إشراقَة رمضانيّة (1) "شهر الخيرات والوَزْنات الإلهيّة المُباركة"
تاريخ النشر: 10/07/13 | 23:30يهلُّ شهر الصوم المبارك، ليُباركَ اللهُ فيه جميعَ مؤمنيه والتائبين له، الذين يعملون بحسب تعاليمه، الداعية إلى الغوص في بحر الإيمان الصادق والعمل الهادف إلى محبّة الناس والله والنفس التقيّة. فالعمل بمسار التقوى والإيمان يُكسب صاحبه المغفرة لذاته ولغيره، كما ويَكسبُ رضى الله عزّ وجلّ، الذي جَبَله من جبْلةٍ نقيّةٍ وخلَقه على شكله، ليعمل ما هو صالح بحياته الدنيويّة، كي ينال محبّته وغفرانه في الحياة الأبديّة الآتية:" ومَنْ تابَ وعملَ صالحاً فإنّهُ يتوب إلى الله مَتاباً"(سورة الفرقان، آية 71).
يجب العمل بتعاليمه قبل القول، لأنّ الفعل ُيقرّبنا من رحمته وغفرانه، الذي نحن بحاجةٍ إليه في هذا العصر المُتقلّب بحالاته الدنيويّة، التي تُحرّكها أيدي الشياطين التي تهرب من وجهه، ولكنّها لا تستطيع هذا للأبد. فَتعاليمه هي الخيمة التي تظلّلنا وتُرطّب شعورنا بلذّة الحياة، هي التي تُنادينا إلى شاطئ الأمان، الذي نبحث عنه منذ خَلَقَ الله بجبلةٍ من تراب أبانا آدم:" لأنّكَ قلتَ أنتَ يا ربُّ مَلجئي جعلتَ العليّ مَسكنك. لا يُلاقيكَ شرٌّ ولا تدنو ضربة من خيمتكَ. لأنّه يوصي ملائكته بكَ لكي يحفظوكَ في كلّ طرقكَ"(المزمور الحادي والتسعون، أعداد (9 – 11).
لا تبحَث أيّها الإنسان عن مُغريات الحياة الأرضيّة، لأنّها تُضلّلكَ وتُحيدكَ عن الطريق الصحيح، الذي يوصلكَ إلى درجة التوبة، التي يبحث عنها الإنسان المؤمن والصادق مع نفسه، قبل أن يكون صادقاً مع خالقه:" فَمَنْ هو العبدُ الأمينُ الحكيمُ الذي أقامَهُ سيّدُهُ ليُعطيهُم الطعامَ في حينِهِ. طوبى لذلك العبد الذي إذا جاءَ سيّدُهُ يفعلُ هكذا"(إنجيل متى 24،أعداد(45- 46).
كما وجاء على لسان أبي ذرّ ومعاذ بن جبَلٍ رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالَ:" اتّقِ اللهَ حيثما كُنتَ، وأتْبِعِ السيّئةَ الحَسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخلُقٍ حسَنٍ. رواهُ الترمذي"(الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، ج 4،ص 109).
إذاً الخوف بالتقوى هو المحبّذ للإنسان كي يحيا هو وأفراد عائلته بمحبّة الخالق ومخلوقاته أيضاً، فحُبُّ الله لوحده لا يكفي للإنسان كي يعيش براحةٍ واستراحةٍ روحيّةٍ، فهناك أناس سوف يعيش معهم شاء أم أبى، فالفرد خُلق كآدم، ولكنّ الله عزّ وجلّ رأى بأنّ آدم لا يمكن العيش لوحده، فأخرجَ له من ضلعه زوجته حواء الأولى.
لهذا، علينا التكيّف مع أفراد مجتمعنا على أسس وعقائدنا الدينيّة المُهذّبة لأخلاقنا وتصرّفاتنا مع الغير، أي احترام الغير، وزرع المحبّة بقلوبنا لهم وتقبّلهم كما هم، كي يقبلونا كما نحن.
الداعي لكم بالصوم المقبول والافطار الكريم والمبارك،