بوحي ذاتي إبداعًا وحوارًا
تاريخ النشر: 09/07/13 | 23:55إستضاف منتدى الحِوارِ الثّقافيّ في عسفيا الكرمل جمعيّة إبداع- كفرياسيف لتطوير الفنّ المرئيِّ في الوسطِ العربيّ، وذلكَ في رِحاب جاليري مركز تراث "البادية- عسفيا، حيثُ أقامتْ مَعرضَ لوحاتٍ فنّيّةٍ بعنوان: " بُوحِي ذاتي"، لِكوْكبةٍ مِنْ فنّاني وفنّاناتِ أعضاء جمعيّة إبداع: بدّورة عزّام، تغريد حبيب، ختام هيبي، دنيا مجدوب، سناء توما، عبد الهادي صباح، فضل الله فرهود. وقد حيّى الحضورَ الأستاذ رشدي الماضي بكلمةٍ ترحيبيّة، بعدما دَعاهُم للوقوفِ دقيقةَ حدادٍ، في ذِكرى زميلِنا المَرحومِ الأديب
د. جَمال قعوار، ثمّ قال:
مع كلّ التّبايناتِ والتّوجّهاتِ الموْجودةِ بالنّسبة للحداثةِ وتأييدِها أو رفضِها، فنحنُ نبقى أسرةً واحدةً، فالثقافةُ هيَ الخندَقُ الّذي مِن خِلالِهِ نُناضِلُ مِن أجْلِ الوُجودِ والبقاءِ وبناءِ المُستقبلِ البَديل، فنحنُ كأفرادٍ نُواجهُ الكثيرَ مِنَ القضايا والكثيرَ مِنَ الألغام، فنحنُ نَعيشُ في عالَمٍ غامِضٍ، فيهِ الكثيرَ مِنَ الأمورِ غيرِ الواضحة، إنْ كانَ على المستوى الفرديِّ أو المستوى الجَماعيّ، وبما أنّ العملَ الثقافيَّ هوَ دائمًا مُنخرِطٌ معَ العملِ الاجتماعيّ، وفي حراكٍ دائمٍ. فلذلك، أحَدُ الأهدافِ الرّئيسةِ الّتي يقومُ بها المُبدعُ، إن كان شاعرًا وأديبًا ومسرحيًّا ورسامًا وفنّانًا وكلّ أنواع الإبداع، فهو يُساعدُ القارئَ على إيجادِ الأجوبةِ لكثيرٍ مِنَ التّساؤلاتِ، فنحنُ مِنْ خِلالِ ما نراهُ مِنْ صُورٍ، وما نقرؤُهُ مِن إبداعٍ أدبيٍّ، نجدُ أجوبةً عن البيئة الّتي تُحيطُ بنا، وعن الحاضر الّذي نعيشُهُ، ويَرسمُ لنا مَعالمَ الطّريقِ المُستقبليّة، وهذا جدًّا مُهِمٌّ.
نحنُ اليومَ في عالَمٍ يَختلفُ عمّا كانَ عليْهِ قبلَ سنواتٍ، والتّحدّيات الّتي نُواجهُها إن كُنّا كِبارًا أو صِغارًا، هيَ تَحدّياتٌ مِن نوْعٍ آخَرَ، ولذلك نحنُ بحاجةٍ إلى الكثيرِ مِنَ المَعرفة، حتّى نفهمَ أسرارَ وألغازَ الواقعِ الّذي نعيشُهُ، كي نُعَبِّدَ الطّريقَ إلى مُستقبلٍ مُضيءٍ.
أنا أتحدّثُ عن جَميعِ المُواطنين، بِغَضِّ النّظرِ عنِ انتماءاتِهِم الدّينيّةِ والحِزبيّةِ وغيْرِها، فالإبداعُ هوَ وطنٌ يَعيشُ فيهِ الجميعُ، ولا فرْقَ بينَ إنسانٍ وآخَرَ، ونحنُ اليوْمَ مَحَلِّيًّا، وَصَلْنا بالحركةِ الثّقافيّةِ والإبداعيّةِ والفنّيّةِ بكلِّ أنواعِها، إلى مُستوًى راقٍ نَفتخِرُ بهِ، وهذا لا يَعني أنّنا وَصلنا إلى القمّة، فهناكَ الكثيرُ ممّا علينا أنْ نصنَعَهُ وَنُطوّرَهُ، فنحنُ لا نَقِلُّ عمّا هو في العالم العَربيّ إنْ كانَ في بعضِ الأشياء، إنْ لمْ تَزِدْ عن ذلك، لذلك أعتقدُ أنّ هذهِ اللّقاءاتِ والنّدواتِ في البلادِ هي وسيلةٌ أخرى للإثراءِ والمَنفعةِ الّتي تعودُ علينا جميعًا، وهذا واجبٌ وطنيٌّ نقومُ مِنْ خِلالِهِ فعلًا، ليسَ فقط بتشخيصِ الحاضر، وإنّما أيضًا بإيجادِ الحُلولِ لبناءِ غدٍ بديلٍ أفضلَ للأجيالِ القادمة.
وفي مُحاضرةٍ نوعيّةٍ للدكتور فهد أبو خضرة، حولَ حَركَتِنا الثّقافيّةِ إلى أين فقال:
الثقافةُ بشكلٍ عامٍّ إلى أينَ، وجُمهورُنا إلى أين؟ هذا الأمرُ يَحتاجُ إلى انتباهٍ شديدٍ جدًّا، لأنّ ثقافةَ الجُمهورِ عندَنا تتدَهورُ بشكلٍ سريعٍ جدًّا، وما كانَ في سَنواتِ الخمسينَ مِنْ قُرّاءٍ وَحضورٍ للمَهرجاناتِ، فإنّهُ اليومَ يَتّجهُ نحوَ الصّفر إنْ لم أكُنْ أُبالِغُ، وما يَنطبقُ على مُجتمَعِنا في هذهِ البلادِ، يَنطبقُ على عالمِنا العربيِّ كلِّهِ، والكتاباتُ بشكلٍ عامٍّ تسخَرُ مِنْ ثقافةِ الجُمهورِ في العالم العربيّ، فقد كانتْ هناكَ إحصاءاتٌ حولَ قِراءاتِ الأطفالِ مَثلًا على سبيلِ المِثال، فوَجَدوا أنّ الطّالبَ السّوفييتيّ يقرأ حوالي 45 كتابًا سنويًّا، وفي أوروبا يقرأ خمسة عشر كتابًا، والطّالبُ اليهوديُّ في إسرائيلَ يَقرأ أربعةَ كُتبِ، وفي العالمِ العربيِّ كان مُسَجَّلٌ في تقريرِ اليونيسكو، أنّ الطّالبَ العربيَّ يقرأ سَطرَيْنِ، فالكاتبُ المِصريِّ عبد التّوّاب يوسف علّق على ذلكَ قائلًا: أنتم تبالغون، بل كلمتيْنِ وصورة، هذا كلُّ ما يَقرؤُهُ الطّالبُ العربيّ.
إنّ كاتبَ الرّواياتِ الجيّدَ في أوروبّا يَبيعُ بحُدود خمسة ملايين نسخة، ففي فرنسا هكذا الوضع دون شكّ، فهذه إحصائيّاتٌ ثابتةٌ، لكن نجيب محفوظ الأديبُ الكبيرُ والرّوائيُّ العظيم، والّذي حازَ على جائزةِ نوبل، اعترفَ أن مذبولي يَطبعُ لهُ فقط ثلاثة آلاف نسخة مِن كلّ رواية، يُوزّعُها لكلّ العالمِ العربيّ؛ لـ 340 مليون عربيّ، فأخذهُ مِن يَدِهِ إلى مَخزن المطبعة، وأراهُ أنّ هناكَ ألفَيْنَ نسخةً مِن كلّ رواية، فهذا ما بيعَ في العالم العربيّ حتّى والحمدلله، بينما في فرنسا الّتي تَعُدُّ 70-75 مليون نسمة، يُباع فيها مِنْ كلّ طبعةٍ خمسةَ ملايينَ نسخةً، وفي هذه البلادِ إذا كان هناكَ خمسمائةَ قارئٍ حقيقيٍّ، فبلادُنا بخيرٍ.
في سنواتِ الخمسينَ، عندما كانتْ تُقامُ المَهرجاناتُ في النّاصرة وكفرياسيف والقرى الأخرى، كانَ الحضورُ بالآلافِ، مع أنّ عددَ السّكّانِ العربِ في ذلك الوقت، كانَ فقط مِئتَيْ ألف عربيّ، واليومَ نَعُدُّ حوالي مليون ونصف المليون عربيّ في البلاد، ومع ذلك، فأنتَ لا تجدُ أكثرَ مِن عشراتِ الأشخاصِ في المُؤتمَراتِ والنّدواتِ الأدبية.
ومِنَ الطّرائفِ السّاخرةِ بمرارةٍ حوْلَ هذا الموضوع، ما دوّنتهُ إحدى المجلّات، وهو أنّهُ اقتُرِحَ مؤتَمرٌ أُقيمَ في العراق، فكانَ الحضورُ لا بأسَ به، وحين وَصَلَ المؤتمرُ إلى سوريا، كانَ العددُ أقلُّ بكثير، وقلَّ أكثرَ بكثيرٍ حينَ وصَلَ إلى الأردن، وفي مصرَ لم يكُنِ الحضورُ أكثرَ مِن عشرةِ أشخاص، وحينَ وَصلَ المؤتمرُ إلى ليبيا، لم يكُنْ هناكَ سوى شخصٍ واحدٍ فقط في القاعة، فنزلَ أحَدُ المُنظِّمينَ يَشكُرُهُ لحضورِه، وإذا بهِ البوّابُ، كانَ يَنتظرُ خروجَهُم لِيُقفِلَ القاعة.
معَ هذهِ السخريةِ المُرّةِ، فهذا الأمرُ لهُ أسبابُهُ، فحتّى سنواتِ الخمسين، كانَ الأدبُ العامُّ أدبًا كلاسيكيًّا، والجمهورُ العربيُّ كانَ جمهورًا كلاسيكيًّا، وكانَ هناكَ توافُقٌ بينَ ما يُنتَجُ وبين ما يُقرَأ، وكانَ القارئُ يَستطيعُ أن يقرأ ويُتابعَ ويَفهمَ ما يُقالَ. وكصورةٍ إيجابيّةٍ في زمنِ أحمد شوقي، كانَ يَنشُرُ قصيدةً كلَّ يوم إثنيْن في جريدةٍ ما، وكانَ النّاسُ كلّ يوم إثنيْنِ يَقفونَ بالدّوْرِ لِيشتروا الجريدة، ولم يكُنْ يَبقى منها عددٌ واحدٌ. فلماذا تغيّر الأمرُ؟ ومتى تغيّر؟
في سنواتِ السّتّين بدأت حركةُ الحداثةِ، فبدأ الأدباء يَكتبونَ أشياءَ، والقرّاءُ لا يَفهمونَ منها شيئًا، وهكذا بدأتْ مرحلةُ الانقطاعِ عن القراءةِ، وهذا كان سببًا مُهِمًّا. وما يُلفِتُ النّظرَ في هذا الوَضعِ هو كالتالي، أنّ أحسَنَ إنتاجٍ مِن ناحيةِ التّقييم هو إنتاج جيّد. هؤلاء الأدباء الّذين يَكتبونَ أشياءَ لا تُفهم، ولذلك، فإنّ المُرشّحَ الأوّلَ للشّعرِ لجائزةِ نوبل كان أدونيس، وأدونيس لا يُقرأ، وهو نفسُهُ يَقولُ: إذا وَجدتُ لي مئة قارئٍ مِنَ العالمِ العربيّ، فأنا أَعتبرُ نفسي مَقروءًا جدًّا. النّقدُ يقولُ إنّ أدونيسَ مِن أحسَنِ الشّعراء، والقارئُ يَقولُ إنّ أدونيس لا يقولُ شيئًا. وهناكَ كتاباتٌ في مصرَ تعتبرُهُ القمّةَ، وكتاباتٌ أخرى تقولُ إنّ أدونيسَ ليسَ شاعرًا.
هذا الوضعُ استمرّ حوالي ثلاثينَ سنةً، مِن سنواتِ السّتّين حتّى سنواتِ التسعين. بعدَ سنواتِ التسعين صارَ تحَوُّلٌ جديدٌ نحوَ وسائلِ الإعلام، وهذا سنَبني عليْهِ استنتاجًا فيما يلي، فالإنترنت وكلُّ توابعِهِ هو الّذي يُقرأ بينَ النّاس، وهوَ إنتاجٌ غيرُ مُراقَبٍ وغيرُ قابلٍ للتقييمِ الصّحيح، فهناك أشخاصٌ يَنشرونَ، وأصبحَ لهذهِ الكتاباتِ أصولٌ مُعيّنةٌ وخفيفةٌ تصلُ إلى الجُمهورِ بسرعةٍ، ويَجدُ القارئُ بها شيْئًا. لكنّ اللّغةَ بدأتْ تظهرُ مُهمَلةً ودونَ قيودٍ أو حدودٍ ودونَ رقابةٍ، بمعنى، صارَ أدبًا غيرَ خاضِعٍ للمُراقبةِ والنّقدِ والتقييم، وهذا يُعطي فكرةً غيرَ صحيحةٍ إطلاقًا عنِ الوضعِ الأدبيّ، فأدباؤُنا الكبار لا يَنشرونَ في هذه الوسائلِ، ولا يُقرؤون، والّذين يَنشرونَ هُمْ مِنْ أدباء الجيلِ الجَديد، أو مِنَ الجيلِ الّذي سبَقَ الجديدَ بقليلٍ، وتأثّر بالحداثةِ وما بَعدَها تأثُّرًا واضحًا جدًّا. أنا أُميّزُ طبعًا بينَ الحداثةِ وما بَعدَها، فالحداثةُ في بدايتِها كانتْ عقلانيّةً، وما بَعدَ الحداثةِ صارتْ خارجَ العقلِ، بل وغُيِّبَ العقلُ تمامًا، فهي فرديّةٌ وفيها خُروجٌ عن كُلِّ المألوفِ، وفيها هدْمٌ لكلِّ ما كانَ موجودًا، وفيها انقطاعٌ عنِ الأشياءِ الّتي يَجبُ أنْ تُقيَّمَ تقييمًا صحيحًا.
عمليًّا، نحنُ خرَجْنا عمّا نُسمّيهِ الأدبَ، فثقافةُ اليوم هي ليستِ الثقافةُ الّتي كُنّا نريدُها، وهذا الأمرُ قد يَعتبرُهُ البعضُ غيرُ إيجابيٍّ، والبعضُ الآخرُ قد يَعتبرُهُ إيجابيًّا جدًّا، فالّذي يُقيّمُ اليوْمَ هو وليسَ النّاقد، بل القارئ العاديّ، والّذي ثقافتُهُ العربيّةُ والتراثيّةُ ضحلةٌ جدًّا. فلو سألتَ عن ثقافتِنا وأين هيَ اليوم، ستجدُ تقييمًا مُختلفًا تمامًا عن التقييمِ المُتوقّع، فالأدبُ العميقُ والجادُّ اليوْمَ، هو ليسَ أدبًا مَقروءًا، والأدبُ الخفيفُ الّذي يُمكنُهُ أنْ يجذبَ القارئَ البَسيطَ العاديّ، هوَ الأدبُ المَقروء. فهل هذا الأمرُ موجودٌ في أوروبّا؟
طبعًا لا، فما زال الأديبُ الّذي يَكتبُ أدبًا عميقًا وجادًّا هو الأديبُ المَطلوبُ، وحتّى الأدبَ الكلاسيكيَّ ما زالَ مطلوبًا حتّى اليوم، فالكِتاباتُ الّتي كُتبتْ قبل 150 سنة، ما زالتْ تَحتلُّ قائمةَ المَبيعاتِ العُليا وتُباع بالملايين، فلماذا إذن نحنُ نختلفُ عن هؤلاء؟ لأنّنا نحنُ لم نَبْنِ أساسًا لهذا التطوُّرِ، فجاءَ التطوُّرُ قفزًا وبتأثيرِ قوى خارجيّةٍ، فقفزْنا باتّجاهِ الحداثةِ، واليومَ نحنُ ليسَ عندَنا حداثة، بل استوْرَدْنا الحداثة، والقارئُ العاديُّ لا يستطيعُ أن يُسايرَها ويقرأَها، واليومَ نجدُ الكتاباتِ الخفيفةَ تُعيدُ القارئَ إلى القراءةِ والكتاب، ولكن ليسَ هو الأدبُ الّذي نريد، واليومَ عندَنا كُتّابٌ ممتازونَ وشعراءُ ممتازون، ولكن لا أحدَ يَقرأهم، فعددُ القُرّاءِ قليلٌ جدًّا، وهذا يُؤثّرُ سلبًا على الحركةِ الأدبيّةِ عندنا، ويجعلُ الأدبَ يُقيَّمُ تقييمًا غيرَ مقبولٍ إطلاقًا، فالكتبُ الجادّةُ الّتي يجبُ أن تكونَ هي الأساس، يَجعلُها الكُتبَ الفرعيّةَ الثانويّة الّتي تُترَكُ جانبًا، وطلّابُنا لا يقرؤونَها ولا يَسمعون باسْمِ كاتبيها.
إذا نظرْنا إلى الأدب في سنواتِ الخمسينَ حتّى اليوم، سنجدُ هبوطًا تنازليًّا في الإنتاج مِن ناحيةِ الإبداع، وليسَ من ناحيةِ البحث الّتي تسيرُ صُعودًا إلى الأعلى، بينما الإبداعيُّ يتّجهُ إلى الأسفل، لأنّ الّذين كانوا يكتبونَ كانوا يَجدونَ مَن يَقرؤُهُم ويُقيِّمُهُم، وهناكَ أسماءٌ لمَعَتْ في هذا المجتمع الصّغير، ومعَ ذلك أقول، إنّ التّقييمَ لهذا الأدب منذ سنوات الخمسين وحتّى اليوم، لم يكنْ تقييمًا سليمًا، وإنّما يَحتاجُ إلى إعادةِ نظر. وأستغِلُّ المُناسبةَ لأقولَ، إنّهُ في مَجمعِ اللّغةِ العربيّةِ في كلّيّةِ القاسمي، تقومُ لجنةٌ بإعدادِ مُختاراتٍ للشّعرِ العربيِّ مِن سَنواتِ الخمسينَ وحتّى اليوم، مُحاوِلةً أنْ تختارَ أجمَلَ ما كُتِبَ، بِغَضِّ النظرِ إلى انتماءِ هذا الشخصِ إلى هذا الحزبِ أو ذاك، وستُحاولُ أن تُعطِيَ صورةً حقيقيّةً عن الإنتاجِ الأدبيِّ مِنَ الناحيةِ الجَماليّةِ. ومَن يُراجعُ الأدبَ الّذي كُتبَ، يَجدُ أنّهُ حقيقةٌ، فعِندَنا إنتاجٌ أدبيٌّ رائعٌ، ولكن ليسَ هوَ الّذي بَرزَ في القمّةِ، فنحنُ اليومَ نجدُ فيما نقرأ لهؤلاءِ الكُتّابِ والشّعراءِ قصائدَ وإنتاجًا جميلًا جدًّا، لكنّهُ لمْ يَنَلِ الحظَّ مِنَ التّركيزِ، وهناكَ شُعراءُ ممتازونَ لا تجدُهُم في المختاراتِ السابقة، فالمختاراتُ كانتْ مبنيّةً على أسماءِ الشّخوصِ وليسَ على إنتاجِهِم، وعلى قَصائدَ تَستعمِلُ الكَثيرَ مِنَ الشّعاراتِ، فهو الشّاعرُ المَشهور. ولكن اليوم، الاتّجاهُ هو جَماليٌّ نحوَ الجَمالِ، وهوَ الاتّجاهُ الصّحيحُ. فهل هذا سيكونُ كذلكَ في المستقبل؟
أنا أشُكُّ، فهناكَ مُحاولاتٌ لإبرازِ الناحية الجَماليّة، ولكنّ الأوضاعَ والظّروفَ وانتشارَ الوَسائلِ الحديثةِ في الاتّصالاتِ، لا تُساعدُ على انتشارِ هذه الجّماليّة، لأنّ ثقافةَ اليوم غيرُ مُراقَبةٍ، والتّقييمَ غيرُ مُراقَبٍ، فكُلُّ المُحاولاتِ الّتي نقومُ بها في كُلّيّةِ القاسمي مُحاولاتٌ جيّدةٌ جدًّا، ولكن لا تَصِلُ إلى ألفِ نُسخةٍ، بينما الّذينَ يَقرؤونَ أيَّ إنتاجٍ لأيِّ كاتبٍ صغيرٍ، يَصِلُ إلى عشرةِ آلافٍ أو أكثرَ عبْرَ وَسائلِ النّتّ، فالإنتاجُ الجَماليُّ كانَ مُغَيَّبًا وما زال.
وكلمةٌ أخيرةٌ عن فترةِ الحداثة، فالحداثةُ قسمانِ: القسمُ العقليُّ بدأ في أوروبّا سنة 1892، ولمْ يَدخلْ إلى البلادِ العربيّةِ إلّا قليلًا في سنواتِ الثلاثينَ والأربعين، في زمن طه حسين وأحمد أمين وإلخ، ثمّ غابَ عنِ المُجتمعِ. والقسمُ الثّاني هو القسمُ الّذي جاءَ عن طريقِ لبنان، وهو ما بَعدَ الحداثةِ عمليًّا، ففيهِ فوضى وتغييبٌ للعقل، فهذا ما أخذناه، وما يُكتَبُ عندَنا في الأدب الّذي يُسمّى ما بعدَ الحداثة.
وبأسفٍ شديدٍ أقولُ، إنّ مُعظمَ ما يُكتبُ مِن هذا النوعِ هو سَلبيٌّ، ولا يُعطي صورةً إيجابيّةً عن إنتاجنا المَحلّيّ، لذلكَ لا يَجعلُني أنظرُ بتفاؤلٍ إلى المستقبل، إلّا إذا استطعْنا أن نتجاوزَ هذهِ المرحلةَ الّتي نحنُ نَسيرُ بها إلى الأسفل. إنّ الّذينَ يَتعلّمونَ لا يَهتمّونَ بهذا النّوعِ مِنَ الثقافة، لأنّهُ خارجُ العصْرِ المادّيّ، يعني؛ نحنُ خضعْنا للعَصرِ المادّيِّ خُضوعًا شديدًا، مع أنّ الأوربيّينَ هُم مُخترعونَ، إلّا أنّنا نحنُ مُستهلِكونَ فقط، ومعَ ذلكَ نخضعُ للمادّةِ وهُم لا يَخضعونَ، فالثقافةُ في أوروبّا تلفتُ النظرَ، وموْجودةٌ بشكلٍ هائلٍ، ولا نستطيعُ أنْ نتّهمَ أوروبّا، بأنّها تتّجهُ خارجَ الثقافةِ، لكنّنا نحنُ خرجنا عن الثقافةِ بشكلٍ كامل.
ولا أريدُ أن أتّهِمَ الأمّةَ العربيّة، ففي فترةٍ مِنَ الفتراتِ كانتِ أكثرَ أُمّةٍ قارئةٍ في العالم، كالزّمنِ العبّاسيّ، وفي فترةِ طه حسين وأحمد شوقي، وحتّى نحنُ هنا في سنواتِ الخمسين في البلادِ، كانَ لدينا أعدادٌ هائلةٌ مِنَ القُرّاءِ، فالعدَدُ الّذي كانَ في سنواتِ الخمسين هو أضعافُ العددِ الموْجودِ اليومَ، ففي تلكَ الفتراتِ كانَ هُناكَ تلاؤُمٌ بينَ المُنتِجِ وبيْنَ القارئ.
وجاءَ في كلمة د. محمّد خليل: مساء الفنّ والجَمالِ والإبداع. ها نحن نلتقي اليومَ لكي نتواصَلَ مِنْ جَديدٍ، تحتَ سماءِ مُنتدى الباديةِ الثقافيّ في عسفيا، الّذي أصبحَ مَعْلَمًا بارزًا يُشار إليه بالبَنان، في مَشهدِ حرَكتِنا الأدبيّةِ والثقافيّةِ المَحلّيّةِ، التّي تُبدي، في الفترةِ الأخيرةِ، حراكًا أدبيًّا ونشاطًا ثقافيًّا مَلحوظًا. معَ ذلك، سوفَ نظلُّ نتطلّعُ ونطمَحُ إلى تحقيقِ المَزيدِ مُستقبلًا، حتّى ترتقِيَ إلى مُستوياتٍ أفضلَ، كمًّا وكيْفًا، وذلكَ إنّما يحتاجُ إلى تَضافُرِ جُهودٍ ومُؤسّساتٍ كَثيرةٍ، يَضيقُ المَجالُ هُنا عن ذِكْرِها بتَفصيلٍ أكثرَ. كذلكَ أنتهِزُ هذه الفرصةَ، للإشارةِ إلى إمكانيّةِ تطويرِ عَمَلِنا في هذا المُنتدى الثقافيّ.
نلتقي اليومَ، كما في كلِّ مَرّةٍ، في أجواءٍ مِنَ العطاءِ والمَحبّةِ، احتفاءً برافدٍ مُهِمٍّ مِنْ رَوافدِ ثقافتِنا المَحلّيّةِ، وحياتِنا اليوميّةِ، هو الفنُّ التّشكيليّ. كعشَّاقٍ للثقافةِ، ومُتذوِّقينَ للفنِّ والجَمالِ والإبداع، نتجوّلُ معًا في ثنايا هذهِ اللّوحاتِ الفنّيّةِ المُعلّقةِ، نتمتّعُ بها مِلْءَ العينِ والحَشا، نُطيلُ الوقوفَ عندها بُغيةَ سبْرِ أغوارِها، ليَتغذّى الخيالُ لديْنا، ويَنمُوَ الجَمالُ فينا! فرُبَّ لوحةٍ قد تُغنيكَ عن ألفِ كلمةٍ، لأنّ فيها أصدقَ تعبير! سِرُّ هذهِ اللّوحاتِ يَكمُنُ في جَمالِها، والجَمالُ فِتنةٌ للناظرينَ، وثمّةَ شاعر هنديّ يقولُ: الجَمالُ دينُ الحُكَماءِ! معَ ما أمكنَنا القول: بمثلِ أناملِ هؤلاءِ الفنّانينَ، ومِن خلالِ لوْحاتِهِمِ الجَميلةِ، يَتجلّى بعضُ جَمالِ الرّبّ!
هذهِ اللّوحاتُ تَحكي وتُحاكي مُبدِعيها، لأنّها مِنْ تَجلّياتِ اللُّبِّ والقلبِ والرّوحِ معًا، وفي الوقتِ نفسِهِ، هي مرايا أو قُلْ نوافذَ، نُطِلُّ مِن خِلالِها على واقعِنا كشعبٍ ومُجتمعٍ، وكذلكَ على أصحابِها، لنَتعرّفَ عليهِم أكثرَ فأكثرَ، وعلى الطبيعةِ الساحرةِ مِنْ حوْلِنا، على الحياةِ بألوانِها كلِّها، وعلى عالمِنا الفرديِّ والجَمعيِّ على حدٍّ سواء، تَصقُلُ النفسَ وتُهذِّبُها، فالفنُّ كما هو معروفٌ، مرآةُ الشعوبِ. فما أحوجَنا، أفرادًا ومجتمعًا وشعبًا، إلى الفنّ كلِّ فنّ!
يقولُ بول: كُلّي "أنا واللّونُ شيءٌ واحدٌ"! أي أنّهُ يَذوبُ في اللّونِ، واللّونُ يَذوبُ فيهِ! ويُعَدُّ اللّونُ، بمنظورٍ ما، لغةً. وهو وسيلةُ التعبيرِ الأولى لدى الفنّانِ التّشكيليِّ، بهِ يُخاطبُنا، وبهِ يُفصِحُ عن مَكنوناتِ نفسِهِ، وعن مكنوناتِ الطبيعةِ مِن حوْلِهِ. والرّيشةُ أداتُهُ الّتي يُترجِمُ بها، عن كلِّ صورةٍ تتراءى لهُ أو يتخيّلُها، إلى مساحاتٍ مِنَ اللّون! وكلّما اتّسعَتِ الصّورةُ، أو ضاقتِ العِبارةُ، لجأ إلى ريشتِه! أمّا هيرقليطس فكانَ يَقولُ: "إنّ الطبيعةَ تُحِبُّ الاختباءَ"! وأنا أدّعي بأنَّ دوْرَ الفنّانِ أنْ يَكشِفَ الغطاءَ عنها، أو يُؤَوِّلَها بعدَ أنْ يتأمّلَها! مِن هنا أمكنَ القولُ: إذا كانَ عالمُ الطبيعةِ مِن ماسٍّ، فإنَّ عالمَ الفنّ مِن ذهَب!
وبعدُ، مُباركٌ لكم وعليكم هذا الإنجاز الفنّيُّ الرائعُ، وهذا الفرحُ والعطاءُ، أو كما يقولُ جبران خليل جبران: ومِنَ الناسِ مَنْ يُعطونَ بفرَحٍ، وفرَحُهُم مُكافأةٌ لهم! فإلى مَزيدٍ مِن العطاءِ والفرَح الممهورِ بالجُهدِ والعرَقِ على طريق الآلام، طريقِ الإبداع، وطوبى لكُم ولكلِّ الفنّانينَ، لأنّكُم أربابُ الإبداع تُدْعَوْنَ! وأخيرًا، لا يَسعُني إلّا أنْ أتقدّمَ بالشّكرِ المَوصولِ للفنّانينَ المُشاركينَ في هذا المَعرض، وللقائِمينَ على تنظيمِ هذا النشاطِ الثقافيّ/ الاجتماعيِّ المُميّزِ، وإلى اللقاءِ في نشاطاتٍ أخرى، وشكرًا لكم جميعًا!
ثمّ كانتْ وصلةٌ فنّيَّة موسيقيّة لمشترَكةٌ بين اللفنّان عمر دروبي عازف العود، وبين الزجّالِ شحادة خوري أبو مروان، ومِنْ ثمّ قراءاتٌ شِعريّةٌ بصوتِ نادرة شحادة وتغريد حبيب.
وختم اللقاءَ الفنّانَ الفلسطينيّ التشكيليّ إيليّا بعيني في كلمتِهِ: يُسعدُنا إقامةُ لقاءٍ أدبيٍّ فنّيٍّ بينَ جمعيّةِ إبداع ومنتدى الحوار الثقافيّ، ولنا الفخرُ والاعتزازُ لوُجودِنا معكم وبينكم، والتحدّث عن أزمةِ تسويق الأعمال الإبداعيّة، والترويجِ للمعارضِ الفنّيّةِ، وقِلّةِ اهتمامِ المُواطِنينَ العاديّينَ المُتجاوبينَ معَ هذهِ اللّوحاتِ وريادتِها وتقييمِها وتذَوُّقِها، كما هُو الحالُ في عالمِ الكِتابِ المَقروء، ولكن مع هذا، نحن المبدعون لا يُمكنُنا أنْ نتوقّفَ عن الإبداع، وعليْنا متابعةُ المسيرةِ والمشوار في مُواصلةِ بناءِ الجسرِ الثقافيّ، وهدفُنا أنْ نرفعَ مِنْ شأنِ المُبدعينَ النّاشئينَ والمُتقدّمينَ في الإبداع، ونرجو أن تدومَ لقاءاتُنا ونستمرَّ في العطاء والإبداع، مكتوبًا كان َ أو مرسومًا أو مَسموعًا.
ومضاتٌ بارقةٌ عن الفنّانينَ المُشاركينَ في معرض "بوحي ذاتي" في الكرمل:
الفنّانَ الفلسطينيّ التشكيليّ إيليّا بعيني في كلمتِهِ: مُديرٌ فنّيٌّ في جمعية إبداع كفرياسيف، وقد كان من مُؤسّسي جمعيّة "إبداع" لتطوير الفنّ في الوسطِ العربيّ عام 1996. وُلِد في حيفا عام 1954، متزوّجٌ وأبٌ لخمسةِ أبناءٍ، تخرّجَ مِنْ قِسمِ الفنون في كُلّيّةِ الجليلِ الغربيّ عام 1994- 1998، وقد أقامَ مجموعةً مِنَ المَعارضِ الفرديّةِ والجَماعيّةِ داخلَ المُدنِ الفلسطينيّةِ وخارجِها.
تغريد حبيب فنانة وكاتبة: متزوّجةٌ وأمٌّ لأربعة زهرات. وُلدَتْ في شباط /1972 في قرية دير حنّا في الجليل، وفيها تلقّتْ تعليمَها الابتدائيَّ والإعداديّ، وانتقلتْ إلى حيفا لتُكمِلَ تعليمَها الثانويّ في مدرسة راهبات الناصرة، ثمّ إلى بيت لحم حيثُ درَسَتْ بعضَ الفلسفة، ونشَرَتْ مقالاتٍ وقصصًا قصيرةً عديدةً في عِدّةِ صُحفٍ: كلّ العرب، والأهالي، وعملتْ سابقًا كمُركّزة "نعمات" للنّساءِ في القرية، ثمّ عملَتْ كمُرشدةِ أطفالٍ خارجين مِنْ عائلاتٍ في خطر. أصدرت كتابَها الأوّلَ عام 2010 بعنوان "كأسًا شربْتُها"، يَشملُ مجموعةً مِنَ الرّسوماتِ وبعض الخواطر الشعريّة، وقصصًا قصيرةً استوحتها مِنَ الواقع، وأصدرتْ "هل الحب خطيئة يا أبي الكاهن؟" رواية، وكعضوةٍ في جمعيّةِ إبداع في كفرياسيف، تعلّمت الرّسم، وطالما قالتْ لنفسِها: يا نفسي لا تزوري الكوْنَ وترحلي، كأنّكِ لم تكوني يومًا، بل كالمطر، متى نزلَ ليلًا وأدركَنا الصّباحُ، علمْنا أنّ السّماءَ قد أمطرتْ، فنبتَ العُشبُ والزهر.
دنيا كمال مجذوب فنّانةٌ مِن كفرياسيف الجليليّة، خرّيجةُ جامعةِ حيفا بلقبٍ أوّلٍ في اللّغة العربيّةِ وآدابها وفي الفنون الجميلة، وعام 2010 أصدَرتْ كتابَها الأوّلَ "عشرون" مع بلوغِها عشرين عامًا، حيث يتناولُ هذا الكتابُ خواطرَ وقصصًا قصيرةً، ومقالاتٍ اجتماعيّةٍ وأدبيّةٍ تميّزتْ بصبغاتٍ مُتعدّدة؛ رومانسيّة، اجتماعيّة، وطنيّة، وقد كتبَ د.بطرس دلّة مقدّمة الكتاب. اشتركتْ في العديدِ من الندواتِ الشعريّةِ والمعارضِ الفنيّة، يُعرَضُ لها حاليًّا عمَلان في جاليري مركز تراث في قرية عسفيا. أعربت عن شُكرِها وامتنانِها لضيافةِ مركز تراث البادية، لهذا اللقاءِ بنخبة مميّزةٍ مِنَ الفنّانين والأدباءِ، والزاخرِ بالدّفءِ والثقافةِ ورونقِ تصميمِهِ.
بدورة عزام: بدأتْ مسيرتَها الفنيّة منذ الصغر، وقامت بتنميتها على يدِ الفنانين عماد خوري، إيليّا بعيني، إبراهيم حجازي، وبعدها قامت بالدراسة الجامعيّة في حيفا، وحصلتْ على لقبٍ أوّلٍ بتاريخ الفنّ، وحصلتْ على شهاداتٍ لقيامِها بدوْراتِ علاجٍ عن طريق الفنّ بكلّيّةِ ياد ناتان. وبعدَها اقامت عدّةَ مَعارضَ في بلدِها أبوسنان، وعيلبون وكفرياسيف والناصرة.
الفنانة جوليا أبو عرب: مِن قريةِ شعَب، تهوى فنّ الرّسم والغناءِ بكلّ أشكالِهِ منذ الصغر، وقد شاركتْ في مهرجانِ الأغنية العربيّةِ في الدار البيضاء في المغرب، حيثُ نافسَتِ العديدَ مِن أصوات العالم العربيّ، ووجدَتْ نفسَها في عالم الرسمِ اللّامحدود، حيثُ تبرزُ طاقاتُها الفنّيّةُ مِن خلالِ الرسم.
الفنّان عبدالهادي صباح: مِن مواليد عكّا، نشأ وترعرعَ في أحضانها، فنّانٌ عصاميٌّ شاركَ بعدّةِ مَعارض فنيّة، وهو عضوٌ في جمعيّةِ إبداع كفرياسيف، ومنذ طفولتِهِ مَضى بالرسم، وله في هذه الأمسيةِ لوحتان: مسجد الجزار، وميناء البيزاني.
الفنّان لؤي دوخي: مِن مُهَجّري قرية إقرث، ومواليدِ قرية الرامة عام 1979. تخرّجَ مِن مدرسةِ الرامة الثانويّة عام 1997. حصلَ على اللقبِ الأوّلِ في موْضوعَي اللّغةِ العبريّةِ والفنون الجميلة، في جامعة حيفا عام 2003. وعام 2006 حصلَ على شهادة التدريس في مجال الفنون في جامعة حيفا، ومُعظم أعمالِهِ في مجالِ رسمِ قصص الأطفال، ولديهِ بعضُ الأعمالِ المائيّةِ والزيتيّة والإكريليك، وقد عالجَ بجزءٍ مِن أعمالِهِ قضيّةَ إقرث المُهجّرة، وهو عضو رابطة إبداع لتطوير الفنّ في الوسط العربيّ، وقد شاركَ في مهرجانيْنِ للرسم والنحت في ساجور وشعَب، وبعضِ المهرجانات الجماعيّة. كانتْ بدايتُهُ في رسم القصص في المشروع النهائيِّ في السنة الثالثة في الجامعة، حيث قامَ برسمِ قصّة "اللّصّ والكلاب" للكاتب نجيب محفوظ. وأولى أعمالِهِ كانت عام 2003، بقصّة "المسحّراتي وبابا نويل"، من تأليف الكاتب والشاعر حنّا أبو حنّا، إصدار مكتبة كل شيء- حيفا بإدارة صالح عبّاسي. التعاون بينَهُ وبين مكتبةِ كلّ شيء أثمرَ العديدَ من القصص، والتعاملَ مع العديدِ مِنَ الكُتّابِ أمثال: أحمد حسين، د. محمد حجيرات، ود. سلمان عليان، فائق إسماعيل، والشاعر جودت عيد، ولبنى صفدي عبّاسي، وعايدة خطيب، ود. جوني خرعوبة، ونبيهة راشد جبارين، و د. رافع يحيى وغيرهم. ومن أهمّ أعمالِهِ القصص التالية: فرفور وسمّورة، السفينة والطائرة، الدائرة الذكيّة، سوسة الفسفوسة، سامي والذبابة، سلسلة الحِرَفيّين، العصفورة والشجرة، ليلى الحمراء في الشوارع والأحياء، رَوان عند طبيب الأسنان، النهر العجيب وسلسلة أيّامي السعيدة. كما كان له تعاون مع مركز أدب الأطفال بإدارة د. بشارة مرجية- الناصرة، حيث تمّ إصدارُ بعضِ القصص مِن رسوماتِه: مَشفى اللُّعَب، مَصروف يَزن، خفّة حمودي وريما والضرير.
الفنانة التشكيليّة ختام هيبي: مِن قريةِ أبوسنان، وحاليًّا بقرية شعَب. درَست الفنّ بكلّيّةِ الفنّ بسخنين من عام 2004-2007، وتُدَرِّسُ الفنّ بالمدارسِ والمراكز منذ عام 2008. عضوةٌ بجَمعيّةِ إبداع لتطوير لفنّ التّشكيليّ بالوسط العربيّ. عرَضَتء وشاركَتْ بعدّةِ معارض ومهرجاناتٍ مَحليّةٍ ودوليّة، وتُحضّرُ حاليًّا لمعرضٍ فرديٍّ للمَرسم السرياليّ، وتُدَرّسُ الفنّ في مجدالكروم وكابول وشعَب، واليوم تُشارك بلوحتيْن بعنوان: شموخُ امرأة، ولوحة غروب، بالطريقة الواقعيّة السرياليّة.