كيف كان النبي يتعامل مع غيرة زوجاته؟
تاريخ النشر: 11/12/15 | 7:53لا يخلو بيت من المشكلات الزوجية، لأن هذه هي طبيعة البشر وسنة الحياة، وحتى بيت النبوة الشريف لم يسلم من تلك المشكلات، ولكن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله واجه تلك المشكلات بحكمة وفطنة ورحمة ليكون أسوة حسنة للناس في ذلك.
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتعامل مع المشكلات الأسرية بطرق مختلفة، فمرة يستخدم الابتسامة والدعابة، ومرة يستخدم أسلوب التغاضي وقت الغضب، ومرة أخرى الحوار والاقناع أو العظة والتذكير، وكذلك التروي والثبت قبل إصدار الأحكام.
ومن بين تلك الأمور التي قد تقع بين الزوجين غيرة المرأة على الرجل، فحتى بيت النبوة لم يسلم منها، فقد كانت أمهات المؤمنين رضي الله عنهم يغرن على الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وخاصة أمنا عائشة التي كانت شديدة الغيرة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن الغيرة بين نساء النبي لم تصل يومًا إلى حد الحقد والضغائن ولا إلى حد الظلم والجور.
وتروي لنا كتب الحديث السيرة كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتعامل مع غيرة زوجاته، ومن تلك المواقف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، وكان لديه بعض الضيوف دعاهم إلى تناول الطعام فسمعت السيدة زينب بنت جحش بذلك فأرسلت مع خادمتها طبق فيه ثريد عليه ضلع شاة وهو الطعام الذي تعرف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يحبه.
وما أن رأت السيدة عائشة هذا الطعام حتى دبت فيها نار الغير، فضربت الطبق بيدها فسقط على الأرض وانكسر، ثم دخلت مسرعة لحجرتها وهي تبكي ..
لم يغضب النبي ولم يثر .. بل كان معالجته للأمر بأن ابتسم وقال للصحابة الكران: “غارت أمكم .. غارت أمكم”. وذلك لأن صلى الله عليه وآله وسلم يعلم جيدًا طبيعة المرأة وتعامل معها على هذا الأساس.
وموقف أخر تعامل معه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحكمة شديدة، وذلك عندما دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم على السيدة صفية رضي الله عنها وهي تبكي فقال لها: “ما يبكيك؟” فقالت: “حفصة قالت: “إني ابنة يهودي”، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : “إنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي”، ففيم تفخر عليك؟”، وفي رواية قولي لها: “زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى”.
فهنا استخدم النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الحكمة والترضية لمعالجة مشكلة الغيرة التي وقعت بين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
وهكذا كان الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من مواقف الغيرة التي تقع بين زوجاته رضي الله عنهن، كان يتعامل معها بحكمة ورحمة، لأنه يعلم أن الغيرة طبع أصيل في المرأة، وأنه دليل حب كبير.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.