إلى شقراء
تاريخ النشر: 13/12/15 | 15:22شقراءُ تهوى الشِّعرَ.. ترسُمُ لوحة َالعُمر ِالجميل ِعلى شبابيكِ المَساءْ
وتغازلُ النَّسماتِ والأزهارَ والأقمارَ كم تهوى الغِناءْ
شقراءُ يا ظِلا ًّ يُلاحِقني، يمدُّ جناحَهُ الفِضِّيَّ في هذا الفضاءْ
شقراءُ عطَّرَها الشَّذا وتمَايَلتْ كالغصن ِ في حُلل ِ البهاءْ
وتأنَّقتْ وتألَّقتْ كالشَّمس ِ في أحلى سناءْ
شقراءُ يا وردَ الجنان ِ وسحره يا نبعَ حُبٍّ قد تدفَّقَ بالعطاءْ
شقراءُ غُضِّي الطرفَ إنِّي لستُ أحفلُ بالمظاهر ِ… لستُ مِمَّنْ ينحَنِي
لبَريق ِ عينكِ والضِّياءْ
شقراءُ لستِ حبيبتي الأولى ولستِ.. ولستِ آخرَ من عرفتُ منَ النِّساءْ
أنا فارسُ الأحلام ِ كم عيناكِ نبغي أن تقولْ
أنا في فؤادِكِ في كيانِكِ ساكنٌ مثلَ الإلهْ
كم أنتِ في دوَّامةِ الأوهام ِ حَيْرَى َتشْرُدِينْ
تتسَاءَلِينَ وَتَهمِسينْ // أيُحبُّني؟ هوَ نورُ عيني والضُّحَى
هوَ كلُّ شيىءٍ في الحياهْ
وهوَ المَدَى المفتوحُ للأضواءِ والأحلام ِ والآمال ِ ثمَّ الأمنياتْ
فإلامَ أبقى في متاهاتِ الشَّتاتْ
كم أنتِ قد أبْدَيْتِ إعجابًا وقلتِ بأنَّ شعري خيرُ شعر ٍ في الوجودْ
دُرَرٌ تلألأُ فوقَ أسفار ِ الخُلودْ
هوَ من كنوز ِ الكون ِ أسمَى وهْوَ زادُ الشَّعبِ في ليل ِ الصُّمُودْ
هُوَ قِبلة ُ الغيدِ العذارى الفاتناتْ
ومَنارُ ليل ِ العاشقينْ // وصلاة ُ كلِّ اللاجئينْ
سَيظلُّ يسطعُ للدُّنى مثلَ الكواكبِ والنجومْ
كم قلتِ هذا وابتسَمتُ كم قلتِ هذا وابتسَمتُ
لكنَّني ما قلتُ شعرًا فيكِ يا أحلى فتاةٍ واكبَتْ مأساة َ أيَّامي وعُمري
وتعَطَّرتْ بورودِ أحلامي
وتعَمَّدَتْ بضياءِ شعري عيناكِ تنغرزان ِ في قلبي فترتسمُ الطبيعة ُ والفصولْ
عيناكِ تتبعُني… توَدُّ بأنْ تقولْ
ها نحنُ في عُمر ِ الرَّبيع ِ أمامنا نجري ينابيعُ السَّعادة ِ والهَناءْ
فلنختصِرْ هذا الطَّريقَ لنختصر هذا العَناءْ
فإلامَ نبقى سائرينْ // وبعالم ِالأوهام ِغرقى حائرينْ
ولنقتطِفْ أحلى الثمار ِ… لنرتوي من نهر ِهذا الحُبِّ ما قبلَ الرَّحيلْ
يا أيُّها الشَّابُّ المُضَمَّخُ بالأماني والوعودْ
يا بسمة َ الفجر ِ السَّعيدْ
خُذنِي إلى دُنياكَ خُذنِي كي أغَرِّدَ من جديدْ
إرحَمْ فؤادي إنَّهُ قد صارَ عبدَكَ في الهوى إرْحَمْهُ يا أحلى مَلاكْ
أنا رَهْنُ أمرِكَ يا حبيبي سَوفَ أخطوُ كيفما تخطو خُطاكْ
عَطَّرتَ أيَّامي فما أحلى شَذاكْ
عيناكِ كم قالتْ وقالتْ غيرَ أنِّي لمْ أبال ِ
شقراءُ عُذرًا إنْ قسَوْتُ وإنْ جَفوتُ فليسَ لي وقتٌ بأنْ أصبُو إليكِ
وأنْ أفكِّرَ في الغرامْ
أنا ” دونجوانُ ” العصرِ لكنِّي سئمتُ منَ النِّساءْ
وتركتُ في دنيا الهوى مليونَ مُعْجَبَةٍ حيَارى باكياتْ
أنا لا أحِبُّكِ بلْ أحِبُّكِ.. لا أحِبُّكِ لا أحِبُّكِ.. لستُ أدري
كم أنتِ رائعة ٌ كذاكَ البدر ِ في خدِّ السَّماءْ
كالشَّمس ِ تلقي سحرَها فوقَ الرَّوابي والحقولْ
يا لابتسامتِكِ الجميلةِ إنَّها ترنيمة ُالأرض ِالبَتولْ
وقوامُكِ الفتَّانُ كم يسبي العقولْ
عيناكِ تسألُ هلْ أُحِبُّكِ // أأنا أحِبُّكِ؟.. لا أحِبُّكِ لا أحِبُّكِ… لستُ أدري
لا تحْلُمي..لا تطمَعِي..لا تطلُبي منِّي الغرامَ أو الزَّواجَ فإنَّ قلبي مُرْتهَنْ
إنِّي تزَوَّجتُ الكفاحَ وَوَاكبَتْ روحي النِّضالَ هَزَمْتُ أهوالَ المِحَنْ
سَتظلُّ راياتي تحَلِّقُ رغمَ أبعادِ الزَّمَنْ
شقراءُ إنِّي قد وَهَبْتُ جميعَ طاقاتي وفكري.. قدْ وهَبتُ جميعَ أزهاري
وأحلامي وعُمري للوَطنْ
سيظلُّ يخفُقُ حُبُّهُ في القلبِ حتَّى أنْ يعَانِقني الكفنْ
حاتم جوعيه – المغار – الجليل