كيف تعاقبين طفلك دون الثانية؟
تاريخ النشر: 07/12/15 | 0:48لماذا نعاقب أطفالنا؟ بالتأكيد الإجابة ستكون لتعديل سلوكياتهم وتوجيههم نحو الصواب وإبعادهم عن الخطأ.
هل فكرتِ عزيزتي بماذا يفكر طفلك عندما تعاقبينه بطرق العقاب الشائعة كالصراخ والضرب والإهانة؟ خاصة الطفل دون الثانية أو في عمر الثانية وما بعدها بقليل؟!
أخبرتنا الدكتورة ماريا مونتسوري عن ذلك في أحد كتبها قائلة:”لقد سألت الأطفال ماذا يعني لكم الانضباط؟، فأجاب الأطفال إجابات مختلفة تساوي معنى واحداً مثل “غضب الأم”..”الضرب”…”الشتيمة”..”العزل”، وفي النهاية رأى الأطفال في غالب الحالات أنهم غير محبوبين وغير مرغوب فيهم من ذويهم فهم سبب لغضبهم”.
إذًا عليكِ التدقيق جيدًا ومعرفة هدف العقاب كي تختاري عقابًا أو طريقة توجيه سليمة تناسب عمر الصغير وحجم الخطأ، كي تحصلي على طفل يعرف الصواب من الخطأ دون أن يشعر بأنه غير مرغوب فيه .
إستراتيجيات توجيه وعقاب الطفل الصحيحة
هناك طرق عديدة لتوجيه الطفل ليست عقاباً بقدر كونها طرقا لتقويم وتصحيح سلوكه الخاطئ. على سبيل المثال، لديكِ طفل قام بالبكاء والإصرار على فعل شيء خاطئ أمام الناس.
هل تعلمين أن كل ما عليكِ فعله هو احتضان طفلك لدقيقتين فقط، لتُهدئي الغضب الذي بداخله، ومن ثم الكلام معه بنبرة صوت هادئة، واجعلي عينيك في مستوى نظره، كأن ترفعيه أو تنزلي أنت على ركبتيك لتستطيعي إنشاء تواصل حقيقي مع الطفل.
إذا كان طفلك في مكان كالنادي مثلًا ورفض مشاركة اللعب مع أصدقائه، فغالبا ما نرى الأمهات تستخدم كلمات مثل “لماذا لا تذهب وتلعب مثلما يفعل الصغار؟” لماذا أنت ملتصق بي هكذا؟” وكل تلك الكلمات ستجعل الطفل يلتصق بالأم أكثر، بينما كل ما عليكِ فعله هو الذهاب لمجموعة من الأطفال الموجودين حولك ومشاركتهم اللعب بهدوء دون أن تطلبي من طفلك شيئًا ما، وتأكدي أن الثانية التالية ستحمل طفلك وهو ينضم إلى المجموعة ويلعب بشكل جماعي دون ضغط على نفسيته.
لا بد أن يكون عقاب الطفل دومًا على قدر خطئه، وبمعنى آخر لا تجعلي ضغوطك اليومية تكون سبب زيادة غضبك على خطأ طفلك الذي قد يكون بسيطًا، فالطفل دون الثانية مثلًا لم يبدأ التمييز بعد، فكسر طبق أو كوب أو غير ذلك لا يستدعي الصراخ.
كل ما عليكِ فعله مع خطأ طفلك الذي كسر الطبق دون قصد أن تهدئي الرعب والخوف. احتضنيه واجعلي رعبه يزول، وتذكري أن طفلك أهم من الكوب والطبق.
بعد أن يهدأ الطفل ويكون مستعدًا لسماع كلامك واستيعابه جيداً، أخبريه عن الخطأ الذي قام به، وأن هذا كان يمكن أن يتسبب في جرحه وجرح الآخرين. اطلبي منه أن يحضر أدوات التنظيف ليساعدك في إصلاح الخطأ. انتبهي إن كان دون الثانية فمجرد حمل أدوات التنظيف لك كافٍ.
ما العمل إن أخطأت؟
ماذا ستفعلين إذا استخدمت طريقة عقاب مبالغاً فيها مع طفلك؟ لا شيء سوى أن تسارعي بالاعتذار وتطلبي منه أن يسامحك؛ لأن الغضب سيئ وليتعلم أنه ليس حلًا، ولا مانع من شرح خطئه أيضًا.
من المهم ذلك ليدرك أن الصواب أمر حسن ليس لتجنب غضبك أو خوفًا منك.
طرق عقاب وتوجيه خاطئة
ابتعدي تمامًا عن فكرة المكافآت المشروطة، خاصة مع الصغار دون الثانية، فهؤلاء تحديدًا ربما لا تستطعين دومًا فرض عقاب مؤثر عليهم. لا تفاوضي بعبارات مثل: لو ظللت مؤدبًا فسأشتري لك الحلوى؛ لأن ذلك سيجعل الطفل مؤدبًا فقط من أجل الحلوى وليس لأن ذلك هو التصرف الصائب، وستكبر الفكرة لديه ليكبر ويعمل من أجل المال فقط وليس لأن العمل شيء مهم.
كذلك العقاب بالعزل سواء العزل في الغرفة أو إبعاد الطفل عن المكان الذي تجلسون فيه أو فكرة كرسي العقاب وركن الأشقياء التي نفعلها جميعًا مع الصغار.
متى يصبح العزل مهمًا؟
في حالة واحدة وهي إبعاد طفلك عن مكان الخطأ مثلما يضرب أحد إخوته أو أبناء أصدقائكم، فاجعليه يترك منطقة اللعب ويجلس بجوارك وتكلمي معه بهدوء عن الخطأ الذي ارتكبه واطلبي منه التفكير جيدًا، وإن كررها فيجب منعه من اللعب.
لا للصراخ
أثبتت الدراسات التي قامت بها الدكتورة ماريا مونتسوري أن الصراخ والضرب يولد لدى الطفل إحساساً بالغضب والخوف معًا فيفرز المخ هرمون “الكورتزون” الذي يقوم بتعطيل الاستيعاب لدى الطفل، لتكون النتيجة صراخاً بلا فائدة وتوجيهات بدون استيعاب.
ترى بعض الأمهات أن الضرب والصراخ يجعلهم “يسمعون الكلام”، والحقيقة أن هناك فارقاً بين السماع والفهم، فغالبًا ما يمتنع الصغير عن اللعب بأشيائك خوفًا من صراخك لا فهمًا لخطأ اللعب بأشياء الآخرين.
الكلام وإظهار الضيق هو الوسيلة المثلى
بالنسبة لسن دون الثانية، يعتبر الكلام وإظهار الضيق وإصلاح الخطأ هي الوسائل المثلى للتقويم والعقاب.