مخطط غولدبرغ- برافار اختبار لإرادة الجماهير العربية بالداخل!!
تاريخ النشر: 14/07/13 | 22:00يتعرض النقب والذي يشكل ثلثي مساحة فلسطين التاريخية إلى حملة مسعورة من التطهير العرقي تعيدنا إلى المربع الأول من فترة نظام الحكم العسكري من خمسينيات وستينيات القرن الماضي بحيث تتنافس الحكومات الإسرائيلية وبغض النظر عن موقعها من المشهد السياسي الإسرائيلي لاستهداف وسلب أراضي الفلسطينيين المتبقية مع أصحابها الشرعيين في النقب ضاربة بعرض الحائط كل الوثائق والكوشينات التي يمتلكها الفلسطينيين من أهالي النقب والتي تؤكد حقهم في أرضهم وتدحض الروايات الصهيونية وتثبت زيف مزاعم الحكومة والقضاء والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي تسعى لتطبيق الأيديولوجية الاستيطانية في جمع أكبر عدد ممكن من العرب على حد أدنى من الأرض ونشر أقل عدد ممكن من اليهود على مساحة أكبر من الأرض.
يعيش الفلسطينيون في النقب في ظل الممارسات القمعية والاقصائية العنيفة والمتطرفة التي لم تنقطع يوما منذ عام 1948 في الوقت الذي تغول فيه قادة المؤسسة الإسرائيلية في غيهم وطغيانهم وازدرائهم لحقوق الفلسطينيين في النقب، فالمشاهد التاريخية بدءا من المذابح التي ارتكبت بحقهم في العزازمة والعراقيب وبئر السبع والعتايقة وغيرها مرورا بالدوريات الخضراء وإبادة وإتلاف المحاصيل واستهداف خصوصية الحياة والمعيشة الخاصة بالبدو في النقب وفرض الرقابة العسكرية والأمنية وعزلهم في إطار الإقامة الجبرية في ما يسمى بالمنطقة العازلة أو منطقة السياج والقوانين العنصرية التي تسعى لتهويد الارض والسيطرة عليها وأخيرا هدم البيوت المتكرر في العراقيب وغيرها من القرى غير المعترف بها التي تفتقد لأدنى متطلبات الحياة المدنية الحضرية لخير دليل على شؤم وبؤس وحقيقة المشروع الصهيوني ولؤمه في بناء المخططات الإستراتيجية التي تحاك ضد حلقة وجزء لا يتجزأ من داخلنا الفلسطيني إلا وهو النقب الصامد والباقي.
ويتعاظم المشهد في دالة تصاعدية تعبر عن علاقة طردية مغروسة في الذهنية الإسرائيلية معلنة الحرب الضروس على الهوية الفلسطينية في مسعى لسحق الهوية الفلسطينية ولاقتلاع ما تبقى من أرض وكرامة وحق للفلسطينيين، فلا تنقطع مشاريع الأسرلة والتهويد، فمخطط (غولدبرغ- برافر- بيغن) هو ملخص لمشروع مر بثلاثة مراحل تطور تاريخية منذ سنوات السبعين يعتبر البدو في النقب غزاة ومستوطنين ومعتدين ولهذا سن "قانون طرد الغزاة" عام 2004، ويشرّع حاليا في أروقة الكنيست الإسرائيلي قانون آخر لتبرير السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في النقب تحت مسمى "قانون تنظيم الاستيطان البدوي في النقب" والذي يسعى لمصادرة آلاف الدونمات وتشريد عشرات ومئات العائلات وهدم عشرات البيوت واقتلاع عائلات واسر فلسطينية بكاملها من أرضها لصالح مشاريع إستراتيجية أمنية وعسكرية وغيرها من المشاريع التي ترقى إلى حالة التطهير العرقي التي لا تهدف سوى لاهانة كرامة الفلسطينيين وسحق حقوقهم القومية والمدنية.
واليوم يقف داخلنا الفلسطيني في حدود ما يسمى بالخط الأخضر ومن أقصى جنوبه لأقصى شماله ومن الجليل حتى النقب والمدن الساحلية على أعتاب تحد واختبار حقيقي لإرادة الجماهير العربية والفلسطينية في مشهد دراماتيكي يعيدنا في الأذهان سنوات ليستنهض الهمم الوطنية والشبابية والقيادية مستلهما المشاهد البطولية التي قدمتها جماهير شعبنا الفلسطيني في أحداث يوم الأرض عام 1976 والتي بقيت نقطة سوداء في تاريخ المؤسسة الإسرائيلية ووصمة عار في جبين قيادتها ومؤرخيها ومفكريها وبقيت نقطة ضوء مشرِّفة في التاريخ السياسي النضالي للجماهير الفلسطينية والتي عبرت عن وعيها ونضوجها السياسي والنضالي للمطالبة بحقوقها والتمسك بأرضها والحفاظ على هويتها وعقيدتها متنبهة لكل المؤامرات والمشاريع التي تحاك ضدها وتستهدفها.
وللحقيقة التاريخية والسياسية نقول بأنه يترتب على هذا الاختبار مشاريع إستراتيجية وجيوسياسية ولا نبالغ أن قلنا أقليمية فصمود جماهيرنا أمام هذا الاختبار يساهم في بلورة ورسم خارطة الطريق والمشهد المصيري والمستقبلي لنا ولأبنائنا وبناتنا في الداخل، فمشروع "برافر- بيغن" لا يهدد إخواننا وأهلنا في النقب ولا نقول "النقب في خطر" إنما كل داخلنا وحاضرنا ومستقبلنا وتاريخنا الفلسطيني في خطر.
وختاما نتوجه لشرائح طلابنا الجامعيين والأكاديميين من منطلق إيماننا بدورهم الطلائعي والقيادي والنخبوي والمجتمعي الديناميكي الذي أزهر وأثمر في كثير من محطات داخلنا الفلسطيني السياسية والاجتماعية وسجل مواقف مشرقة معبرا عن نضوجه ووعيه ودوره في أحداث خالدة في مسيرة شعبنا في الداخل، وبناء على هذه القاعدة نحث جميع طلابنا وطالباتنا الجامعيين والأكاديميين والثانويين وفوق الثانويين لأخذ دورهم المجتمعي الحقيقي ونشد على أياديهم للمشاركة في الإضراب العام الذي أعلنت عنه لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والانخراط في الفعاليات الشعبية والاحتجاجات والتظاهرات المحلية والقطرية وأخذ دورهم الطبيعي والأساسي في هذه النشاطات والفعاليات تعبيرا عن رفضنا لكل المشاريع الغوغائية والمخططات الإسرائيلية الدنيئة التي تستهدف أولا وقبل كل شي وجودنا على أرضنا وتسعى لسحق هويتنا الوطنية والإسلامية وتهدد حاضرنا ومستقبل وجودنا.
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
الإدارة الطلابية القطرية- اقرأ