وادي عارة: "الرحمة" تنظم إفطار رمضاني للمسلمين الجدد

تحت شعار " الإسلام – رسالة حبّ وسلام" ، استضافت لجنة الرحمة للمسلمين الجدد المنبثقة عن الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، أمس السبت في منتزه "ميس الريم" بقرية عرعرة في المثلث الشمالي، عشرات العائلات على مائدة افطار رمضانية سنوية تجتمع فيها عائلات لمسلمين جدد متعدّدي اللغات والجنسيّات من شتّى البلدان.

وكان رئيس اللجنة الشيخ محمود مصطفى والأعضاء الشيخ عماد يونس والاستاذ صالح راغب والدكتور فراس جبارين والدكتور محمد جمال اغبارية، اضافة الى الشيخ اسعد قلق مسؤول الحركة الإسلامية في حيفا والشيخ عماد يونس مسؤول الحركة في عارة، قد استقبلوا الحضور نساءً ورجالاً وأطفالاً. حيث أجريت فقرة تعارف قبل موعد الإفطار بين الحضور وسط أجواء سادتها المودة والإخوة في الله وعلى محبّة الإسلام .

وفي أعقاب تناول وجبة الإفطار وأداء صلاة المغرب جماعة ، افتتحت الأمسية بترحيب مميّز من قِبل العريف الدكتور محمد جمال الذي رحّب بالحاضرين بلغات مختلفة ومهنئا المسلمين الجدد بالشهر الفضيل. كما واستهل برنامج الأمسية بتلاوة عطرة بصوت الشاب حسن ضعيّف ، والذي قدّم أيضا وصلة انشادية روحانية مؤثرة.

وألقى الشيخ محمود مصطفى كلمة لجنة الرحمة ، حيث طرح على مسامع الحضور قصّة سلمان الفارسي الذي بحث عن الحقيقة بعد أن كان مجوسيا ثم تحوّل الى النصرانية ، وانتهى به المطاف الى شبه جزيرة العرب بعد أن سمع عن الرسول ، حيث جاء ليتعرّف ويتحقق من نبوّته . وشدّد الشيخ في كلمته أن سلمان الفارسي لم يكتف بإعتناقه للإسلام فقط ، بل قدّم فكرة ورأيا واقتراحا خدم الإسلام وأنقذ المشروع الإسلامي بعد أن وضع فكرة حفر الخندق لانقاذ مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلك الفكرة التي قدّمها الفارسي ليكون شريكا في صناعة مجد الإسلام ، اذ قال الرسول صلى الله عليه وسلّم عنه " سلمان منّا آل البيت ".

وأضاف الشيخ محمود مصطفى :" أنتم منّا أيها المسلمون الجدد ، أنتم من مجتمعننا وبيئتنا الاسلامية ، بل أنتم جزء من أمّة محمد صلى الله عليه وسلّم " حاثّا اياها على عدم التوقّف عند اعتناق الاسلام وحسب ، بل العمل والاستمرار في التقدّم به ونفع هذه الأمّة وان اختلفت الجنسيّات واللغات ".

وأكد أن الميزان بين المسلمين هو ميزان التقوى كما قال الله تعالى " إن أكرمكم عند الله اتقاكم". كما وتحدّث حول دور لجنة الرحمة وما تقدّمة للمسلمين الجدد ، من إفطار سنوي ورحلة سنوية وشدّ الرحال الى الأقصى ، ولقاء شهرين تجتمع فيه العائلة المسلمة يتخلل ورشات ودورات تتعلق بالفقه والإيمان واللغة العربية وفقرات ترفيهية واستضافة مختصّين في مجالات مختلفة .

وقال رئيس لجنة الرحمة ، أن اللجنة تدرس فكرة رحلة عمرة للمسلمين الجدد في عمرة الربيع العام القادم .

من جانبه قدّم الشيخ عماد يونس في كلمة له العديد من التوجيهات والإرشادات والنصائح للمسلمين والجدد مبيّنا معاني الاسلام والمحبة والتسامح ورسالة السلام ، متطرقا الى أن رسالة الإسلام هي عالميّة وليست للعرب فقط ، مبيّنا أن تعداد العرب هو 420 مليون ، بينما المسلمين مليار وربع مليار مسلم.

ولفت الى أن مجلة "ديرشبيغل" الألمانية قالت في تقرير لها أن 4000 ألماني يعتنقون الإسلام سنويا وكذلك في كل أنحاء دول أوروبا وأمريكا . مؤكدا أن البشر يحاولون البحث عن السعادة ، ولن يجدوها الا في الإسلام .

كما وتحدث الشيخ عماد يونس في كلمته برسالة الى المسلمين الجدد بالمضي قدما في إسلامهم وأن لا يتوقفوا عند اعتناقه ، داعيا الأزواج والزوجات اعانة بعضهما البعض على تدريس كل منهما الآخر للإسلام وأن هذه أمانة سيسأل عنها نبيّ الله صلى الله عليه وسلّم .

وشهد الحفل فقرة مميزة تحدث فيها أختان من أوكرانيا وهما مريم واكسانا فرينداك وهما متزوجتان لشخصين أحدهما من قرية زلفة وهو الدكتور محمد جمال – عضو لجنة الرحمة – ، والآخر من بيت لحم، تحدثتا حول إسلامهما وكيف تاثرثتا بأختهما الأكبر التي أسلمت في البداية ليلتحق بها إلى الإسلام شقيقاتها الاربع، فضلا عن والدتهنّ وإحدى أشقّائهن، إذ لم يتبّق سوى ربّ الأسرة والشقيق الأكبر، مشيرتان أن كآفة أفراد العائلة تبذل جهودهما حتى يكتمل ركب العائلة في رحمة الإسلام.

وقدّمت لجنة الرحمة شهادة "إشهار إسلام" لكآفة الحضور ، فضلا عن توزيع نشرات تثقيفية حول الاسلام بلغات مختلفة وسجّادة صلاة . وفي الختام ، أدى الحضور صلاة العشاء والتراويح خلف الإمام الشاب حذيفة عماد يونس .