الناصرةُ تستضيفُ الشاعر د. جَمال سلسع!
تاريخ النشر: 14/07/13 | 0:00جمعيّةُ المرأةِ العربيّةِ في النّاصرةِ أقامتْ أمسيةً شِعريّةً للشاعر د. جَمال سلسع مِن بيت ساحور، وذلك بتاريخ 8-7-2013، في مَقرّ الشّبيبةِ العاملةِ والمُتعلّمةِ في النّاصرة، احتنفاءً بصُدورِ ديوانِهِ الشّعريّ؛ "ما زالَ يغسلُنا الرّحيلُ"، الصّادرُ عن دارِ الجنديّ في القدس، وسطَ حُضورِ أعضاءِ الجمعيّةِ، وعَددٍ مِنَ المُهتمّينَ والمُثقّفينَ، وقد تولّتْ عَرافةَ الأمسيةِ السّيّدةُ منى ناصر؛ إحدى مُؤسِّساتِ وإداريّاتِ الجَمعيّةِ، وقدّمت السيدة سامية حسن رئيسةُ الجمعيّةِ نبذةً قصيرةً عن تاريخ الجمعيّةِ وأهدافِها، وقدّمتْ السيّدةُ سلوى ناصر، إحدى إداريّاتِ الجمعيّةِ والمُبادِراتِ في إقامةِ الأمسيةِ، نبذةً قصيرةً عن مسيرةِ وسيرةِ الشّاعر د. جمال سلسع، ومِن ثمّ وبمُرافقةِ عازفِ العودِ اليافع فلاح الخالدي، قدّمَ الشّاعر د. جمال قصائدَ بعَناوينَ: كنيسةُ النّجاةِ. الكيْلُ طفحَ يا ربّي. عتابٌ بطعمِ الدّماءِ. القدْسُ ووادي النّار. قصيدةٌ تبحثُ عن سلامٍ. وما زالَ يَغسلُنا الرّحيلُ.
ومِن ثمّ رحّبَ الأديبُ ناجي الظاهر بالضّيفِ بكلمةٍ ترحيبيّةٍ، وبقصيدةٍ باللّهجةِ المَحكيّةِ، لتتلُوَهُ الكاتبةُ نهاي داموني بأغنيةٍ كلثوميّةٍ، وليُختَتَمَ اللّقاءُ الشّعريُّ بتكريمِهِ مِن قِبَلِ السّيّد خالد عوَض، رئيسُ جمعيّةِ السّباط، فأهداهُ كتابَهُ التّراثيُّ "القدسُ سِجلٌّ مُصوَّرٌ"، كما كرّمَتِ الشاعرَ جمالَ السيّدةُ إيمان بشارات برانسي المديرةُ العامّةُ للجمعيّةِ، وختمتِ اللّقاءَ الشّعريّ السّيدةُ منى بشُكرِ جَميعِ الحضورِ والشّاعرَ جَمال سلسع، ودَعَتِ المَعنيّين للاستماعِ لفقرةٍ تثقيفيّةٍ علاجيّةٍ، حولَ موضوعِ أمراضِ الجلدِ الشّائعةِ كالثّعلبةِ والصّدفيّةِ وغيرها للد. جمال سلسع، بصِفتِهِ طبيبًا مُختصًّا في هذا المَجال، وتمّ بعدَ ذلكَ فحْصُ حالاتٍ عينيّةٍ مِن بينِ الحضور، وتقديمُ الاستشارةِ الطبّيّةِ لها.
جاءَ في كلمةِ العريفةِ السيّدة منى ناصر: ضيوفُنا الأكارمُ، نُحيّيكُم بتحيّةٍ مِنَ القلبِ، يَطيبُ شذاها مِسكًا وريْحانًا، تَحمِلُ بطيّاتِها حُبًّا ووفاءً، السّلامُ عليكم أحبابَنا، فما أجملَ الدّنيا مَعكم، حيثُ لا تُكبَحُ وفيها أنتم. ضيوفَنا الأكارم سلامًا خاصًّا أُهديكُم، لو رُفِعَ إلى السّماءِ لكانَ قمرًا مُنيرًا، ولو أُنزِلَ إلى الأرض، لكَساها سندسًا وحَريرًا، ولو مُزجَ بماء البحرِ، لجَعلَ الأجاجَ عذبًا سَلسَبيلًا، فمرّةً أخرى، السّلامُ عليكم ومَرحبًا بكم أيّها الضّيوفُ الكِرامُ ضيفًا ضيفًا، وأهلًا وسهلًا بكم ألفًا ألفا، لكُمْ أقولُ نزلتُم أهلًا ووطئتُم سهلًا، وقد شرّفَنا بهذهِ الأمسيةِ الد. الشّاعر جمال سلسع، والأديب ناجي ضاهر، والباحثُ خالد عوض رئيس جمعيّة السّباطِ، ونمر يَزبك رئيس منتدى عبد الخالق، والكاتبة نهاي داموني، وآمال عوّاد رضوان.
وجاءَ في كلمةِ رئيسةِ الجمعيّةِ السيّدة سامية حسن حولَ الجمعيّةِ وأهدافِها: جمعيّةُ المرأةِ العربيّةِ هي جمعيّةٌ مستقلّةٌ وغيرُ مُنتميَةٍ لأيّةِ حركةٍ أو جسمٍ سياسيٍّ، تأسّستْ عام 2010، بمُبادرةِ مَجموعةِ نساء ورجالِ أعمالٍ، مِن أجلِ رفْعِ مَكانةِ المرأةِ العربيّةِ في البلادِ، ومَقرُّها مَدينة الناصرة.
تهدفُ الجمعيّةُ إلى النّهوضِ بالمرأةِ، على المستوى العامّ، خصوصًا بدعمِ وتطويرِ قدراتها في الجوانب الاقتصاديّةِ والاجتماعيّة، والمُساهَمةِ الفعّالةِ في نشرِ الوعيِ الثقافيِّ، وتمكينهنّ من أخذِ دورهنَّ، كأساسٍ مِنْ أُسُسِ المُجتمع، ولأنّنا جمعيّةٌ عربيّةٌ، نُؤمِنُ بضرورةِ العملِ والتّنسيقِ معَ الحرَكاتِ والمُنظّماتِ النّسائيّةِ والمَحلّيّةِ والعالميّةِ كافّة، ومعَ المُنظّماتِ النّاشطةِ في تعزيز مكانةِ المرأة، ونُرحّبُ في التّعاونِ معَ أُطُرٍ مُتنوِّعةٍ، ورجالِ أعمالٍ يُؤمِنونَ ويَعملونَ على رفعِ مكانةِ المرأةِ، لأنّنا نرى في الرّجلِ شريكًا مُساويًا في عَمليّةِ التّغييرِ والتّحفيزِ المُجتمعيّ. ومِن أهَمِّ أهدافِ جمعيّةِ المرأةِ العربيّةِ:
*دمجُ المرأةِ في سوق العملِ والتّجارة؛ أي دعمُ مُشارَكةِ المرأةِ في كافّةِ المَجالاتِ، وفسْحُ المَجالِ أمامِ إبداعاتِها وإنجازاتِها، فنحنُ في الجمعيّةِ نطمحُ لارتقاءِ المَرأةِ، وإدماجِها في سوقِ العملِ والتّجارة، وذلكَ لتوْسيعِ العمَلِ لدى النّساءِ، وتقويتِهِنَّ وإكسابهِنَّ مهاراتٍ قياديّةً وتجاريّةً على مستوى الفردِ والمُجتمع.
*التّعاونُ والتّشبيكُ معَ الجَمعياتِ المُماثلةِ الأخرى: الهدفُ هوَ التّعرُّفُ على جمعيّاتٍ نسَويّةٍ ذاتِ أهدافٍ مُماثلةٍ، مِن خلالِ طُرقِ عمَلهنَّ، بهدفِ الاستفادةِ مِن تجاربها، وذلكَ عن طريقِ تبادُلِ الزّياراتِ، ومَدِّ جُسورِ التّواصُلِ والتّعاوُنِ بينَ جمعيّتِنا وكافّةِ الجَمعيّاتِ الصّديقةِ.
*إقامةُ الأسواقِ والمَعارضِ الفنّيّةِ والتّجاريّةِ: الهدفُ هوَ تعزيزُ المَواردِ الماليّةِ لدى أعضاءِ الجمعيّة بشكلٍ خاصّ، ولدى النّساءِ بشكلٍ عامّ، ورعايةِ المَواهب الإبداعيّةِ.
*المشاركةُ في لِقاءاتٍ ومُؤتمَراتٍ هادفةٍ: التّواصُلُ معَ المُجتمع، بالمُشاركة بالكثيرِ مِنَ اللّقاءاتِ والمؤتمراتِ والمُناسباتِ، عن طريقِ وفدِ مُمثّلي الجمعيّة، ممّا يُعزّزُ كيانَ الجمعيّةِ، وبَثِّ أهدافِها وأفكارِها النّسويّةِ.
*إصدارُ نشرةٍ دوْريّةٍ (كل 3-4 أشهر) والّتي تشمل: أ. نشاطاتٍ الجمعيّة لفترة 4 أشهر.
ب. دراساتٍ مُتعلّقةً بتنميةِ النّساءِ اقتصاديًّا، (إمّا عن طريقِ نشْرِ مُقابلةٍ لامرأةٍ في بداية طريقِها وبدايةِ مَشروعِها، وذلكَ بدَعْمِها مَعنويًّا واقتصاديًّا.
ت. دعمَ الجمعيّةِ لمَصالحَ صغيرةٍ قائمةٍ، عن طريقِ وضْعِ دعايةٍ في النّشرة، ممّا يؤدّي إلى إفادتِها على مستوياتٍ عديدةٍ.
ولأنّنا جمعيّةٌ نسَويّةٌ عربيّةٌ، نُؤمِنُ بضرورةِ العملِ والتّنسيقِ معَ الحرَكاتِ والمُنظّماتِ النّسائيّةِ والنسَويّةِ المَحلّيّةِ والعالميّةِ كافّةً، ومعَ المُنظّماتِ النّاشطةِ في حقوق الإنسان. ونرحّب بالتّعاوُنِ معَ أُطُرٍ مُتنوّعةٍ، ومع رجالِ أعمالٍ يُؤمنونَ ويعمَلونَ على رفعِ مكانةِ المرأةِ.
وجاءَ في كلمةِ السّيّدةِ سلوى ناصر عضوة الإدارة حول مَسيرة الشاعر د. جمال سلسع:
*كطبيبٍ خدَمَ في مستشفياتِ القاهرة، وخاصّةً في قسم الأمراض الجلديّ. وفي فلسطينَ عُيّنَ مُديرًا لمستشفى أريحا، ومُديرًا لدائرة الصّحّة.
*منذ أيّامِ طفولتِهِ مارَسَ الكتابةَ الأدبيّة، وشارَكَ معَ آخرينَ في تأسيس اتّحادِ الكُتّابِ الفلسطيني. وقد حصلَ على عدّةِ جَوائزَ أدبيّةٍ في الشّعرِ والنّقدِ الأدبيّ:
*جائزة توفيق زياد في النّقدِ الأدبيّ على مستوى فلسطين.
*جائزة راشد حسين في النّقد، حيثُ فازَ بالمَرتبةِ الأولى على مُستوى الوطن العربي.
*حصلَ على أفضلِ عملٍ عربيٍّ في المهرجان الأردنيّ الثامِن لأغنيةِ الطفل العربيّ، عن كلماتِ قصيدةِ طفولتي.
*فاز بالجائزةِ الأولى عن أدب السّجونِ والمُعتقلاتِ، في قصيدةٍ شعريّةٍ على مستوى فلسطين.
*كانتْ لهُ زاويةٌ أسبوعيّةٌ في جريدة الفجر حتّى إغلاقِها، بعنوان "حديثُ الجُرح".
*كانتْ لهُ زاويةٌ يوميّةٌ بجريدة الأقصى بعنوان "حديثُ الوطن"، الّتي صدَرت معَ قدوم السلطةِ الوطنيّة.
*كانَ لهُ برنامجٌ يوميٌّ شِعريٌ موسيقيٌّ، في إذاعةِ صوتِ فلسطين بعنوان: "صلواتٌ في مِحرابِ الوطن".
*عضوُ الأمانةِ العامّةِ لاتّحادِ الكُتّابِ والأدباءِ الفلسطينيّين.
*مُؤسِّسُ اتّحادِ الخدَماتِ الطبّيّةِ لفتحِ بالضّفّةِ الغربيّة. *أمينُ سِرِّ المَكتبِ الحرَكيِّ للأطبّاء.
*رئيسُ المنتدى الثقافيِّ الإبداعيِّ في مُحافظةِ بيتَ لحم. *عضوُ مؤتمرِ حركةِ فتح السّادس.
*مُنسّقُ مُنتدى رُوّادِ حركةِ التّحريرِ الوطنيِّ الفلسطينيّ فتح، في مُحافظةِ بيتَ لحم.
صدَرَ لهُ الدّراساتِ النقديّةَ التاليةَ:
1. الصّورةُ الشّعريّةُ الحديثة. 2. الظاهرةُ الإبداعيّةُ في الشّعرِ الفلسطينيّ الحديث.
3. الظاهرةُ الإبداعيّةُ في شِعر راشد حسين. 4. الأسطورةُ والتّراثُ في الشّعرِ الفلسطينيّ الحديث.
5. الرّسالةُ الشّعريّةُ الفلسطينيّةُ ما بين الدّينِ والقوميّة. 6. تحتَ المجهر الأدبيّ.
7. أوجُهُ التّحليلِ الشّعريّ داخلَ القصيدةِ الحديثةِ.
كما أُصدِرَ لهُ عدّةُ دواوينَ شِعريّةٍ، ومَسرحيّاتٌ شِعريّةٌ، وأدبُ مُعتقلاتٍ، وأدبُ صحافةٍ، يتجاوزُ عددها 14 كتابًا، عدا الدّراسةِ النّقديّة.
1. جمراتٌ متوقّدةٌ في أرضِ الأشجان. 2. سِرُّ الفِداءِ؛ مسرحيّةٌ شِعريّةٌ. 3. أيا قدسُ أنتِ الخيارُ.
4. حديثُ الجُرح. 5. أناشيدُ البرْقِ والأطفالِ والحجارةِ. 6. عندما تتكلّمُ الحجارةُ. 7. ديْمومةُ البقاءِ.
8. رَضِعْنا المَجدَ دِينًا. 9. رَسائلُ تخترقُ الأسلاكَ الشّائكةَ. 10. لِمَ الانكسارُ رَغيفي الوحيدُ؟
11. عُشُّ الرّوح. 12. شَقُّ اليّقينِ. 13. الأوديسّةُ الفلسطينيّةُ. 14. ما تزالُ يدي تدُقُّ أبوابك.
15. أيلولُ سيفٌ أبَى الانْحناءَ. 16. وما زالَ يغسلُنا الرّحيلُ.
دَعَتِ العريفةُ الشاعرَ بقوْلِها: يُسعدُني أن أدعُوَ إلى المنصّةِ الشاعرَ والأديبَ د. جمال سلسع، ليُشنّفَ آذانَنا، ويُثري مشاعرَنا بمقطوعاتٍ مِن أشعارِ ديوانِهِ الشّعريّ الجديد؛ "ما زالَ يغسلُنا الرّحيلُ"، برفقةِ الفنّان عازف العود الشابّ فلاح خالدي، فليتفضّلا مَشكورَيْن.
قدّم الشاعرُ د. جمال سلسع مقتطفاتٍ تحتَ عناوين: كنيسةُ النّجاة. الكيْلُ طفحَ يا ربّي. عتابٌ بطعْمِ الدّماءِ. القدسُ ووادي النار. قصيدةٌ تبحثُ عن سلام. وما زالَ يَغسلُنا الرّحيلُ.
وفي نِهايةِ اللّقاءِ قدّمتِ العريفةُ منى كلمةَ شكْرٍ: ضُيوفَنا الأعزاء، كلماتٌ صادقةٌ ومَشاعِرُ صادرةٌ مِن قلبٍ طفحَتْ مَشاعرُهُ عن حافّتهِ، بسببِ هيجانِها في قعرِه. هي كلماتٌ أزفُّها لكلّ ضيفٍ شرّفَنا بحُضورِهِ هذهِ الأمسية، ولكلِّ ضيفٍ أدخلَ على نفوسِنا ابتهاجًا وسرورًا ومعرفةً، فأمسَتْ أمسيتُنا زاخرةً، نحفظُها في قلوبِنا ونُعمِّمُها على الحاضرين معنا، فلا أجدُ غيرَ حُروفٍ أسطرُها لكم في هذهِ الكلمات، قلبي بالفرح مغمور، شرّفتمونا يا حضور، وما بعدَ سُرورِنا سرور، كلٌّ منكم في القلب غالي، كلُّ مَن حضَرَ مَشكور، زوّدتُم أمسيتَنا بالنّور، أنتمُ الوردُ والزّهور، كلٌّ منكم في القلبِ غالي، منكم خاطري ممنون، شكرًا قلتُها مليون، كلٌّ منكم في القلب غالي، شرفتمونا يا حضور. وأقدّمُ كلمةَ شكرٍ إضافيّةٍ، لمطبعةِ ألوان، وجريدة حديث الناس يافة الناصرة، على تبَرُّعِها السّخيّ بكلّ منشوراتِ الجمعيّة، ونشكرُ الأخ الكريمَ وسيم عابد، على إتاحتِهِ لنا بإقامة أمسيتِنا في مقر "جمعيّةِ الشّبيبةِ العاملةِ والمُتعلّمة"، ونشكرُ جميعَ مَن عمِلَ وساهمَ في إنجاح هذه الأمسية، مِن أعضاء ومُؤسّسي جمعيّةِ المرأةِ العربيّة، وجميع ضيوفنا الكرام مع حفظ الألقاب، طاب مساؤُكُم وإلى اللّقاء.
قصيدة عتاب بطعم الدماء/ د. جمال سعسع: عتابُكِ يا (دمشقُ) مَذاقُهُ بدَمي/ يُولولُ في مساحةِ موْتِنا/ قد طلَّ في العينيْنِ/ عَلَّ الموْتَ يرشفُ مِن عتابِ دموعِنا/ (أليعازرًا) يَحيى على دربِ الشّفاء/ وجئتُكِ حاملًا عتبي على وجعي/ وفي قلبي سؤالٌ ما انطفى فيهِ الهجاء/ لماذا الوردُ يُدفنُ في شذا دمِهِ؟/ فقتلُ الوردِ قد أدمى صدورَ الأنبياءِ/ وجئتُكِ حاملًا عتبي/ يفرّ فراشة جاءت إلى الأنوار/ لا… لا تحرقي في الضوء أحلامي/ على وجع العتاب تذوبُ أوجاعُ الشقاء/ بلادُ الشّام تصحو/ في بَلابلها البكاء/ أجاء الدمع من غابات ظلم؟/ أم في ظلام الدمع ينكسر الغناء؟/ على الأهرام يجثو حلمنا/ ما زال في عينيه إرهاقٌ وداء/ رحيق القمح دهشة/ مصرنا… حمل الحصاد لنا/ فأين سنابل الأيام، ما صبّت/ كؤوس مناك يا أهرام ألوان النقاء؟/ فأين مفرّنا ومكاننا دمعٌ/ وفي يدنا انكسار الحلم؟/ لا شيئًا سوى خيل الصهيل/ يعيد في الدرب البناء/ فلا دربًا بغير صهيلها/ سيهزّ فينا نخيلها/ والنخل في العينين تعشقه السماء/ (دمشق) أكيف يبدو الحال/ إن ضاعت ورود شبابنا/ في عصف ظلمٍ/ وانتهى فينا الرجاء؟/ (دمشق) أنا عشقتك حلوة العينين/ في أحضان حبك ينتمي فيّ الولاء/ فما للدمع يحرق مهجتي/ والعشق في عينيك يقتله البلاء؟/ أجئت إذاً لأبكي بين أطلال الهوى/ أم أن في دمع البكاء هوى اللقاء؟/ (دمشق)أتيت والأحزان تنهشني/ وبحر الدم يغسلني/ وما بقيت على كفّي سوى روحي/ وروحي السيف إن جاء الفناء/ وأدعو الله في وجعي/ فبالأحزان مغسولٌ/ وبالإيمان مجبولٌ/ وأمضي بين أحزاني وذبحي/ في صلاتي أفتدي وطني/ أحنّ إلى قرابين الشهادة في الدعاء/ تسيل دماء هذا الجيل نهراً/ إنما لتصب في نهر شمسٍ/ يمتطي درب الإباء/ يفوح الطيب من كأس العروبة يا (دمشق)/ فما لكأسك فاح فيه القتل والتدمير/ هل لبست (دمشق) عباءة الأغراب؟/ أم في غربة الأعراب يُقتتل انتماء؟/ فما زلنا على عهد المحبة نرشف الصبح الجميل/ فما لصبحك معتم وجمال دربك/ في دمائه/ يحتسي خمر الوباء؟/ سكرنا من هموم زماننا زمنًا/ ألا نصحو، فسُكر الهمّ أوجعنا/ وعلّمنا امتلاك الصحو في زمن الهباء؟/ أوهم في العيون سجى … تُرى؟/ أم أنّ عهد ربيعنا/ قد حان قطف ثمارِه بيد الفداء؟/ ألا قلمٌ يعزّي في (دمشق) مصابها/ ومصابنا…/ ما طلّ حرفٌ فالحروف خجولةٌ ولّت/ وما حطّت بعينيها العزاء/ تعود براءة الشكوى (بحمصٍ)/ ما تزال تصيح، أين الاستجابة؟ … أين؟/ قل لي. كيف نطفئها؟/ فما زالت تولول في المدى دمع البراء!/ ودمع الارض أعيا مهجتي … غضباً/ تعالي يا شكاوي الأرض أعيتني المصائب/ أشعلي دربي/ فهذا الفجر يأتي في اشتعال الهمّ جمرًا/ فوق أكتاف العناء/ نداء الأرض تحمله الجموع بحبها/ لا تقتلي فينا المحبة/ إن نار الحب يشعله النداء/ ويا (بردى) بربك أحضني الشكوى/ فشكوى الأرض من قهر العصا/ صاحت تنادي الأوفياء/ ويا (درعا) تعالي وانزعي وجه الطلاء/ تبيّني… دهرًا/ يذوق الشعب مرًّا/ يحتمي بدمٍ حرامٌ ذبحه/ كيف الحرام يجول؟/ صوت الدم مذبوحًا يعرّى في الورى/ زيف الطلاء/ دمشق) أتيت في قلبي وصيّة أرضنا/ "صوني الثرى … أهل الثرى"/ لا تنكري هذه الوصية/ من سينكرها ستنكره السماء/ جموع شعوبنا خلعت ثياب الخوف/ أعلنت الوفاء لأرضها/ لبست ثياب الجمر/ جمر الشعب يشعله الوفاء/ إذا دعت العروبة ابنها نحو الفدا/ كيف الرجوع وأرضنا ما/ ما اكتست ثوب السناء/ نداء عروبتي في كبرياء يشتري الشروق/ فهل يتوه شروقنا/ والشعب من دمه الشراء؟/ أطلّي يا (دمشق) على دماء همومنا/ وترأفي بدمٍ أتى/ سكب العلا بسماء حبك/ ما انطوى فيه السخاء/ أيمطر في سمائك موت تاريخٍ/ وأنت كتبت تاريخ العروبة بالدماء؟/ طوينا الليل نبحث عن صباحك يا (دمشق)/ فلا تودّعي صبحنا بالموت/ قد لبست جموع الشعب هذا الموت/ خيلًا… يمتطي صبح الرداء/ هو التاريخ جاء يدقُّ بابكِ/ فافتحي الأبواب واحتضني الصباح/ صباحنا يهمي/ سحاب الدم يمطر في الفدا لون الضياء/ يدقُّ على ديارك شمس تاريخٍ/ أتقفلي يا (دمشق) طريقه/ والمجد تاريخ يجمّل فيك ألوان البهاء؟/ نعدّ الخيل تصهل في (حماة) كرامة/ فمشيئة التاريخ تحمي هامةً/ لدروب شعبٍ شاء توديع العذاب/ عذابنا يفنى إذا صهلت خيولٌ/ تمتطي سيفًا يشاء/ سيبقى في المكان مكاننا/ وزمان ذلّ راحلٍ/ زمن الخريف يموت إن طلّ الشتاء/ حضور الشعب زلزالٌ أتى/ يُلغي الغياب ويقطف الزمن الأبيّ/ ففي حضور الشعب يقتطف الإباء/ وهذا الشعب في دمه الحروف/ وروحه قلمٌ يقوم ويكتب التاريخ/ أين هروب تاريخٍ/ بروح الدم يكتبه العطاء؟/ هلمّي احزمي أمر الشجاعة/ كفكفي دمع الثرى…/ فما زالت دموع الأرض في الميدان/ تنتظر اللقاء/ أنترك في الرثاء مصيرنا/ والشعب يولد من شموخ الدرب/ يفتدي الثرى/ فطريق هذا الكبرياء يدوس في وهج العلا/ دمع الرثاء؟/ قذى الأيام يدمينا/ فنسمع في (دمشق) عويلها/ بمذاق آلام القذى/ يا رب كيف تقوم ترقص في رمال دموعها؟/ أم أن رقص الموت يستهوي القذاء؟.
قصيدة إلى كنيسة النجاة/ د. جمال سلسع: ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺟﺌﺖ ﺣﺎﻣﻼ/ ﺍﻟﻴﻚ ﺩﻣﻌﺘﻲ/ ﺑﺴﻄﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ/ ﻫﻤﻮﻣﻬﺎ… / ﺍﻟﻴﻚ ﺗﻠﺘﺠﻲ/ ﻓﺮﺣﻤﺔ ﺍﻵﻟﻪ ﺃﺑﺘﻐﻲ/ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ/ ﻓﻼ ﺗﺨﻒ ﺃﻧﺎ ﻣﻌﻚ/ ﺩﺧﻠﺖ ﺣﺎﻣﻼ ﺻﻠﻴﺐ ﺩﻣﻌﺘﻲ/ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ!/ ﺃﺿﻲﺀ ﺷﻤﻌﺔ/ ﺗﺒﺪﺩ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ/ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ/ ﻭﻛﻞ ﺩﻗﺔ ﺗﺪﻕ ﺑﺎﺏ ﺣﺒﻚ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ/ ﻣﺎ ﺃﺯﺍﻝ ﺍﺳﻤﻌﻚ/ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ/ ﻓﻼ ﺗﺨﻒ ﺃﻧﺎ ﻣﻌﻚ/ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺘﺎﺓ/ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺗﻨﻔﺴﺖ ﺷﺮﻭﺭﻫﻢ/ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺭﺣﻤﺔ ﺍلإﻟﻪ؟/ ﺭﺻﺎﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﻲ/ ﻳﻤﺰﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ/ ﻭﻣﺎ ﺃﺯﺍﻝ ﺃﻟﺘﺠﻲ ﺍﻟﻴﻚ/ ﻳﺎ إﻟﻬﻨﺎ/ ﻋﺮﻭﺑﺘﻲ ﺗﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ/ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺻﻼﺓ/ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﺘﺎﺓ/ ﺗﻐﻀﺐ ﺍإﻟﻪ؟/ ﻭﻣﺎ ﺃﺯﺍﻝ ﺍﻟﺘﺠﻲ ﺍﻟﻴﻚ….. ﺃﺳﻤﻌﻚ/ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ/ ﻓﻼ ﺗﺨﻒ ﺃﻧﺎ ﻣﻌﻚ
قصيدة الكيل ياربي طفح: كيف الغناء يجوز في زمن البكاء؟/ لا الناي أطربني!/ فهذي الأرض ثكلى/ قد نمت فيها ملوحة أرضنا!/ أين المفر…..؟/ وكيف أورثها الصباح/ وفجرنا في الملح تخنقه / هموم المسألة؟/ كيف الغناء ….؟/ وما تركنا فوق نافذة الصباح ورودها!/ أورودنا تبقى الرهينة فوق أطياف الغياب؟/ فمن يعيد لها شذى….؟/ قد ضاع بين الإقتتال…..وما اكتفى/ بهزيمة فينا…./ تعيش على احتراق المرحلة!/ ما عاد "بيت حانون"يقرأ في الكتاب وجوده!/ سكب الرصاص عليه لون دمائه/ والدم ما…ما..عاد يعرف ذاته!/ فمتى ستنهض "بيت حانون" لشمس فضائها؟/ ودم يظلل شمسنا/ والدم أسقط عن قناع دموعه/ دمع بكى فرحا/ على"هابيل" يوم أذاقه "قابيل"/ كأس مماته/ قبل انفراج المسألة!/ من …من يغني في ليالي الإنقلاب/ على دماء دمائنا؟/ كيف الغناء يجوز في زمن/ يجرّدنا من التاريخ/ يبصق في وجوه وجودنا!/ أهو الجنون وقد تباهى شهوة؟/ رغباتها رفضت توّسل همنا/ كي لا يموت شهيدنا/ في كل مرة / مرة أخرى/ فمات شهيدنا في كل يوم/ ألف مرة…../ فاغتسلنا في أنين الأسئلة!/ كيف الغناء وخطونا في الوحل/ مفتوح العيون على دموع/ لا ترى…/ إلاّ في ظلال مشيئة/ تشتاق لون ياتها/ فالشوق أتعبه دموع السنبلة؟/ هل غابت ألأرض الجميلة؟/ أم أتى فينا الدخان مؤبنا/ في القلب شمسا مقبلة؟/ ما عدت أوغل في التفاؤل بعدما/ قد ظلّ ظل الموت/ يسكن شمس هذي البوصلة!/ فهو الجنون وقد تأبط شره/ قد جاء يمسح شمسنا!/ ما أكبر الليل الذي/ ما زال يمطر فوق غزة موته…!/ يا موت لا…لا../ لا تسافر في دمي/ قبل اختفاء المقصلة!/ طعم الحياة يمرّ مرا في فمي/ ما ارتاح يوما/ في" رفح"/ هل يدفن الشهداء؟/ أم يتأمل الفلتان/ في قتل البلح؟/ لا تسدوا الباب خلف الباب/ هل تركوا لنا/ في فسحة الأوقات/ وقتا/ لا تموت وروده/ بيد الشبح؟/ من أغلق الأبواب في وجه النهار؟/ الريح تفرح فوق جثمان الحياة/ وغزة الثكلى / تبوح بدمعها/ ودموعها لغة تتوه على ضباب دمائها/ وصراخها…../ ما من أحد!/ أصغى ليوقف موتها/ فالكيل يا ربي طفح!/ حزني على يوم رأيت به/ سحاب الموت / يمطر موته/ فوق الرفاق بلا ثمن!/ كيف الدماء تسيل من جسدي/ على هذا الثرى/ بيد العفن؟/ وهي التي قد علمّتني/ كيف أقرأ في ظلام حروفنا/ وجه الوطن!/ ودمي يتوه…/ ما عاد يعرف ذاته/ أهو الصباح ؟/ أم الدجى؟/ أم ان في عينيه/ تاريخ المحن؟/ كيف الغناء يجوز/ في زمن الشجن؟
قصيدة ما زال يغسلنا الرحيل/ د. جمال سلسع: رقدت على قلبي دموع أبي/ فصاح الدمع ذكرى/ والصباح بكى/ فكيف سيستفيق هديلا؟/ وجع على دمع الطريق/ يواسي مأساة الربى/ فإذا الدموع مراكب غرقت/ ونهر الحزن ما بلّت/ رؤاه نخيلا/ وأبي أحصان زمانه ولّى؟/ أم الذكرى ستنجب شمسها/ المأمولا؟/ ما زلت اسمع خطوه/ أنودع الذكرى؟/ على آثارها جمر الحصان/ يهزّ فينا صهيلا/ هذي الربى في قلبها دمع/ بكى…../ وعلى دم ما زال في التذكار/ ذاكرة…./ فكيف يعيش فيها أفولا؟/ طاحونة الأيام ما أبقت على فكري/ سوى أسمالها/ ونداء حيفا قد طوى الأسمال/ وانكسر الرهان قتيلا/ شوق الرجوع أتى/ لينقش في دروب حنينها/ وعي اللقاء./ فكيف نحيا للقاء/ إذا الحنين أتى/ وما اشتاق/ امتطاء خيولا؟/ هل يسقط التاريخ فينا؟/ في يدينا سنابل الأيام نبلا قطفها/ والقطف في التاريخ فاح نبيلا/ وأفاق في الذكرى سؤال/ يستحث جوابه/ والروح أحرقها/ تفاسير الظنون/ سؤالنا رفض التلّون/ والجواب ظنونه تأويلا/ ما…ما… تزال بقية الأحلام/ في العينين باكية/ سحاب الحب يبرق قمحه/ ورعود دمع/ قد همى فيها السحاب محالا/ فتجرّدت من خوفها/ ما هاجرت خلف الذبول/ صمودها يندي الزمان، زمانها/ رفض المثول ذبولا/ شبق انكسار/ لا يعلمنا مذاق الانتصار/ اذا الفصول تزوّجت لون الخريف/ وما تجدد في الفصول حقولا./ ما طلّت الذكرى تؤجج رغبة/ سكن الخنوع بها…../ يا ويح قلبي…/ قد تعفّر في الثرى قيظ الندامة/ ملجأ وعويلا؟/ أتقلّب التاريخ ذاكرة/ وذاكرة الثرى في ليلة النكران/ تفضح نكرها/ تحي طقوس رجوعنا قنديلا؟/ تستيقظ الأيام في ذكرى مجازر/ طلّ فيها السخط/ أم في السخط نام الهمّ/ والذكرى دموع راعها التضليلا؟/ هل تخطف الإقناع/ لحظة تلو لحظة/ تسقط الذكرى على فلك الهموم/ ولحظتي خسرت قناعة همها تعليلا؟/ والشوق في قلبي يملّ/ ولا تزال على الحنين/ حنينها عكا/ تودّع في انتظار رجوعها/ سفرا يملّ رحيلا/ ذكرى يصيح الديك فيها/ كيف يهتاج الحنين/ ويدرك الأوقات/ من شرفاتها طلّ انطفأ حنيننا/ فاغتال شوقا حائرا ودليلا/ قد ظلّ يركض في الهوى ذكرى/ وما ذاب الهوى/ في شوقها أطلالا/ ذكرى تصيح/ ولا يزال غبار هذا الجرح/ يرشف من زوال حنينه/ زمن السقوط/ فكيف تذكرني الروابي/ إن عشقتُ زوالا؟/ قد ملّت الذكرى بكاءَ/ عاد يدفعها الحنين/ إذا الدموع همت/ على خجل ارتعاش/ كيف نفتح في ارتعاش حنينها/ همّ الوصول/ إذا الحنين أتى/ وما شاقت يداه وصولا؟/ حجبت نهار رجوعنا زمنا/ فوا خجلي إذا زمن/ على ابواب يافا جاء يكسرني/ وظل الكسر خوفا/ عزّ فيه الشوق/ يهمي شوقه ترتيلا/ هي شهوتي/ غرقت بشوق رجوعها/ لا تشتهي إلاّ الرجوع نصالا/ أم أين يبقى العشق في حيفا/ إذا ما زال يغسلنا الرحيل/ وفرصة الصبح الحزين يمامة/ لبست توجّع صوتها مذلولا؟/ ما… ما.. ارتدينا غير ذكرى/ في سراب همومنا مرّت/ بلا طعم/ وما حطّت على وجع الجراح صهيلا./ والروح تبحر في الديار/ فهل أتى قلق/ على ريح الهوى؟/ قلق الديار على رجوع الحب/ أمسى في الدروب عليلا.
قصيدة تبحث عن السلام/ د. جمال سلسع: عشقت في الورى الصباح يغمر الثرى/ ألا يلفني الذبول قصة من الدموع تشتكي/ إذا انحنيت باكياً و ليلهم يدوس في صباحنا اليقين؟/ أيغفر الزمان لي / إذا امتشقت أحرفي تدق باب ليلهم/ وفي عيونها التسوّل الحزين؟/ أتى الصباح فرحةً فكيف في عيون صبحنا الدموع تشتكي؟/ ويرجع الصدى بلا ضحى/ أ أنقش القصائد التي تمجّد العدا/ وما يزال صبحنا يتوق ثورة العرين؟/ حواجز تدوس نخوتي تفتش الهواء عن كرامةٍ/ في شهيقها ابتسامة الشروق، في زفيرها ندى الورود،/ أين أختبي لأسترد فرحتي؟/ حواجزٌ . . . حواجزٌ . . . على هواء صدري السجين/ كيف اشتري السكون،..؟ نخوتي تلوذ في سواعدي/ وترتدي وصية الثرى، وتشعل السكون في اخضرار همتي/ فقد دوى الصهيل يشتري كرامتي / كرامتي على ظلالها السكون ينتهي وتنتهي على دموعه توسّل النجاة/ وكيف اشترى السلام والثرى دموعه تهزّ صحوتي؟/ صهيلها على دمي فكيف أنحني؟/ حواجز تدوس سمعتي / وفي مواجعي ألا تصيح خطوة العتاة؟/ بلا حواجز ٍ يسير خطوهم، يدوس وردة الصباح في يدي/ فتنتشي على عروقهم سعادةً يلوذ في اشتهائها الطغاة/ فتدر ك الورود أن شمسها ستحتفي/ إذا أتت على يدي كرامة الأباة/ بلا قيود قد تنفسوا الهواء وردة/ على شفاه صبحهم توقف المكان متعة/ يعلّم الزمان كيف يشترى صباحنا بطلقة الغزاة؟/ على دموع صبحنا تعيش دمعة/ تعلّم الثرى كيف تبتدي بجرحنا انتفاضة الحياة!/ حواجزٌ تلاحق الهواء في طريقه إلى دمي/ تعلّق الحياة في بنادق الجنود/ بلا مشيئةٍ أسير في مشيئة القيود/ فهل هواء عيشتي رهين حاجزٍ يسيّر الزمان في إرادتي مذلةً/ وما تقبّل المكان غير خطوة الشموخ؟/ كيف أترك الزمان علّتي وفي مكاني الشموخ / في دمائه اشترى خطاه ؟/ أفتّش الدموع فوق حاجزٍ يعذّب المنى / تهبّ في سواعدي سنابل / فتدرك الطيور أن عشّها على شغاف مهجتي / بظلّه تودع الدموع كي تضيء في سنابلي مناه/ كنيسهم مطرّز بألف فرحةٍ وفرحتي على كنيستي تنوح!/ ومسجدي على ضياعه يبوح!/ فكيف استريح . . . ؟/ علّقوا على الصليب لهفتي وما رأت على دروبها سوى متاهة الجروح / وخطوتي يتوق شوقها/ على زيارتي مدينتي. . . مدينتي / أمامها إشارة تلوح/ أدق بابها مدينتي لعلّ في حنانها أرتّل الصلاة/ أمامها إشارة تلوح
وخلفها بنادق الجناة/ ويبقى خبز يومي الدموع/ إذا متاهةً يلفّها زمان صمتنا الخجول ما صحت/ وما تكسّرت على شموخها مذلّة الخنوع/ بكسرةٍ . . . يلوّث الطغاة طعمها/ اتت لتستظل في انهزام نخوة ٍ. . فكيف ارتضي/ ودمعتي هناك أنجبت على ضياء صبحها / انتهاء ذلةٍ على موائد الركوع؟/ وكيف ألتقي الضياء كيف . . إن تركت للرياح / موجة اغتيال ثورة الشموع؟/ أحاور الغزاة/ لعلّ في دمي تعيش لحظة الحياة/ أرى دمي على نعالهم/ وما رأيت غير فرصةٍ يدوسها العصاة/ أ وردتي تقوم تستحم في جداول الصباح؟/ وكيف . . . ؟ يأخذون غصنها على متاهة الطريق/ يفتشون جرحها فما رأوا سوى اليقين / أننا على عقارب الزمان لا يعيش غصننا/ بدون هبّةٍ تعيد للحياة لونها / ولوننا الصباح يُشترى بغضبة الجراح/ فلا تزال دمعتي على الثرى نداؤها غريق/ وكل دمعةٍ ستنتشي على اشتعال وردتي/ بموجة الرحيق/ فأي كون لفّه الضباب ما رأى كيف يرقص الغزاة فوق همّنا / ومن دمائنا تعطّروا ؟/ فكيف يغفر الثرى لهم؟/ وكل ذرةٍ أترتضى مهانةً / وسيفها بنارها على قلوبهم حريق؟/ فكيف تنتهي بنا معالم الحياة؟/ وما تشوّقت لصبحنا سوى دمائنا / فكيف ما تكلمت لحق شمسنا الشفاه؟/ أفتش المكان عن مكان قامتي / فلا أرى بجانبي سوى هويتي/ جذورها تطير في الهواء / فكيف أمسك الجذور في بهائها أرد شوقها لشوق لهفة الثرى/ إذا تناست الربى بأنّ توق شوقنا / لشوق موتنا. . . هو النجاة؟/ وإرثنا بقمحه يقبّل الثرى/ ويسمع الشهيد والدماء لا تزال غضّة تصيح/ فكيف أشتهي عدا سنابلي يموج في هوائها السلام/ ما اشتهى شهيدنا سوى مظلّةٍ على عيونها شهامةٌ/ تخلّص المدى من الردى؟ . . . فأين يسكن السلام أين؟/ ما يزال همنا يجرّح العيوب في سلامنا الذبيح!/ تقدّس الثرى سواعدٌ فكيف تستريح؟ . . / أترتضى حواجزاً؟/ على الدماء إرثنا معذّبٌ وما استراح في اغترابه، وفي عيونه النداء/ كيف يستريح… توقنا على محطة السلام / لهفة انتهاء دمعنا تدق قمحنا…./ وما اشتريت غير وردة الصباح من دمي، فهل تدق قمحنا الجريح؟
آمال عوّاد رضوان