مأساة الحرب تسرق الأجواء الرمضانية من السوريين
تاريخ النشر: 10/07/13 | 4:55يحظى بمكانة مميزة لديهم، فتتزين له الساحات وشرفات البيوت وتنشط الأسواق التجارية وتدب حركة غير اعتيادية في الشوارع، تلك هي حال مدينة دمشق كل عام وهي تستعد لاستقبال شهر الصوم، فكيف يستقبل الدمشقيون رمضان هذا العام؟
تطغى في هذا العام أجواء الحرب التي يعيشها السوريون وما تحمله من حزن ومآس على جميع مظاهر الاحتفال والفرح التي اعتاد السوريون عليها حين يقترب موعد شهر رمضان المبارك. رمضان هذا العام يأتي في ظل ظروف معيشية هي الأسوأ منذ اندلاع الاحتجاجات. إنه العام الثالث على التوالي الذي تستقبل فيه مدينة دمشق خاصة وسوريا عامة هذا الشهر وقد أزالت وشاح الفرح والسرور التي اعتادت ارتداءه كل عام. هذه المدينة التي لطالما كان لها عادات مميزة وطقوس ساحرة تجسد خصوصيتها المكتسبة عبر التاريخ، فقد تحولت هذه الطقوس في هذا العام إلى رمز للألم والحرمان من أدنى مقومات الحياة.
طقوس رمضان تتحول إلى عادات يومية
فبعد أن كان الدمشقيون ينتظرون من العام إلى العام سماع صوت مدفع إثبات حلول الشهر الكريم، تحول هذا الصوت إلى طقس يومي تستيقظ عليه مدينة دمشق، وبل يمنعها من النوم في أحيانا كثيرة وهي تستمع إلى أصوات المدافع والقذائف التي تنهال على القسم الجنوبي من المدينة وعلى أريافها. أما فوانيس رمضان التي طالما زينت حارات دمشق القديمة تعبيرا عن قدسية هذا الشهر واحتفالا به، أصبحت هذه الفوانيس لا تنطفئ وهي تنير حارت دمشق المظلمة ليلا بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر عن أحياء المدينة.
دلال تنتظر شهر رمضان هذا العام "بحذر وترقب"، قائلة لـ DWعربية: "منذ بدء الثورة تتصاعد العمليات العسكرية بشكل جنوني، من قبل قوات النظام، مع بداية رمضان وأخشى أن يتكرر الأمر في هذا العام، وفي حال حصل ذلك لن تسلم مدينة دمشق من هذا التصعيد".
أسواق دمشق كئيبة وخاوية
لم تكن أسواق دمشق كئيبة وحزينة كما هي عليه اليوم. تلك هي السمة العامة التي لاحظتها DWعربية أثناء تجولها في هذه الأسواق التاريخية، وهي تبحث عبثا عن أي مظهر من مظاهر الفرح مع حلول الشهر الكريم. فالأسعار التي جاوزت بارتفاعها لهيب حرارة شمس تموز جعلت السكان يقفون مكتوفي الأيدي أمام ثمن السلع،الأمر الذي بات يحرمهم من تبضع المواد الأساسية حتى من خضار وفواكه ومواد غذائية. وفي هذا الإطار تقول أم مصطفى: "نحن نُحارب بقوت يومنا، فالأسعار أصبحت لا تطاق وبالكاد نؤمن كفاف يومنا، أما مونة رمضان فقد أصبحت من المنسيات".
فيما يتحسر التاجر أبو فادي على محله الذي كانت تزينه البضائع المتنوعة في مثل هذا الوقت من العام في السنوات السابقة، ويبرر ارتفاع الأسعار بقوله "عوامل كثيرة ساهمت في ذلك، أولها الانخفاض الكبير لقيمة الليرة السورية أمام الدولار، وقرارات الحكومة بمنع الاستيراد إلا بموافقتها، ومنع الحواجز المنتشرة على مداخل المدينة من إدخال السيارات التي تحمل البضائع، وسوء الوضع الأمني في الأرياف؛ كل هذه الأمور أوصلتنا إلى هذا الحال". هكذا ينهي أبو فادي كلامه وهو يشير بيده إلى رفوف محله الفارغة، فالبضائع مفقودة على الرغم من غلائها.