حياة بلا معنى
تاريخ النشر: 09/07/13 | 12:29هناك عندما كنا نترقب الهلال ،أنا وأخوتي وثبوت أن غدا رمضان ،وعندما علت صيحات التكبير والتهليل في المساجد وقفنا جميعا، وبدأنا بالنظر الى بعضنا البعض.
أتى رمضان وأبي ليس معنا وبيننا، وهناك وقبل بدء الآذان بنصف دقائق وعند التحضير لمائدة الافطار نجلس جميعا. فنجد أن هناك مقعد فارغ ،وصحن ناقص، ومعلقة ناقصة، وأنظر الى وجوه اخوتي وبالتحديد وجه أخي الصغير ،فأجد أن وجهه يحاكي كل الأشياء الحزينة ،وفي الوقت نفسه أنظر الى وجه أمي ،فأجد أن الدمعة تحتبس في عينيها، وعند البدء بالطعام نتجرع الألم ونحن نأكل، وكأن الطعام أصبح مرا علقما ،لتصبح حياتنا أناسا بلا أرواح ،فهكذا هي حياتنا في رمضان.
ليمر علينا رمضان ونحن فاقدين لروح أبي تلك الروح التي ذهبت الى بارئها في جنات النعيم فلا لون ولا طعم للحياة من بعدك يا أبي.
وهناك على جدار المنزل من جانب مائدة الافطار صورة لك أنظر اليك فأجد أن كل الكلمات تتبعثر داخلي، وعندما أضع يداي على يداك ولا تمسك بهما تذرف عيناي دمعا وشوقا اليك، وفي لحظة أتذكر وتراودني كل الأشياء الجميلة التي كانت تربطنا كأسرة مثالية، ضحكاتك ،كلماتك بأدق تفاصيلها ،وجهك دائما حاضرا في ذاكرتي ومخيلتي.
أبي يا صاحب القلب الحنون الطيب الأبيض والصدر الدافئ سلام عليك في جنات الخلدمع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا رحمك الله يا أبي وجمعني وإياك في الفردوس الأعلى من الجنة.