آيات حجازي:حجابي سر نجاحي وانتظروني ومطبخنا الفلسطيني
تاريخ النشر: 22/07/13 | 0:22تسكن آيات حجازي في عكا بينما مسقط رأسها باقة الغربية، تبلغ من العمر 24 عامًا، متزوجة من محمد حجازي والذي يعمل في مجال الاعلان والتسويق، وام لعصام، طفل عمره عام وثلاثة اشهر، وهي مديرة مشروع لطالما حلمت به وهو "مطبخنا".
تقول آيات حجازي: "ولدت في مدينة باقة الغربية التي أعشقها، كونها الأصل الذي ترعرعت فيه بين أحضان عائلتي الدافئة الملتزمة المتدينة، التي زرعت بداخلي أسس النجاح، فكما لكل بناية أساسات تضمن بقاءها وصمودها، فكذلك الأمر لكل امرأة يجب أن تبنى لها أسس صحيحة، تعينها وتقويها وتجعلها صامدة في الحياة، صاحبة شخصية قوية ومؤثرة تستطيع أن تقول إني أستطيع، وتحقق وتنجح ولا تعرف للفشل طريقًا.. إلا التحدي والمواجهة. فالحقيقة يجب أن تقال إن نجاحي بدأ من مدينة باقة الغربية، إحدى المدن المركزية في منطقة المثلث، وإحدى المدن التي تتميز بالتدين والالتزام، وكذلك هي باقة من باقات زهور فلسطين المهمة".
وتضيف حجازي: "اتجهت لمجال الاعلام بعد انهائي المرحلة الثانوية وعملت كمراسلة مدة ثلاثة اعوام في موقع انترنت عربي محلي، ومن هناك تمكنت من كسب خبرة في مجال الصحافة والاعلام، والأمر الأهم أني استطعت أن أكسب أيضاً علاقات عامة لطالما كانت المرأة العربية بعيدة عنها، وكأن العلاقات والأعمال المهمة هي فقط للرجال، بل وتأكدت أني سأستطيع وسأنجح وسيكون لي مستقبلاً شأن ما، فكما الرجال ينجحون فكذلك باستطاعتي النجاح بالأمر الذي ابدع فيه، وسأكون فعالة ومنتجة في المجتمع لا خاملة ومجرد مستهلكة، أجريت مقابلات صحفية مع عدة شخصيات ناجحة من بلادنا في عدة مجالات، وكنت أقطف من كل شخصية زهرة نجاح وأتعلم منهم الكثير، ويكون لها صدى في نفسي وصقل شخصيتي. تعرفت على الشاب محمد حجازي من عكا، اعجبني ورأيت فيه الشاب الطموح والجدير بان يقاسمني الحياة، وتزوجنا وانتقلت للعيش في مدينة عكا، مدينة تختلف كليًّا عن باقة الغربية في كثير من الامور، إلا أني وضعت في مخيلتي، بما أن عكا قاهرة نابليون ومدينة الصمود، فأيضًا في هذه البلدة سأستمر بمسيرة الصمود التي أسعى إليها، وقد تأقلمت بالعيش فيها، ونجحت كذلك ببناء علاقات جديدة، وتيقنت من رؤية مستقبل مشروعي الذي أحلم بتحقيقه أنه سيستمر هناك. وعلى الرغم من أوضاع عكا الاقتصادية الصعبة، وعلى الرغم من قلة الامكانيات، وبما أني واجهت الكثير من النساء، وخاصة صغيرات السن لا يتقنَّ أسس الطبخ، فزاد ذلك اصراري للانطلاق، مع حبي لمساعدة هذا الجيل الذي هو مني، وللمساهمة برفع الوعي لديهن وأنهن قادرات على صنع التغيير نحو الافضل".
رحلتي مع المطبخ
وتؤكد ايات حجازي: "انا منذ الصغر من عشاق المطبخ وهواة الطبخ، وطهي الطعام وصنع الحلويات وعمل تجارب جديدة ووصفات جديدة، انسبها لنفسي وأضمها لمطبخي واطلق عليها الاسم الجديد الذي يعجبني، تعلمت من والدتي وانا في جيل صغير تحضير طبخة واحدة فقط، عندما ذهبت الوالدة لأداء فريضة الحج ويومها تركتني لوحدي مع ابي واخوتي الشبان الثلاثة، وهنا بدأت رحلتي مع المطبخ، فكنت اسأل دائمًا اخواتي المتزوجات عن كيفية تحضير طبخات، وكنت انجح في اعدادها وأحيانًا أفشل وأتعلم من الفشل، كبرت على ذلك وفي داخلي حب عميق للطبخ، وأنه ليس أمرًا عاديًّا ومجرد تحضير طبخات معروفة، بل بإمكاني التجديد واعداد وصناعة وصفات ستصبح جديدة في عالم الطهي. وأصبح لدي فضول أكثر وأكثر، حتى اذا تذوقت أكلة أو كعكة معينة أسأل من صنعها وكيف وما هي الطريقة؟ واسجل على دفتر يوميات مطبخي الخاص الذي لا يفارقني، واطبقها واغير بالوصفات حتى أصبحت طاهية محترفة، متمكنة اليوم من رؤية الوصفة فقط، ثم تطبيقها واتقانها كما يجب. بدأت بالتفكير بتغيير ملكية مطبخي الخاص ليكون ملكية عامة، باسم جديد يشمل الجميع، وغيرت الاسم من مطبخي إلى مطبخنا وهو الشعور للجميع وكأن المطبخ لكل واحد منا. وبما أنه ينقصنا في البلاد مصدر بملكية عربية فلسطينية، يتحدث بلغتنا بمجال الطبخ، وبسبب المعاناة التي تعاني منها جميع النساء الفلسطينيات تقريباً عند البحث عن وصفات، فنجد صعوبة بالمصطلحات والمكونات التي تكون بلهجات لا نفهمها فقررت انشاء صفحة فيسبوك سميتها مطبخنا، لأقوم بتعليم الناس كيفية الطهي وصنع الحلويات والكعك، ثم فن الطهي وطرق تزيين واعداد المائدة على طريقة بلادنا فلسطين، كما وأدخلت العديد من الوصفات الفلسطينية القديمة ذات القيمة الغذائية الكبيرة، التي بعضنا لا يقدرها مثل الخُبيزة، العلت، الصفيحة، والمعجنات القديمة مثل مثلثات اللحم، والمناقيش التي لا حاجة لشرائها من الافران، بل بإمكاننا أن نعجنها ونرقها ونخبزها بالبيت، وشقيقتي مروة المرافقة لي بمطبخنا وساندتني منذ انطلاقته، يعود لها الفضل الكبير الذي لا يقدر بنجاحي واقتحامي عالم الطهي وبنجاح مطبخنا، ثم زوجي الذي فكر كثيراً وعمل ويعمل على تطوير موضوع مطبخنا، فبعد نجاح صفحة الفيسبوك واقبال عدد كبير من النساء عليها لأنهن وجدن ما ينقصهن، قمنا بإنشاء موقع انترنت وتطبيق لجميع الهواتف الذكية، من ضمنها الآيفون أطلقناه على الشبكة العنكبوتية ليكون الأول في الوسط العربي الفلسطيني، يتوجه إلى كل الذين لديهم حب الطبخ والحلويات بمختلف أنواعها، وكذلك إلى الذين يرغبون بتعلم فن الطهي وصنع الحلويات بالشكل الصحيح وبالطرق السهلة، وتقديمها كأكلة لذيذة ذات مظهر شهي، يشمل كل ما يتعلق بالمطبخ العربي والحلويات الشرقية والغربية والمأكولات البحرية والسلطات المميزة، والمأكولات المالحة والحلوة، هذا بالإضافة لوصفات خاصة بمطبخنا متميزة ومتنوعة، معلومات عن مطاعم، أفكار متنوعة، وصفات طهاة متميزين محليين وعالميين، وصفات بالفيديو، ونصائح حول الصحة الغذائية والريجيم".
التحدي والاصرار والتخطيط الصحيح
كما أن هناك إمكانية مشاركة العائلة والأصدقاء، وإرسال الوصفات إلينا وهذا سر اخر من أسرار النجاح، وهو التفاعل مع النساء بعد تعليمهن ما ينقصهن ليعرضن ابداعهن، فاليوم تصلنا وصفات زوار عديدة لوصفات خاصة بهم، ووصفات حصرية لمطبخنا قمنا بتعليمهم اياها. كسبنا ثقة كبيرة جدًّا وجمهور نساء كبير من مختلف البلدان، أحبوا مطبخنا باعتباره لهم، يتعلمون منه يوميًّا، يعشقونه ويتفاعلون فيه إلى حد كبير، ويقومون بإرسال رسائل الاستفسارات عن وصفات وعن كيفية تعلم الطبخ، وبدورنا نرد على جميع الرسائل لأن مطبخنا من أجل ذلك أسس، لخدمة نساء فلسطين والعالم العربي، وأن كل امرأة بإمكانها أن تبدع في الأمر الأساسي لكل بيت. اكبر معاناة كانت عندي مع الصور، فكنت كل يوم احضر وجبة الافطار واقوم بتصويرها وعرضها ووجبة الغداء والعشاء ايضًا، واحضر حلويات واصور كل ما تحضره حماتي ووالدتي، واعرض ذلك في مطبخنا حتى يفهم الناس فكرتي بان يحضروا وصفات ويرسلوها لي مع الطريقة، لنعلم غيرنا. ولم استعين بصور من الانترنت، كنت احضر واصور يوميًّا ونجحت في هذا، كما وكنا ايضًا انا واختي نرد على طلبات الناس، وكلما احتاج احدهم لوصفة نكتبها له، حتى ان هناك من قام خلال الطبخ بتصوير المرحلة التي وصل اليها ويستصعب بالتكملة، ونرشدهم كيف يكملون ما هم عليه من مرحلة طهي او خبز او حتى العجن، فالأمر ليس هيناً، ولكني أومن بتنظيم الوقت، لذلك انظم يومي وأعطي كل ذي حق حقه، وأسير بحسب الأولويات، صحيح أن علي كمًّا هائلاً من الواجبات، من ضمنها زوجي وطفلي ومشروعي، إلا أنه لتحقيق النجاح يجب أن يرافقك أيضا التضحيات والتحدي والاصرار والتخطيط الصحيح، واستطعنا ان نحقق انجازات، ولدينا اليوم العديد من الوصفات الحصرية والتابعة لمطبخنا وحتى بأسماء جديدة، سواء كانت طبخات او معجنات او حلويات، فعند تحضير وصفة ما أقوم بعرضها لزوجي اذا كانت لذيذة وموفقة، وعرضها للتذوق من عدة أشخاص واذا لاقت استحسانًا من الجميع وانها شهية، اقوم بتدوينها وأحيانًا بتعديلها واكتبها واصورها واضعها لزوار مطبخنا، ونجحت حتى الان بتركيب عدة وصفات جديدة وغير معروفة".
جلبابي والتزامي هما سر نجاحي
واختتمت حجازي: "ستجدونني حتمًا في المطبخ الفلسطيني، طموحي كبير جدًّا يحتاج لتعب لسهر ولمثابرة ولسيولة، أحلم لأكون صاحبة قناة اسمها مطبخنا.. افكر مليًّا، لأنه ينقصنا المطبخ الفلسطيني وتنقصنا برامج الطبخ، مع اننا نملك قنوات محلية وعالمية، اطمح كثيرًا لأطور مطبخنا ويصبح ماركة معروفة محليًّا، فلسطينيًّا وعالميًّا، ايضًا اعرف ان الامر صعب ويحتاج الكثير من المسؤولية والتعب والعمل، لكنني امتلك القدر الكافي من هذا وسأعمل حتى اصل القمم وابقى، وأحافظ على مكانة مطبخنا. ولن أخفي عليكم، فخطة العمل أصبحت جاهزة ونحن مستمرون لتحقيق كل الأهداف". وفيما اذا كان الحجاب والجلباب يسبب عائقًا قالت آيات حجازي: "ابداً فجلبابي والتزامي هما سر نجاحي وتوفيقي، لأن الله هو الموفق، وسأكمل كما أنا ولن اتخلى او اتنازل عن قناعاتي من اجل طموحي وعملي، سأتخلى عن كل شيء الا علاقتي بربي وتقربي منه، انا متيقنة أن الجلباب لن يضر أي انسان يتعامل معي، طالما تعاملنا فقط في مجال العمل والطبخ، فهذا لن يسبب أي بلبلة او مشاكل على المجتمع، واحترامي بلباسي الذي اخترته لنفسي، وانا سعيدة بجلبابي وافتخر به وبانسجامه مع عملي.
وبالتزامي وبجلبابي، وبفضل الله، مطبخنا اليوم موجود بكل بيت في وسطنا الفلسطيني ولدى كل امرأة عربية، ومتفاعل جدًّا وبقوة، وأنصح بزيارته لمن لم يتسنَّ له بعد أن يعرفه.
للدخول للموقع: www.mtbkhna.com
للدخول لصفحة الفيسبوك: www.facebook.com/mtbkhnaa
كما يمكنم تحميل تطبيق مطبخنا لجميع أجهزة الهواتف الذكية من ضمنها الآيفون والجلاكسي..
يعطيك العافية تبدين واثقة وسعيدة ارجو لك النجاح والتوفيق واريد أن أسألك من هي عائلتك في باقة؟
رائعه ايات منحبك كثير ومتابعينك كثير احلى مطبخنا تعلمنا منك فن الطبخ وكثير امور وشكر لموقع بقجه على المقابله الرائعه لانه هيك مطلوب ابراز نساء فلسطين وقدراتهم