القبارصة الأتراك – رحلة البحث عن الهوية
تاريخ النشر: 15/07/13 | 0:09اصدر الاعلامي السوداني معاوية الياس ابراهيم كتابا جديدا بعنوان القبارصة الأتراك – رحلة البحث عن الهوية وأعد لهذا الكتاب خلال زهاء نصف عقد من الزمان،
وبما أن هذا الكتاب يبحث بشكل خاص في رحلة القبارصة الأتراك بحثاً عن هوية، سواءً أكانت رحلتهم هذه ستأخذهم إلى الغرب كمواطنين أوروبيين، أم سيبقون مع تركيا التي هي الأخرى تصارع من أجل أن تصبح أوروبية، فلا غرو أن يبحث الكاتب في علاقة قبرص بالإسلام والعرب، ثم يعرج بعد ذلك إلى تطورات الأحداث في العصر الحاضر.
تساءل كثيرون: "لماذا قبرص؟". يجيب معاوية الذي يعمل ويقيم في ابوظبي : أنني أتطرق لموضوع قلما كان مبحثاً لكتاب بأكمله. إنها قضيةُ شعبٍ مسلمٍ عاش عقوداً من المعاناة والعزلة والتجاهل. إنهم إخوتنا في الدين.. ولكن لم تتعد أُخُوتُنا لهم أُطُر المجاملات والمعرفة السطحية لهمومهم.
فربما لا يعرفُ الكثيرون أهمية قبرص للمسلمين.. وربما لم يسمع الكثيرون نبوة الرسول الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورؤياه التي رآها عن جزيرة قبرص وهو نائم في بيت إحدى الصحابيات الجليلات، حين رأى أن اناساً من أمته يغزون الجزيرة. وقد كان.. فصدقت رؤياه عليه الصلاة وأفضل التسليم، وغزاها جيشٌ كثيفٌ من المسلمين قاده معاوية بن أبي سفيان في سنة 28 هجرية. وسنأتي على ذكر هذه الغزوة بالتفصيل لاحقاً.
ولعل من أهم دوافعي لتأليف هذا الكتاب هي محاولة تذكير المسلمين بما قد نسوه، أو تناسوه، عبر القرون. وليست هذه محاولة محضة للإدعاء بأن قبرص ارضٌ للمسلمين!
فهُم، وكما تؤكد شواهد كثيرة، لهم الحق فيها.. فلطالما قطنوها وعمروها منذ أمد بعيد.
ومن المفارقات أن كثيراً من المسلمين اليوم لا يدرك أهمية قبرص التاريخية ولا الإستراتيجية. فهي اليوم بوابتهم إلى الغرب وبوابة الغرب اليهم.. وحري بهم أن يعيدوا النظر في أمرها.. أو على الأقل أن يعملوا بالسنة النبوية التي ان لم تحثهم صراحة بمجاهدة النفس والمال من أجلها، فقد أوحت اليهم بأن فيها خيراً عميماْ. ألم يحثنا ديننا الحنيف بأن نهاجر في أرض الله الواسعة؟!. وأي أرض؟؟ إنها بلاد مسلمة ما رأت عيناي أجمل منها قط. هذا ناهيك عن أنها بلاد للعلم والمعرفة.. ولا يضاهيها في ذلك إلا القليل من بين بلاد المسلمين.
وإن لم يكن طلب العلم دافعاً قوياً لنا كي نهاجر في أرض الله الواسعة، ففي ظني، وظن الكثيرين، أن أضعف الإيمان أن نمد يد العون لإخواننا القبارصة الأتراك. فهم في أشد الحاجة إلينا اليوم قبل الغد. على الأقل أن نعينهم، ما استطعنا، في "رحلتهم للبحث عن الهوية". وليس هذا بصعب المنال.
إن هذا الكتاب شاهد على عدة عصور حيث استغرق العمل فيه سنوات عدة، حتى يشمل كل ما ارتأيت أنه سيسهم في تقديم "القضية القبرصية"، بأسلوب مبسط وتسلسل تاريخي دقيق، وخاصة ما يتعلق منها بكفاح القبارصة الأتراك "ورحلة البحث عن الهوية" التي امتدت لعقود من الزمن دون أن يحرك العالم ساكناً.
يعرض الكتاب القضية القبرصية في قالب "السهل البسيط"، مع الكثير من المعلومات القيمة التي، بلا شك، ستفيد القارئ وتعينه على فهمها من خلال سردٍ مبسطٍ للأحداث مع الدقة في التفاصيل.
يعرض الفصل الأول تاريخ جزيرة قبرص الذي يعود إلى أكثر من 7000 سنة، كما يحتوي نبذة عن الجزيرة وواقعها اليوم.
الفصلان الثاني والثالث يحاولان الرد على السؤال الذي تصعب الإجابة عليه، ألا وهو: "قبرص: أهي تركية أم يونانية؟"، فيعرضان بعضاً من جوانب جذور القضية القبرصية، بدءاً بعلاقتها بالإسلام، ومروراً بالأحداث العارضة التي أججت الصراع بين شطري الجزيرة، ووصولاً إلى واقع الجزيرة اليوم.
الفصل الرابع يبحث في موضوع الإستقلال الذي تم التوصل إلى إتفاق بشأنه بين الطائفتين لمنح كل طائفة إستقلالها ولتقاسم السلطة والثروة وتقرير المصير بموجب دستور تم تو