لاجئات سوريات يعرضن مسرحية في بيروت توثق المعاناة
تاريخ النشر: 08/12/15 | 16:33عندما تُترك المرأة مبفردها، عليها كسر الحواجز لتحقيق أهدافها. عندما تشعر بالضعف وبالعجز، عليها أن تكون قوية للدفاع عن نفسها وأطفالها ومنزلها.”بالنسبة لمئات اآلالف من النساء السوريات ، لم يكن الفرار من الوطن المدمر سوى الخطوة ألاولى في رحلة محفوفة بالمشقة.
على خشبة مسرح في وسط بيروت وقفت أكثر من 12 لاجئة سورية استعدادا لأداء أدوارهن في مسرحية باعتبارهن مهاجرات شردتهن الاوضاع في سوريا.
قالت واحدة من الممثلات تدعى وسام السكري عن زوجها الذي قطع الرحلة الى أوروبا مثل كثير من اللاجئين السوريين خلال العام المنقضي “خمس محاولات ليقدر يوصل وبعد 33 يوم وصل على ألمانيا.”
وسافر زوج وسام الى ألمانيا منذ شهور بينما لا تزال هي وابنتاها في لبنان.
روت وسام قصة زوجها نضال وكيف استولى المهربون على كل أمواله وكيف زحف تحت الأسلاك الشائكة في المجر وسار بطول خطوط السكك الحديدية للوصول إلى ألمانيا.
وتأمل وسام أن تلحق به في المستقبل لكن ليس من خلال رحلة التهريب غير القانونية الخطرة التي قام بها مع مئات الآلاف من السوريين الذين وصلوا أوروبا هذا العام بأعداد قياسية.
وفرت أسرتها من قصف جوي على مخيم اليرموك في سنة 2012 والآن لا ترى أمامها من خيار سوى الرحيل إلى الغرب.
تلك المشاهد التي قدمتها نساء على مسرح ببيروت جاءت في مسرحية “رحلات برية” التي تُعرض في إطار مشروع مدته ستة أسابيع تنظمه الممثلة البريطانية العراقية دينا الموسوي. و يركز المشروع على الرحلة الموعودة إلى أوروبا.
وقالت مخرجة المسرحية دينا الموسوي “الشغل كان كثير غريب لأنه ما كان عندنا ناس. وعادة لما تشتغلون بالمسرحية عندكم ناس في البداية. بس إحنا ما كان عندنا لأنه أردت أن يكون الخيال وكل القصص تطلع من جواتهم. أردت أن نشتغل سوا. أني وواحدة مصممة ديكور..تصمم وواحدة تصور. وكل الصبايا طبعاً هم ما ممثلين وما متعودين على التمثيل كثير.”
وكان اللاجئون يأملون أن تكون إقامتهم مؤقتة عندما فروا الى لبنان ويتوقعون العودة قريبا الى بيوتهم في سوريا.
وقالت إحدى الممثلات في المسرحية وتدعى منى فتالة إنها لا تعرف متى سيتسنى لها العودة للوطن.
أضافت منى “نحن مثل أغلب الناس اللي جاء لهون. انه كم شهر راجعين وشهر يجر شهر وقعدنا سنة وسنتين وتلاتة ولهلأ (حتى الآن) فيه أمل إنه نرجع بس الأوضاع عم تزداد سوء يعني ورجعة ما فيه. بنعاني كتير قصص يعني من وقت إجينا كان في البداية مش متوقعين إنه رح ننجر وراء قصص المعيشة وغلاء الأسعار. وتفاجئنا بكل شيء. يعني فرق العملة صار يلعب دور. ولقينا الناس يعني شوية كانت مو مرحبة فينا كثير يعني.”
وتأمل ممثلة أخرى تدعى إسراء شحرور تقيم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق أيضا أن تعود قريبا لسوريا.
وقالت إسراء “سبق وقلت لك إنه الأسبوعين ظلوا هون 3 سنين وبعدنا عم نستنى. وبعدنا على أمل هلأ على أمل. مثل ما كان عندنا ب 67 سنة نكبة بدنا نرجع على فلسطين ولهلأ على أمل فيها. ونفس الشئ هلأ بعدنا على أمل نرجع على اليرموك.”
ومثلت فترة المشروع ومدتها ستة أسابيع من فرصة نادرة لتخفيف الضغط عن النساء برواية قصصهن الفعلية بشكل إبداعي.
ومست القصص أوتار قلوب الجمهور الذي حضر العرض المسرحي. ورأى كثير من أفراده تشابها بين ما يتعرض له السوريون حاليا وما تعرض له اللبنانيون أثناء الحرب الأهلية في بلدهم التي انتهت عام 1990.
قالت امرأة من الحضور تُدعى لينا غطّاس “عم يحكوا عن شي عايشينه. يعني بعده كتير قريب عليهم وكتير عم بيحسوا فيه. وأثر فينا أكيد لأنه نحنا -خصوصاً بالأشياء اللي كانت بتحكيها بالأول وقصة الدجاجة وبدها تركض تحت القذيفة- احنا عشناهن هونا يعني أثروا فينا كتير وبنفهمهن لأنه نحنا عشنا نفس الأشياء كمان.”
وتقول الأمم المتحدة إن 70 بالمئة من اللاجئين السوريين بلبنان وعددهم مليون شخص يعيشون في فقر مدقع. وهناك نحو مئتي ألف من أطفال اللاجئين خارج نظام التعليم الرسمي رغم جهود لبنانية ودولية لزيادة أعداد أبناء اللاجئين السوريين في المدارس الحكومية.
وسببت الأزمة ضغطا هائلا على لبنان الذي يستضيف أكبر نسبة من اللاجئين السوريين مقارنة بعدد السكان إذ يشكل اللاجئون ربع السكان في البلاد. وسعى كثيرون للوصول إلى أوروبا مع تردي أوضاعهم بل والعودة الى سوريا ومنها إلى تركيا.
صحيفة الآن