الخيانة الزوجية سبب رئيسي للطلاق!
تاريخ النشر: 11/07/13 | 5:33تناول عديد الدراسات والبحوث ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية الإسلامية لغاية تحديد أسبابها وآثارها على الأسرة وعلى المجتمع، خاصة مع عسر التوصل إلى سبل لتجنيب المجتمع عواقبها الوخيمة، حيث تحول الطلاق إلى ظاهرة أو معضلة لا فقط جراء العجز عن الحد من التزايد المطرد في نسبته، بل أيضا لأنه لا يتماشى وديانات هذه المجتمعات باعتباره “أبغض الحلال عند الله”.
يقال إن الإنسان كائن مزاجي يصعب إخضاع الجانب العاطفي عنده لقواعد الرياضيات الصارمة، وكذلك مشاعره وعلاقاته، وكثيرا ما تشهد علاقته بمحيطه اضطرابا لا نجد له تفسيرا منطقيا ولا حلا علميا، ولعل هذا ما يقف وراء عجز الباحثين في علم الاجتماع والأطباء النفسيين عن إيجاد حل لظاهرة الطلاق رغم التوصل إلى تحديد أسبابها عموما.
وعند الاطلاع على الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية للمجتمعات العربية يصطدم الباحث وحتى المواطن العادي بالارتفاع المتواصل لنسب الطلاق فيها رغم الجهود التي يبذلها المهتمون بالشأن الاجتماعي في نشر الوعي بمخاطر الطلاق لا فقط على الحياة الشخصية لطرفي العلاقة بل أيضا على الأبناء (إن وجدوا) وعلى المجتمع وعلى العائلات المتصاهرة.
وتتعدد اسباب الطلاق ولكنها تتشابه تقريبا في أغلب المجتمعات العربية الإسلامية ولعل أحدثها وأكثرها شيوعا (حسب هذه الدراسات) الخيانة الزوجية والفوارق بين الزوجين من حيث السن، والمستوى التعليمي، والمستوى الاجتماعي، وكثرة الإنجاب، وتعدد الزوجات، والقائمة تطول.
وبصفة عامة هناك أسباب تتشارك فيها أغلب المجتمعات العربية وأخرى تميز منطقة عن أخرى.
وأثبتت دراسات حديثة أن البذخ والإسراف في اقتناء الكماليات من أحدث أسباب الطلاق في أغلب الدول الخليجية، ففي تقرير صادر عن وزارة العدل في الكويت نجد أرقاما مفاجأة منها أنه خلال سبعة أعوام وقعت 25 ألف حالة طلاق، وأن 40 بالمئة من حالات الزواج التي جرت عام 2012 انتهت بالطلاق.
ويزيد التقرير المفاجآت حين يضع العوامل المالية، مثل البذخ أو تراكم الديون على الأزواج، أول الأسباب المؤدية إلى الطلاق…
برز سبب الخيانة كسبب رئيسي من للطلاق بعد أن كان من الأسباب الثانوية في دراسات ماضية وخاصة في البلدان والمجتمعات التي ينتشر فيها التعليم وتقل فيها نسب الأمية وأيضا المجتمعات المنفتحة بعض الشيء مقارنة بغيرها والتي تخرج فيها المرأة للعمل… كما أن عصر التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) ودورها في عقد علاقات محرمة بين الرجال النساء تمثل سببا آخر في تحطم العلاقات الزوجية.
وتمثل الطريقة التقليدية في الزواج عن طريق (الخاطبة أو علاقات الصداقة والجوار بين العائلات أو القرابة …) المنتشرة في أغلب المجتمعات المحافظة التي تمنع الاختلاط بين الجنسين أهم أسباب الطلاق، وفي المملكة العربية السعودية أوضحت دراسة أجرتها وزارة التخطيط أن نسب الطلاق ارتفعت في عام 2003 عن الأعوام السابقة بنسبة 20 بالمئة، كما أن 65 بالمئة من حالات الزواج التي تمت عن طريق طرف آخر أو ما يعرف بالخاطبة تنتهي هي الأخرى إلى الطلاق، وسجلت المحاكم والمآذين أكثر من 70 آلف عقد زواج ونحو 13 ألف صك طلاق خلال عام 2001.
إن المتأمل في مثل هذه الأرقام يدرك أن حالات الطلاق وصلت إلى درجة مفزعة كما وكيفا لتتحول من ظاهرة إلى معضلة يصعب التصدي لها رغم الجهود المبذولة من قبل مؤسسات الدول العربية القائمة بالشأن الاجتماعي في إطار تحسين الوضعيات المادية للعائلات ونشر الثقافة والوعي بأهمية المحافظة على العائلة وعلى الأبناء وتجنيبهم كل أشكال العزلة والوحدة أو الابتعاد عن الإحاطة الأسرية، حتى لا يكونوا فريسة سهلة للانحراف المنتشر في المجتمع، وحتى لا يمثلوا بدورهم حلقة من حلقات الفساد والانحراف والإجرام التي تؤثر سلبا على عائلاتهم ومجتمعاتهم.
وفي إطار التركيز على إيجاد حلول لظاهرة الطلاق ظهرت مؤسسات اجتماعية ذات صبغة مدنية كثيرة في الوقت الحاضر تسعى إلى نشر التوعية بمخاطر الطلاق، وإلى إيجاد الحلول سواء بعقد ندوات وحلقات نقاش ودورات تدريبية أو زيارات ميدانية للأسر التي تعاني من هذه الظاهرة، ولعل من أهم أسباب الانتشار السريع لمنظمات وجمعيات تهتم بهذه المسألة هي كثرة حالات الطلاق والانفصال.
ولابد من الإشارة إلى أن جهود هذه المؤسسات والمنظمات ليست كافياً نظرا إلى أن إمكاناتها المادية المحدودة وقدرتها على فرض نموذج معيشي أو قوانين رادعة ضعيفة مقارنة بأجهزة الدول، وأيضا العامل النفسي والاجتماعي الذي يجعل بعض الأزواج لا يريدون الكشف عن مشاكلهم الخاصة خوفا من المجتمع، فلا يتفاعلون مع أهداف هذه المؤسسات ولا يطلبون مساعدتها للتخلص من كابوس الطلاق جراء عدم ثقتهم بها وجهلهم بآليات عملها.