هل مخلوقات فيلم “حرب النجوم” موجودة في حياتنا
تاريخ النشر: 13/12/15 | 3:01تقدم سلسلة أفلام “حرب النجوم” مجموعة من المخلوقات العجيبة والرائعة وغريبة الأطوار أيضا. ورغم أن هذه المخلوقات تبدو مغايرة لكل ما نألفه، فإن العديد منها يشبه في واقع الأمر كائنات موجودة على الأرض بالفعل.
حيوانات “البانتا”
ظهرت هذه الوحوش الضخمة، التي تُستخدم لأغراض الركوب والحمل، للمرة الأولى في أول أجزاء سلسلة أفلام “حرب النجوم”، وباتت تظهر منذ ذلك الوقت في أجزاء هذه السلسلة؛ بين الحين والآخر.
وتبدو هذه المخلوقات شديدة الضخامة مثل نوع من الحيوانات يُعرف باسم “الماموث الصوفي”، وهو نوع منقرض يضم كائنات جابت في حقبة ما غالبية أنحاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ومثلها مثل “الماموث”، لدى كائنات “البانتا” أنياب طويلة، ويكسوها فراء كثيف الشعر، ولكنها تفتقر إلى الخرطوم المُمِيز للأفيال.
ثمة نقطة أخرى تبدو أكثر غرابة بعض الشيء. فحيوانات الماموث الصوفي نمت وازدهرت خلال العصور الجليدية المتأخرة، عندما اتسع نطاق الألواح الجليدية من القطب الشمالي لتغطي أمريكا الشمالية وشمال أوروبا. وبفضل حجمها الضخم وفرائها السميك، كان بوسع حيوانات الماموث الحفاظ على دفء أجسادها، في ظل ذاك المناخ شديد البرودة.
على النقيض من ذلك، أظهرت سلسلة “حرب النجوم” حيوانات “البانتا” وهي تعيش في كوكب “تاتوين” الصحراوي التضاريس.
ورغم أننا لم نر قط مقياسا للحرارة يظهر على الشاشة، فقد كان من الواضح أن الطقس حار لاهب، دون وجود أي ندفة ثلج في الأفق. وفي هذه الأجواء، لا مفر من أن تصبح درجة حرارة “البانتا” أعلى مما ينبغي.
ولذا ربما لا يكون بوسعنا سوى استنتاج أن هذه الكائنات جُلبت من مكان آخر، ربما من كوكب “هَوث” الجليدي، أو قد يكون شخصٌ ما قد تولى تهجينها بشكل انتقائي للحصول على فرائها.
قد تكون حيوانات “تَن تَن” وسيلة نقل غير عملية.
حيوانات الـ”تَن تَن”
وطالما أتينا للحديث عن ذاك العالم الجليدي الذي يسود كوكب “هوث”، فربما ينبغي لنا ذكر أن وحوش الـ”تَن تَن” المستوطنة هناك، كانت تُستخدم كحيوانات ركوب وحمل، من قبل عناصر التمرد حينما كان يتخذ من هذا الكوكب قاعدة له، خلال الجزء الخامس من السلسلة، الذي يحمل اسم”إمباير سترايكس باك” (الإمبراطورية تنتقم).
ولدى هذه الحيوانات فراء سميك، ذو لون أبيض مُغَبْر قليلا، وهو ما يبدو منطقيا بالنظر إلى التضاريس الجليدية التي تعيش حيوانات الـ”تَن تَن” في أكنافها.
ولكن من جهة أخرى، تبدو هذه الكائنات – في واقع الأمر – غير ملائمة لكي تُمتطى من جانب البشر. فغالبية الحيوانات التي يمتطيها الإنسان، هي من ذوات الأرجل الأربع؛ وتشكل الجياد المثال الأوضح في هذا الشأن. ولكن هذه الكائنات الخرافية ذات رجليّن فحسب، وتحمل ذراعيّها أمامها، على شاكلة الديناصورات المفترسة، مثل تلك المنتمية لنوع “تيرانوسورس ريكس”.
ويعني ذلك أن الرجليّن الخلفيتيّن هما المسئولتان عن تحمل وزن هذا الكائن المفترض، إلى حد قد يجعلك تحسب أنه سيكبو تحت وطأة الوزن الإضافي، لشخصية مثل “لوك سكاي ووكر” بسترته المكسوة بالفراء والمزودة بقلنسوة.
ولكن لن يحدث هذا بالضرورة. فـ”النعام”؛ حيوان ذو قدمين يمكن للبشر امتطاؤه، بل ويُقْدِمون على ذلك بالفعل. وهكذا، فإذا كان بوسع النعام تحمل ركابه من البشر، من المفترض أن يكون بمقدور حيوانات الـ”تَن تَن” ذلك بدورها.
حيوانات الـ”إكسُغورث”
ربما يقول أحدهم هنا: “مهلا، ماذا تقولون؟ لم يتم ذكر اسم لهذا الحيوان قط على الشاشة، رغم أن مرأه لا يُنسى في الوقت ذاته”.
ففي الجزء الخامس من السلسلة “إمباير سترايكس باك”، يخفي “هان سولو”، وهو أحد شخصيات العمل الرئيسية، مركبة فضائية يُطلق عليها اسم “صقر الألفية” في نفق بأحد الكويكبات، فقط ليكتشف أن النفق ليس سوى ملاذ لمخلوق عملاق شبيه بالدودة، بل وإنه أوقف السفينة على لسان هذا المخلوق. وفي وقت لاحق، سُميّ هذا الكائن “إكسُغورث”.
حتى الآن، ما من دليل لدينا يثبت أن هناك أي كويكب في نظامنا الشمسي مأهولٌ بديدان عملاقة، كما أن ذلك يبدو – بالأحرى – غير مرجح. لكن العديد من العناصر المتعلقة بكائنات الـ”إكسُغورث” لها – في حد ذاتها – أسسٌ على أرض الواقع.
بادئ ذي بدء، هناك الكثير من الحيوانات طويلة الجسم التي تقضي غالبية وقتها في الجحور، مثل سمكة تُعرف باسم سمكة ثعبان البحر المورايية، وهي تعيش في ما يشبه الأنبوب أو الماسورة.
ولكن هناك سؤالا أكثر صعوبة في هذا الشأن مفاده: ما الذي يمكن أن يتغذى عليه كائنٌ مثل الـ”إكسُغورث”؟ في هذا الصدد، ذهب كاتب روايات الخيال العلمي آرثر سي. كلارك للقول إن وجود مثل هذا الكائن يبدو غير محتمل من الأصل.
ويوضح بالقول إن الأميرة ليا، التي كانت موجودة في قمرة قيادة مركبة “صقر الألفية”، لم تكن لتشكل – مثلا – وجبة طعام كافية له، كما أنه يُفترض نظريا ألا تهيم العديد من فرائسه على وجهها بالقرب منه، ما يساعده على التهامها. لكن رغم ذلك، فمن المفترض – بحسب أحداث السلسلة – أن ذلك الكائن يتغذى على اللحوم.
المعروف أن العديد من الكائنات وحيدة الخلية قادرة على أن تستمد الطاقة من الصخور: إذ أن ملايين من هذه الميكروبات تعيش في بحيرات تقع تحت الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي.
وبوسع مثل هذه الميكروبات دعم فرص بقاء كائنات أكبر وأكثر تعقيدا على قيد الحياة. فنحن نعلم الآن أن بمقدور الديدان العيش بداخل صخور صلبة تقع تحت سطح الأرض بعدة كيلومترات، حيث تتغذى على طبقات من البكتريا.
بطبيعة الحال، ثمة فوارق كبيرة بين هذه الديدان وتلك الكائنات الخرافية التي ظهرت في “حرب النجوم”. فطول الديدان لا يتجاوز – بلا ريب – بضعة ميلليمترات، بينما يبلغ طول هذا الـ”إكسُغورث” مئات الأمتار. رغم ذلك، يبقى وجه شبه، ولو ضئيل، بين الاثنين.
“جابا” المنتمي لفصيلة مخلوقات الـ”هَت”
لا يعدو هذا الكائن، الذي تُظهره سلسلة أفلام “حرب النجوم” بوصفه عقلا مدبرا لأنشطة إجرامية، سوى دودة بزّاقة عملاقة ذات ذراعيّن.
وبعيدا عن مسألة ما إذا كان بوسع أي دودة بزّاقة امتلاك ذكاء كافٍ من شأنه تمكينها من حكم إمبراطورية إجرامية – لديها أموال جاهزة تكفي حتى لاستئجار من يصبح بمثابة “مهرج بلاط” – فثمة سؤال آخر يطرح نفسه هنا مفاده: هل يمكن لحجم أي دودة بزّاقة، أن ينمو ليصل لضخامة حجم “جابا”؟
فالمعروف أن البزّاقات والحلزونات تنتمي لشعبة الرخويات، وهو ما يعني أنها جزءٌ من ذات الشعبة التي تضم أيضا البطلينوس (الجندوفلي)، والمحار والأخطبوط.
ورغم أن الكائن المعروف باسم “الحبار العملاق” قد يشكل أضخم الكائنات المنتمية لشعبة الرخويات، في ضوء أن طوله قد يبلغ 12 مترا؛ فإنه لا يمثل النموذج الأكثر دقة للمخلوقات التي تضمها هذه الشعبة.
فالجانب الأكبر من طول “الحبار العملاق” يعود لطول مجساته الطرفية، التي لا تستطيع النمو بهذا الطول الكبير، سوى لأن الحبار يعيش في أعماق المياه.
وهكذا فإن لدى البزّاقات والحلزونات – التي تندرج علميا في إطار طائفة “البطن قدميات” – أجسادا مكتنزة ومضغوطة بشكل أكبر في واقع الأمر، وهو ما يحد من إمكانية كبر حجم هذه الأجساد.
وربما يكون الكائن المعروف بـ”أرنب البحر الأسود الذي يعيش في كاليفورنيا”، أحد أكبر الكائنات المنتمية لهذه الطائفة، إذ يبلغ طوله 99 سنتيمترا ووزنه قرابة 14 كيلوجراما. ولكن ثانيةً، نحن نتحدث هنا عن أحد الأنواع البحرية، وهو ما يعني أن لديه فرصة النمو ليصبح كبير الحجم على نحو غير معتاد.
ولذا فإذا قصرنا حديثنا على الكائنات التي تعيش على البر، سنجد أن طول الحلزون البري العملاق الذي يعيش في أفريقيا قد يصل أحيانا إلى 30 سنتيمترا.
ولكن بينما يعود جزءٌ من حجم هذا الكائن وكتلته إلى القوقعة العملاقة التي يحملها على ظهره، فإنه لا يبدو أن لـ”جابا” قوقعة من الأساس.
أما إذا نظرنا إلى الكائنات الـ”بطن قدمية”، التي لا يوجد لديها قواقع على ظهرها، فسنجد أن “البزّاقة ذات الظهر الشبيه بالسفينة مسطحة القعر سوداء اللون”، ربما تكون الأكبر في هذا الإطار، إذ قد يصل طولها إلى 20 سنتيمترا.
ولكن ربما لن يصبح أحد سادة عالم الجريمة مخيفا بشدة كما ينبغي له أن يكون، إذا ما كان بتلك المقاييس الضئيلة التي تجعله أصغر حجما من جهاز كمبيوتر محمول.
سارلَك
تكشف أحداث سلسلة “حرب النجوم”، عن أن الكائن “جابا” حريصٌ – بوضوح – على اللجوء إلى طرق مبهرجة ومنمقة لإعدام خصومه. وفي الجزء السادس للسلسلة، الذي يحمل اسم “ريترن أوف ذي جَداي” (عودة جَداي)، سعى هذا المخلوق الشرير إلى أن يزج بأبطالنا في قلب ما يُعرف بـ”حفرة الكاركون”، التي يقطنها وحش أُطلق عليه اسم “سارلَك”.
وعبر مترجم كان يؤدي عمله على مضض؛ يبلغ “جابا” الأبطال بأنهم سيَخْبُرُون في “بطن” هذا الوحش مفهوما جديدا لـ”الألم والمعاناة؛ إذ سيتم هضمهم ببطء على مدار ألفاً من السنوات”.
على أي حال، لم نر قط ذاك الـ”سارلَك” بالكامل، إذ أنه يدفن نفسه في الرمال، فهو يقبع في قاع حفرة رملية ذات جوانب مائلة بشدة. ولذا، يجد أيٌ ممن يسقطون في هذه الحفرة أنفسهم، وقد انزلقوا لا محالة إلى القاع.
ويُذكّرنا ذلك بنوع من الحشرات يحمل اسم “لَيْث عِفِرِّينَ”، وهو أحد أكثر الأنواع المفُتَرِسة للحشرات.
وتنصب حشرات هذا النوع فخاخاً للنمل الذي تتغذى عليه يرقاتها، لذا تُحْدِث حفرا صغيرة في الرمال، لا يزيد قاع كل منها على بضعة سنتيمترات.
وفي الحفر المكتملة؛ يكون انحدار الرمال بزاوية خاصة للغاية تُعرف باسم “الزاوية الحرجة لاستقرار وثبات الرمال السائبة”. وبهذه الزاوية، يبلغ الانحدار أقصى ما يمكن، تحديدا إلى ما قبل الحد الذي يؤدي بالرمال إلى الانهيار على نفسها دون تدخل خارجي. ولذا، فمن شأن أي اضطراب مهما كان ضئيلا أن يقود إلى دفع الرمال للانزلاق إلى قاع الحفرة.
ويعني ذلك أن أي كائن حي يضل طريقه إلى داخل إحدى هذه الحفرة، سيجد نفسه، وقد تدحرج إلى الأعماق، حيث تنتظره حشرة “لَيْث عِفِرِّينَ”، وفكاها الهائلان مُشرعان.