مقتبسات من كتاب"العبادة في الاسلام"
تاريخ النشر: 09/07/13 | 0:12قال تعالى في محكم تنزيله: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»صدق الله العظيم. والعبادة في الشرع: خضوع وحب.
شيخ الإسلام ابن تيميّه ينظر إلى العبادة نظرةً أعمق وأوسع فهو يحلّل معناها إلى عناصره البسيطة فيبرز إلى جانب المعنى الأصلي في اللغة- وهو غاية الطاعة والخضوع- عنصراً جديداً له أهمية كبرى في الإسلام وفي كل الأديان، عنصراً لا تتحقق العبادة- كما أمر الله- إلا به وذلك هو عنصر الحب فبغير هذا العنصر العاطفي الوجداني لا توجد العبادة التي خلق الله لها الخلق، وبعث بها الرُسل، وأنزل الكتب. وفي توضيح ذلك يقول شيخ الإسلام في رسالة عن العبودية: «الدين يتضمّن معنى الخضوع والذّل. يُقال: دنته فدّان، أي أذللته فذّل. ويُقال: يدين الله ويدين لله: أي يعبد الله ويطيعه ويخضع له. فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له».
«والعبادة أصل معناها الذل أيضاً، يُقال طريق مُعبّد، إذا كان مذللاً وطئته الأقدام، لكن العبادة المأمور بها تتضمّن معنى الّله ومعنى الحب فهي تتضمّن غاية الذّل لله تعالى بغاية المحبّة له فأن آخر مراتب الحب هو التتيّمم وأوله العلاقة لتعلّق القلب بالمحبوب ثم الصبابة لانصباب القلب إليه، ثم الغرام وهو الحب الملازم للقلب ثم العشق وآخرها التتيّمم. يُقال: تيّم الله ، أي عبد الله، فالمُتّيم: المعبّد لمحبوبه».
وعليه: يجب أن يكون الله أحبُ إلى العبد من كل شيء وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء بل لا يستحق المحبّة والخضوع التام إلا لله، وكل ما أحب لغير الله فمحبته فاسدة وما عظّم بغير أمر الله فتعظيمه باطل.
من كتاب «العبادة في الإسلام للدكتور يوسف القرضاوي».