الحرية

الحُرية.. مُصطلَحٌ لا يُقدرهُ الأخَرونْ..
رُغْمَ أنهُم بَينَ جُفونِ الطَبيعَةِ مُتَبَعْثِرونْ..
لكِنْ في َشتْمِ رَبهِمْ ودُنْياهِمْ هُمْ مُسْتَمرونْ..
فَهُنالِكَ أُناسٌ بَيْنَ أَرْبْعْةِ حيطانٍ مُنْدَفِنونْ..

حِكاياتٌ ودَمْعاتُ هُمْ فيها غارِقونْ..
عَلى مَقاعِدٍ مِنْ خَشَبٍ عَلَيْها نائِمونْ..
صَرَخاتٌ وتَمْتماتٌ دائِماً سامِعونْ..
يا لِصَبْرهِمْ ! رُغْمَ صُعوباتِهِمْ هُمْ للهِ دَوْماً ساجِدونْ..

ملابِــسٌ تَكْســيهُم.. لكنها مــمزقةْ..
احــذِيَةٌ يَنْتــَعِلونَها.. رُغْــمَ أنــها مُلَــطخَةْ..
قِطَعِ طَعامٍ يمْضَغونها.. معَ أنها بالقاذوراتِ مُشَبعَة..
إبْتِساماتٌ رُسِمت على أفْواهِهِمْ.. فَهِيَ دائِماً مُزَيفةْ..

فَفــي إِحْــدى الســاعاتِ سَيُــطْلَقون لِلْحُــريةْ..
والدمْــعاتُ حينَئِذنٍ سَتَــكونُ عَنْ وُجوهِهِمْ مَخْــفِيةْ..
فَمَقاعِدَ النوْمِ الخَشَبِية بَيْنَ أَرْبَعَةِ حيطانٍ سَتَكونُ مَمْحِيَةْ..
فَعِنْــدَها سَتــُلَوَنْ القُلـــــوب الشَفافِيـــــــةْ..

عَصافيرٌ تُزَقْزِقْ بينَ نَسَماتِ الرِياحِ قَد رَأَيْناها..
فَالدَهْــرُ مَهْــما تَقَــدَمَ فَلَــمْ يَمْحاهــا..
فَهذِهِ هِيَ الحُريةْ..
عَصافيرٌ في السَماءِ.. وَقُلوبٌ لَيْسَتْ شَفافِيةْ..

الطالبة: ديما محمد محمود بويرات
مدرسة معاوية الاعداديه