"مسيرة البيارق" تحيي المسجد الاقصى
تاريخ النشر: 13/07/13 | 23:00واصلت "مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الاقصى" خلال شهر رمضان تسيير الحافلات الى المسجد الاقصى المبارك، عبر مسيرة البيارق" وهي بذلك تحيي المسجد الاقصى بآلاف المصلين على مدار اليوم بل الشهر كله.
وتأتي هذه المسيرة ضمن مشاريع ضخمة تنفذها مؤسسة البيارق منذ نشأتها , لكن الركيزة الاساسية لهذه المؤسسة هو مشروع مسيرة البيارق والذي ينص على انطلاق عدد كبير من الحافلات التي تُقل الفلسطينين من مناطق الداخل وصولا للمسجد الاقصى مجانا .
وفي حديث مع مدير المؤسسة الاستاذ وفيق درويش أوضح خلاله أن ولادة مشروع مسيرة البيارق كانت في عام 2001 حيث بدأت المسيرة بشكل متواضع فكانت تنطلق حافلة او اثنتين فقط من الشمال الي القدس , لكنه وبعد فترة تطور هذا المشروع ونمى بسرعة ليصل الى اطلاق عشرات الحافلات ومن ثم الى مئات الحافلات الى القدس .
وأكمل درويش قائلا أن الهدف الاساسي من هذا المشروع هو التصدي للاعتدائات الاسرائيلية المتكررة بحق المسجد الاقصى والمصليين فيه , ناهيك عن التأكيد ان المسجد الاقصى حق خالص للمسلمين ، ومن هم جدا ان يعتكفوا به ويتواجدوا به على الدوام على حد قوله .
لكن مسيرة البيارق لم تكتف باحياء المسجد الاقصى واعماره بالمصليين وترشيد وجود المعتكفين به , بل تعدت ذلك لتصل الى احياء البلدة القديمة اقتصاديا , فيتوجه المشاركون في هذه المسيرة الى أسواق البلدة القديمة بالقدس ليشتروا ويتبضعوا منه فتساعد التاجر المقدسي الذي عاف حالته المتردية والضرائب الاسرائيلية المنهالة عليه فتمده مسيرة البيارق بشيئ من الأمل .
مؤسسة البيارق لا تقف مشاريعها عند مشروع مسيرة البيارق فقط بل تتنوع الي مشاريع احياء صلاة التراويح وليلة القدر , كما تقوم بعمل مشروع صندوق طقل الاقصى والذي ينال الصدى ذاته لمشروع مسيرة البيارق .
الآثار الذي طغت على المدينة المقدسة بعد البدء بمشروع مسيرة البيارق عديدة فمنها الوقوف في وجه السياحية الاسرائلية التي تجهز أعداد كبيرة من السواح الاجانب واليهود لاحضارهم الى المسجد الاقصى واقتحامه , كما أن ظاهرة اغلاق المحال التجارية بالقدس أو بيعها او تأجيرها قد بدأت تختفي بالفعل بعد رؤية التجار المقدسيين ما يمكن للمشاركين بالمسيرة من دعهم والشراء منهم .
اما عن الآثار التي تركتها المسيرة على المشاركين أنفسهم فيها فقد بدى جليا أن الطابع الديني بدء يزداد ويصحو في قلوبهم كلما زاروا المسجد الاقصى وتفكروا وتعبدوا فيه .
وبين هذا وذاك وفرت مسيرة البيارق فرص أعمال جديد لسائقي الحافلات لتفيد المشاركين والسائقين والتجار المقدسيين على حد سواء , فتكون النتيجة أن تزدهرالقدس مجددا .
لكن من الجدير بالذكر أن مسيرة البيارق لا تسيير بكل أريحية وبدون عوائق بل على العكس تماما فالمشاكل التي تواجه المسيرة تزداد عام بعد عام , فطول المسافات والطرقات التي تقطعها الحافلات تؤدي الي ضيق الراكبين وشعورهم بالتعب , والحواجر الاسرائيلية على الطرقات تسبب في تأخير الحافلات أصلا ,التفتيش الاسرائيلي للحقائب والناس على أبواب المسجد الاقصى هو نوع من أنواع الاستفزاز لهم , ناهيك عن اصدار مذكرات منع من دخول المسجد الاقصى بحق بعضهم من غير وجه حق .
الحاجة ام بكر " احدى المشاركات بالمسيرة " تقول انها ترغب في زيارة المسجد الاقصى يوميا لكن تردي اوضاعها الصحية يمنعها من ذلك فهي ممتنة لمسيرة البيارق التي تساعدها على الوصول للمسجد الاقصى بأجواء صحية وآمنة قدر الامكان .
مشارك آخر في مسيرة البيارق يقول انه لا يمانع ان يأتي كل يوم للقدس لكن الوضع الاقتصادي لا يسمح , لذلك فان أفضل ما في موضوع مسيرة البيارق انه مجاني يوفر للجميع القدوم للقدس دون أن يدفع شيئ .
أغلب المشاركين في مسيرة البيارق اتفقوا على أن مسيرة البيارق هي الفرصة الذهبية لكل اؤلئك الذين يرغبون بحق الوصول للمسجد الاقصى ودينة القدس واحيائها بكل ما تحمل الكلمة للمعنى .
أنهى المشاركين في مسيرة البيارق يومهم بتأديتهم لصلاة التراويح في المسجد الاقصى ثم العودة مجددا الى الحافلات لينطلقوا عائدين الي مدنهم وقرآهم على أمل ان تبقى مسيرة البيارق لتبقى القدس على قيد الحياة، والمسجد الاقصى عامرا بمصليه .
محمد القزاز