خطاب هام للطيبي عن الفقر في مواجهة نتنياهو
تاريخ النشر: 17/12/15 | 13:56عُقدت جلسة خاصة للكنيست لبحث تفاقم الفقر بادرت إليها كتلة المشتركة وتحدث نيابة عنها النائب أحمد الطيبي الذي افتتح النقاش، وذلك بحضور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وجاءت هذه الجلسة في أعقاب التقارير التي نُشرت من قبل مؤسسة التأمين الوطني وغيرها من الجمعيات البحثية ودائرة الاحصاء المركزية حول نسبة الفقر في المجتمع الاسرائيلي، وتتضح أرقام ونسب عالية من الفقر عامة وفي المجتمع العربي خاصة. وكان عنوان الجلسة: متى ستبدأ مكافحة الفقر؟
وألقى النائب أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير – القائمة المشتركة، خطاباً افتتحه مُقتبساً مقطعاً من كتاب ومُتحدياً نتنياهو بمعلوماته، جاء فيه: ” الجميع يستطيعون العمل والكسب، ولكن يجب الحذر من ان تكثر أملاك الأراضي بيد الفرد، هناك مَن يُضطر لأخذ قرض من الأغنياء وعندما يعجز عن تسديده فإنه يخسر أرضه، ومع مرور الزمن تتركّز الأراضي بأيدي الأغنياء الذين يزدادون ثراء، بينما يزداد الفقراء فقراً. لذلك يجب أن نمنع إمكانية الثراء المُطلق أو الفقر المُطلق “.
وعندما سأل الطيبي رئيسَ الحكومة نتنياهو: مَن القائل؟ رد نتنياهو بثقة: جابوتنسكي.
فصحّحه الطيبي مما أثار ذهوله وذهول المشاركين بالجلسة: إنها أقوال جدّك، ناتان ميليكوفسكي نتنياهو.
فسأله نتنياهو: من أين؟
فقال الطيبي: كتاب ” شعب ودولة ” صفحات 76 – 77
وتابع: ان العبارة الأخيرة هي ما يؤدي إلى رفع صوت النضال، مقاومة الغِنى المطلق والفقر المطلق، وفي إسرائيل أعلى نسبة فقر بين دول الOECD.
إن معايير مؤشر الفقر تتحدد بناء على مقاييس اقتصادية واجتماعية. المؤشر الذي حددته مؤسسة التأمين الوطني هو دخل شهري أقل من 2,800 شيكل للفرد، ونحو 4,500 شيكل للزوج. هذا هو حد خط الفقر في دولة إسرائيل. والذين يتواجدون تحت خذا الخط هم بالأساس المسنون والأطفال. 22.7% من المسنين يعيشون تحت خط الفقر، 33.7% من الأطفال يعيشون تحت خط الفقر. وإلى جانب هذه المعطيات، دولة اسرائيل هي الأقل مساواة بين مواطنيها في الغرب، فهي وفقاً لمقياس ” جيني ” في المرتبة 66، حتى الهند قبلها. إسرائيل تقترب الى درجة انعدام المساواة في العالم الثالث. اما عدد ساعات العمل لدى الفرد العامل في إسرائيل فهو 1,929 ساعة سنوياً مقابل 1،775 ساعة في دول OECD. مما يعني أننا نشتغل أكبر عدد من الساعات ونكسب أقل مبلغ من الأجر، ونعيش فيها بانعدام المساواة بين المجتمعات المختلفة، بين من يملك ومن لا يملك، والفجوات الاجتماعية والاقتصادية في تزايد.
وأضاف الطيبي في خطابه: ان نسبة الفقر ليست فشلاً شخصياً للفقراء أنفسهم، وإنما نتيجة سياسة هذه الحكومة. هناك من يقول إن مقياس الفقر يزداد بسبب العرب واليهود المتدينين، حتى ان رئيس الحكومة قال ” الوضع عندنا أفضل لو استثنينا العرب واليهود المتدينين “. عام 2003 اشتغل 263,000 عامل عربي، وعام 2013 اشتغل 440,000 عامل عربي. أي ازدياد 150,000. ولكن ما حدث انهم ازدادوا فقراً، إسرائيل وقيادتها لا تنقذ مواطنيها من الفقر. اشخاص يعملون يبقون فقراء، والانقاذ من الفقر يكون بتوزيع عادل للموارد.. الحصول على أجر عادل، وتقرير الفقر الذي نُشر هو نتيجة مباشرة للحكومة السابقة التي ترأسها نتنياهو، تقليص مخصصات الأولاد، سحق الطبقة الوسطى في البلدات العربية، انعدام العمل والبنى التحتية، وسياسة تزيد عمق الفجوات والإجحاف.
والوضع يزداد سوءاً سنة تلو الأخرى، نحو ربع المجتمع في إسرائيل تحت خط الفقر.
وتطرق الطيبي في خطابه إلى السنة الماضية قائلاً: قدمت لجنة مكافحة الفقر برئاسة إيلي ألألوف تقريراً للحكومة عام 2014، والتقرير يعلوه الغبار، والمطلوب من وزير المالية موشيه كحلون إطلاق برامج حكومية في مجالات التعليم، الإسكان، الصحة وغيرها، لمكافحة العنف، يجب ان تتعامل الحكومة بجدية مع مشكلة الفقر في البلدات العربية، بما في ذلك النساء العربيات، حيث ان المرأة العربية مُميز ضدها مرتين، لأنها عربية ولأنها امرأة.
وتطرق النائب احمد الطيبي إلى تقرير أصدره البروفيسور يوسف جبارين الباحث والمحاضر في معهد التخنيون، حول نسب البطالة والفقر يتضح منه مقياس الفقر لدى العرب في إسرائيل يبلغ 55% وهو الأعلى بين دول OECD، نسبة النساء العربيات العاملات أقل من 25% مع العلم بأن النساء المستطلعة آراؤهن عبّرن عن رغبتهنّ في العمل بنسبة 43%.
وبالنسبة للأكاديميين قال الطيبي: 15,000 أكاديمية عربية عاطلة عن العمل، 13,000 امرأة عربية متخصصة في مجال التربية غير عاملة، 5,000 رجل أكاديمي عربي عاطل عن العمل، وفي حال استمرار التقصير الحكومي فإن عدد الأكاديميين العرب العاطلين عن العمل سيصل إلى 30,000. وفي حين في دول الغرب التعليم الاكاديمي يحسّن وضع سوق العمل، لدى النساء العربيات في إسرائيل لا ينطبق ذلك، رغم التحصيل الاكاديمي والرغبة في العمل، ورغم ان عدد الطالبات الجامعيات العربيات في مؤسسات التعليم العالي أكبر من عدد الطلاب الذكور.
كما اقتبس الطيبي من بحث للدكتور سامي ميعاري قائلاً: ونسبة الفقر لدى العائلات العربيات ارتفعت من 42.6 الى 52.6، ونسبة الولادة في المجتمع العربي لا يمكن ان تكون ذريعة للفقر.
واختتم الطيبي: المجتمع العربي يريد ان يدخل دائرة العمل، لكن سياسة الحكومة تزيد الفقر عمقاً. وهذا المطلوب ايضاً من قرارات وزير المالية، الاستجابة لطلبات السلطات المحلية العربية بأن يكون توزيع عادل للجميع، هذا هو الرد للفقر.
يجدر ذكره ان الجلسة التي عُقدت شملت عدة خطابات من قبل نواب الأحزاب، وفي ختامها جاء رد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في محاولة للدفاع عن سياسته الاقتصادية.