فلسطينيون يتطوعون لإنقاذ اللاجئين في اليونان
تاريخ النشر: 18/12/15 | 21:19كثيرون ضاقت بهم السبل في وطنهم الأم وظنوا أن الهجرة ستكون خطوتهم الأولى في سبيل تحسين ظروفهم البائسة، غير أن ذلك لم يكن سوى انتقال من واقع مرير إلى مصارعة موت حقيقي بين أمواج البحر الهادرة.
منظمة الهجرة الدولية قالت في تقرير لها أن عدد المهاجرين الذين قتلوا منذ بداية عام 2015 ، خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى أوروبا تخطى عتبة الألفي مهاجر ولاجئ
وبعد ازدياد ضحايا اللجوء من الدول العربية خصوصا من سوريا والعراق وبعد التخاذل الدولي والاتجار باللاجئين نشأت عدة مجموعات ومنظمات لمساعدة اللاجئين في مختلف انحاء العالم ومنظمة “Humanity’s Team” الدنماركية نشطت بشكل كبير في مساعدة اللاجئين وتستقبل كافة المتطوعين.
فاتن كبها، يوسف ابو بكر، ونادر بدارنة من الداخل الفلسطيني المحتل تطوعوا مع هذه المنظمة ووصلوا الى اليونان منذ ايام
بحرقة والم تقول كبها ” عندما يصل الناس الى الشاطيء تختلف ردود افعالهم فمنهم من يفرح كثيرا لمجرد انه على قيد الحياة ومنهم يصدم ومنهم من ينهار وفي الليلة الثانية لنا في اليونان وصلت قوارب كثيرة واخرها كان الساعة الخامسة صباحا كانت مهمتي ان اقوم بتدفئة الاطفال واثناء القيام بمهمتي رايت طفلة عمرها 7 سنوات جالسة على الارض وتلتحف السماء والابتسامة لا تفارق وجهها على الرغم من ان كل الموجودين على القارب كانوا في حالة انهيار تام اقتربت من الفتاة كانت ملابسها مبللة قمت بتبديل ملابسها وسالتها عن اسمها فاجابت” اسمي كنوز انا من العراق وعمري 7 سنين” فانا كملت مهمتي فصرخت كنوز وقالت لي “محلاكي” هذه اللحظة تشنجت وخانتني قوتي ولم استطع فعل شيء سوى احتضان كنوز لساعات طويلة”.
بعد 5 ساعات ذهب انا وفريقي الى المخيم الذي يتم نقل اللاجئين اليه واذا برجل ينادي بعالي صوته ” يا انسة يا انسة” فانا نظرت اليه لكنني لم اعرفه فقال لي ” بنتي كنوز صحيت من النوم وسالتني عنك”، بعدها اجت كنوز وشافتني وحضنتني وحكتي صحيت من النوم ما لقيتك…!
وتنهي كبها حديثها لشاشة نيوز قائلة ” كل شخص منهم عنده قصة، تفاصيل، حياة، وجع، وفرح، ذكريات انتهت وذكريات بدأت .
نادر بدارنة من سخنين لفت لشاشة نيوز ” انضممنا لفرق الانقاذ على السواحل اليونانية لنقدم ما نستطيع من انسانيتنا للاجئين السوريين والعرب”.
وايمانا بمقولة (لا يؤلم الجرح الا من به الم) قال بدرانة” نحن كشباب فلسطيني تعرض لشتى انواع الظلم نشعر بوجع المظلومين من مبدأ مقولة” لا يؤلم الجرح الا من به الم” لذلك انطلاقا من انسانيتنا وعروبتنا قررنا ان نقدم ما نستطيع لرسم ابتسامة غائبة عن وجوه الاشقاء العرب ونتمنى من الجميع ان يقف في وجه الحرب في وطننا العربي لمنع رحلات قوارب الموت التي تقتل اطفالنا ونسائنا ورجالنا
اما يوسف ابو بكر لم يستطع السيطرة على مشاعره واكد لشاشة نيوز ان هناك شبه كبير بين فلسطين عام 1948 وبين سوريا عام 2015″.
ويصف لنا ابو بكر رحلة اللاجيء السوري حسب ما شاهد” يهاجر السوري من سوريا الى تركيا ويعمل ليل نهار لتامين تكلفة الرحلى عبر القارب من تركيا الى اليونان وتتراوح تكلفة الرحلة بين ال 1000 وال 2000 دولار، حسب القارب وجودته وراتب السوري اليومي يتراوح بين 5-10 دولار”.
وتابع ” هناك قصص واوجاع كثيرة عايشناها مع اللاجئين وسببها خذلان البشرية لشعب مظلوم فالان البشرية معدومة والعدالة ايضا و مجلس حقوق الانسان كذب،الاونروا كذب، الامم المتحدة كذب، القانون الدولي، والاتحاد الاوروبي كله كذب”.
ولان الفلسطيني اعتاد على اللجوء منذ القدم لم تخلو قوارب اللاجئين من الفلسطينيين فالشاب عمر من عاصمة الشتات مخيم عين الحلوة في لبنان مهجر بالاصل من صفد شاءت الاقدار ان يهاجر مرة اخرى من لبنان الى تركيا الى اليونان ومن ثم الى المانيا.
عمر التقى صدفة بالمتطوعين من الداخل المحتل وفرح كثيرا لانه رأى ابناء جلدته وكان الدنيا لا تسعه من الفرحة ووجه رسالة عبر شاشة نيوز ” عند وصولي الى شواطيء اليونان استقبلني الاشقاء من فلسطين المحتلة وفرحت جدا بهم وفرحوا بي وقاموا بمساعدتي”.