بنت القسطل: صفورية*

مسيرة العودة:
(مشهد شعري من مسيرة العودة إلى صفورية التي جرت سنة 1998، فتحوّلت بعد ذلك إلى تظاهرة سنويّة يشارك فيها أبناء القرى المهجّرة الأخرى بمسيرات إلى أطلال قراهم.)

المنظر: شارع النّاصرة- شفاعمرو. نرى جمهورًا غفيرًا يتجمّع في مكان ما من الشّارع، بينما نرى في الجهة المقابلة منصّة، يتصدّرها مكبّر صوت.
على حافة الشارع، نرى قوّات كبيرة من الشرطة، مزوّدة بأصفاد وهراوات. أخذ أحد أفرادها يستفزّ الجمهور بعصبيّة واضحة ويدفع بعضهم نحو وسط الشّارع، ينتج عن ذلك عمليّة تدافع متبادلة بينهما، ما يُحفّز مريم الصفوريّة على التّوجّه للشّرطة بالقول:
مْنطلب منكو تِبْتِعْدو
عن الجّمهور وْتِهْدو
المسيرِه بِدْها تْسير
لَ تَعْطيلْها لا تْعِدّو

أحد أفراد الشّرطة:
حافظو على النّظام
دون تطرّف بالكلام
لا تْخلّو بالأمن العام
عَ الشّرطه لا تِتْعدّوّ!

مريم الصفوريّة:
إحنا جايين بْهَاليوم
تقصير الحكومِه نْلوم
في حقّ الشّعب المظلوم
لا تِنْجنّو وْتِحْددّو….

الشّرطيّ:
بْتِعْملو مظاهرات
حجّه للمشاغبات
هاويين مْواجهات
مع الشّرطه لا تِبْدو

يُردّد عدد من الجمهور بصوت واحد:
مْنطلب منكو تِبْتِعْدو
عن الجّمهور وْتِهْدو
المسيرِه بِدْها تْسير
لَ تَعْطيلْها لا تْعِدّو

الشرطيّ:
بتعيشو على الأحلام
مـا بتـخلـونـا نِنـام
ما أشطركو بالكلام
نفس الحكي بتعيدو

يتابع:
ما بتملّو مطالب
وِبْتمشو في مسارب
توخذكو للمصايب
وْمصايب إلنا تْوَدّو!!

يتابع:
يا ناس شوفو شغلِه
لا تْزيدو الطّينِه بلّه
يا حِلّو عن هَالدّولِه
غير العُنْف مَ تْجيدو

مريم الصفورية:
من هون روحو فِلّو
فيكو وْلادْنا لا تِبْلو
إنتو بس بْتِتْـسلّو
من وَجعْنا شو تْريدو؟ّ!

الجمهور بصوت واحد:
مْنطلب منكو تِبْتِعْدو
عن الجّمهور وْتِهْدو
المسيرِه بِدْها تْسير
لَ تَعْطيلْها لا تْعِدّو…..
———————-
*مشهد من المسرحيّة الشعريّة “بنت القسطل: صفورية” التي ستصدر للشاعر قريبًا عن منشورات دار راية للنشر والتّرجمة. تَظْهِير: الأديب محمد علي طه. تصميم الغلاف: فوزي ناصر.

سيمون عيلوطي