المركزية تؤجل النطق بالحكم على قاتلي أبو خضير
تاريخ النشر: 30/11/15 | 10:36احتشد العشرات صباح اليوم (الاثنين) أمام المحكمة المركزية في القدس المحتلة، للمطالبة بفرض أقصى العقوبات على المتهمين الثلاثة بقتل الفتى الشهيد محمد أبو خضير، في حين أجلت المحكمة في جلسة اليوم إدانة المتهم الرئيسي في القضية إلى جلسة 14/12/2015، للنظر بالتقرير الذي قدمه محاميه وادعى فيه بأنه مختل عقليا، وأدانت القاصرين المتهمين بحرق الشهيد أبو خضير بتهمة الخطف والحرق، دون النطق بالحكم عليهم.
وقال محمد جبارين المحامي المسؤول عن قضية الطفل محمد أبو خضير لكيوبرس إن المحكمة اليوم قامت بتأجيل إدانة المتهم الرئيسي “حاييم بن دود” بخطف وحرق الطفل محمد أبو خضير، لأن محاميه قدم تقريرا الخميس الماضي يدعي فيه بأن موكله مختل عقليا، مبينا أن التقرير الذي قدمه كان قد صدر من الطبيب النفسي بشهر يناير الماضي، وهذا على عكس ما كان يتغني به أن الأطباء النفسيين الاسرائيليين امتنعوا عن كتابة التقرير له وأنه كان ينتظر عرض موكله على أطباء في خارج البلاد.
وأضاف أن محكمة المركزية عينت جلسة بتاريخ 20/1/2016 للنطق بالحكم على القاصرين المدانين بتهمة خطف وحرق الطفل أبو خضير.
وبين جبارين أن قاتل الطفل الرئيسي قد التزم الصمت منذ بداية انعقاد المحاكم أي من قبل عام ونصف، ليحاول تثبيت أنه يعاني اختلالا، لكنه أكد أن الشخص الذي يقوم بالجريمة التي فعلها “حاييم بن دود” ومعاونيه لا يمكن أن يكون مختلا عقليا.
وأردف أنهم كمحامين يطالبون بتوقيع أقصى العقوبات بالمجرمين حارقي أبو خضير، ويأمل من المحكمة أن تكون عادلة في اصدار الحكم وعدم الانحياز إلى الطرف الاسرائيلي.
من جانبه قال والد الطفل محمد أبو خضير لكيوبرس إنهم لا يعولون على القضاء الاسرائيلي في انصافهم ونصرتهم، لأن القاضي لا يمكنه أن يخرج من اطار العنصرية التي تتلحف بها حكومة الاحتلال ومستوطنيه كما يرى أبو خضير.
وأضاف أن ما جرى في المحكمة اليوم ما هو إلا إرهاصات لتبرئة المتهم الرئيسي، فلو كان القاضي عادلا بحسب رأي أبو خضير لرفض التقرير النفسي الذي قدمه له محامي المتهم، “لأنه مضى على بدء تداول القضية في المحاكم الاسرائيلية عام ونصف، فلماذا لم يقدم التقرير النفسي منذ البداية، وكل ما يجري في مداولات المحاكم هو محاولة لتضليل الرأي العام” بحسب أبو خضير.
أما والدة الشهيد أبو خضير فقالت: “نحن الان على بعد عام ونصف من جريمة حرق ولدي، لا أستطيع أن أصف كيف تغير حالي، لأنها في “تدحرج” مستمر إلى الأسوأ، ففقداني لنجلي حرمني النوم وجعلني في حالة قلق مستمر أتخيل واقعة حرقه، وأفكر بما جرى بينه وبين المستوطنين قبل حرقه”.
وأضافت أن حال العائلة تغير كليا، فأشقاء محمد في حالة سؤال دائما عنه، ويستمرون في مشاهدة التقارير التي انتجتها وكالات الإعلام أثناء تشييع جثمانه.
وبينت أنها لا تنتظر من المحاكم الاسرائيلية شيئا إنما تطلب من الله أن يحرق المجرمين الثلاثة كما حرقوا نجلها.
بينما قال المحامي رائد بشير الذي جاء للتضامن مع العائلة إنه لا يتوقع أن تقوم المحكمة بالحكم على المتهمين بأحكام عالية فهو يرى أن المحكمة الاسرائيلية دائما في حالة انحياز للمستوطنين، وهي لم تقطع زيارات أهلهم عنهم منذ ادانتهم ولم تقوم بهدم بيوتهم كما تفعل مع الفلسطينيين.
وأضاف أن تحويل القضية إلى محكمة الجنايات الدولية لا يعول عليه كثيرا لأن اجراءات المحكمة تأخذ سنوات طويلة تكون قضية عائلة أبو خضير قد ماتت، وبين أن محكمة الجنايات سوف تنظر إلى القضية على أنها قضية فردية ولا تشمل الاحتلال كاملا، لأن الجريمة لم تحدث على أيدي رجال الشرطة أو الجنودإنما تمت على أيدي مستوطنين.
وقالت المتضامنة هناء أبو خضير لكيوبرس إن المحكمة باجراءها اليوم قامت بقتل الطفل محمد أبو خضير للمرة الثانية، فبرأيها أن فكرة النظر بتقرير نفسي مقدم من طرف القاتل يعد انتهاكا لعدالة قضية أبو خضير.
وكان العشرات احتشدوا أمام المحكمة المركزية في القدس المحتلة للمطالبة بتوقيع أقصى العقوبات على المتهمين الثلاثة، وإثبات أن قضية أبو خضير هي قضية شعب بأكمله، بالاضافة لإثبات أن الفلسطينيين لن ينسوا الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحقهم.
ويذكر أن المستوطن “حاييم بن دود” واثنين اخرين قاموا باختطاف الفتى محمد أبو خضير بشهر تموز من العام الماضي، من أمام منزله في قرية شعفاط شمال القدس المحتلة، وحرقوه حيا في أحراش قرية دير ياسين غربي المدينة.
كيوبرس