئ والمستمع.
ووصل إلى الإحتفال تحية من الشاعر د. علي الصح من برلين جاء فيها "عندما تضيق بي الدنيا، هنا في برلين، أستلّ إحدى مجموعات محمد علي طه القصصية وأعيد قراءتها ربما للمرة الألف وفي كل مرة أشعر أنني أقرؤها للمرة الأولى"، ومن الجدير ذكره أن الشاعر علي الصح نال شهادة الدكتوراة في الأدب العربي من جامعة برلين عن دراسته لقصص محمد علي طه. كما وصلت تحية من الكاتب مفيد صيداوي.
وكانت الكلمة الأخيرة للكاتب المحتفى به وبعد أن شكر مجلس عرابة الوطني ورئيسه واللجنة التي أعدّت هذا الإحتفال قال "لا أملك مالاً ولا خيولاً ولا أطيانًا. لا أملك سوى قلمي وأوراقي وتفاحة صغيرة في صدري عامرة بالحب والإيمان. أنا واحد من جيل رضع الحرمان وتغذى بالجوع وسكن العراء وامتهد التراب والتحف الفضاء حينما سرق الغزاة طفولته وفرحه وغزالته التي تعدو على الوجه الأسمر" وأضاف: خمسون عامًا وأنا أحوك الكلمات لأزرع شتلة أمل في صدر طفل من شعبي فالأمل هو حجر الأساس في بقائنا وصمودنا. وتحدث عن أمور تقلقه في هذه الأيام ولكن على الرغم من القلق قال أنا أؤمن بالله وبالشعب العربيّ وأثق بكليهما. شعب ميدان التحرير وميدان المنارة وميدان الساعة وميدان الجندي المجهول وميدان بني أمية وميدان المتنبي. لا مكان في هذا الشعب وفي هذه الميادين للدجالين والكذبة وسماسرة الدين وعبدة العملة الخضراء".
وبرز بين الحضور النائب محمد بركة والنائب حنا سويد والمحامي أيمن عودة والأب ابراهيم داوود والفنان محمد بكري ومدير البنك العربي في عرابة أحمد طه وعدد كبير من الشعراء والأدباء والفنانين ورؤساء السلطات المحلية الحاليين والسابقين.