الخروج من خسارات القبيلة
تاريخ النشر: 11/07/13 | 1:20الشاعر عبد المحسن عمر نعامنة من عرابة البطوف، تعرفت عليه حين كان في الثامنة عشرة من عمره، وكان انطباعي انه متميز بسبب معرفته للعروض وعشقه للغة العربية وحزنه على ما نواجهه كأمة تلعب بها الرياح، وفعلا عبد المحسن لم يخيب الظن ولم ينقطع عن الكتابة الشعرية والنثرية، ورأيته في كتاباته قادرا على مخاطبة الانسان العربي ومؤكداً ان الشعر انواع كثيرة وليس نوعا واحدا، الشعر الثقافي والشعر العامي والشعر الشعبي والزجل والشعر الجدي والشعر الهزلي .
الخروج من خسارات القبيلة هو الكتاب الاول للشاعر عبد المحسن نعامنة وهو من الشعر الجاد كما يقول عنه الناشر هو معالجة شعرية لما نحن فيه من ضياع ،ومن يقرأ هذا الكتاب سيجد ان منشورات الهدف لم تخطئ في الوصف ،فالشاعر ينتقل فيه بين العواصم العربية والمدن الفلسطينية ،وبين نباتاتها واشجارها كجزء لا يتجزأ من الوطن .
بين صفحات الكتاب وجدت الشاعر يستصرخ الفلاحين والعمال العرب ص 99 و100 .
يا بسطاء الوطن المقهورين
من العمال المجبولين على عشق الاسمنت
ومن عشاق الارض المدفونين
بطين الترع الناضبة على الدلتا
اسمعكم !
اسمع أصداء معاولكم
وهي تزغرد للذرة الصفراء
وللفستق في السودان الأسمر
وأصيح لوقع مطارقكم
وهي تعمر ما هدم العدوان الغاشم
في بغداد
فتطربني هذي الألحان
فتصرخ ملء الوطن العربي الواحد
انتفضوا !
من حق الشاعر ومن حقنا جميعا ان نصرخ ،لان الذين هم قادرون على الانتفاض لا ينتفضون بسبب حسن معيشتهم بل وانهم يكبتون غيرهم من المقهورين والعمال الكادحين الذين يصعب عليهم الانتفاض لاهتمامهم بتوفير لقمة العيش لابنائهم ولاحفادهم ،فلماذ لا نبكي ايضاً. فالشاعر يصرخ مع كل المقهورين بلغة جميلة يجعلني اقول ان كتابه من افضل الكتب التي قرأتها هذه السنة.